ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[16 - 08 - 09, 08:22 ص]ـ
و بعد تأمل طويل تبين لي، و الله أعلم، أنها إنما أرادت بالفرك؛ اليسيرَ من المني الذي يعفى عنه. و تقرير ذلك؛ أنه قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي في ثوب يرى فيه المني، كما أخبرت أم حبيبة رضي الله عنها، فإذا رأى فيه منيا بادر إلى غسله و لو أن يخرج إلى المسجد و ثوبه مبللا، كما أخبرت عائشة رضي الله عنها. فإذا وَجَدَتْ فيه أثر مني يابسا، فذلك يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره. و حيث أنه لم يدركه نظر النبي صلى الله عليه وسلم دل على أنه كان يسيرا يتعسر رؤيته.
ومن القرائن على صحة هذا التقرير أن أكثر الروايات تتحدث عن " أثر " جنابة، كما أنها تقيده بصفة اليبس. و في بعضها عبارة " ربما " التي تعني قلة الحدوث، و هذا يُظهر بمفهومه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تتبع المني و التطهر منه، إلا ما خفي عنه.
و قد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تفرك الشيء اليسير من دم الحيض. ففي صحيح البخاري (306): «ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فصعته بظفرها».
و روى أبو داود (364) عنها أنها قالت: «قد كان يكون لإحدانا الدرع فيه تحيض و فيه تصيبها الجنابة ثم ترى فيه قطرة من دم فتقصعه بريقها».
قال البيهقي رحمه الله: وهذا فى الدم اليسير الذى يكون معفوا عنه، فأما الكثير منه فالصحيح عنها أنها كانت تغسله.
قلت: و هذا ظاهر من قولها " قطرة ".
و على ذلك يحمل حديث عمرة – على تقدير صلاحه – الذي فيه غسل الرطب و فرك اليابس.
و كذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ ففي " مصنف " ابن أبي شيبة (926): عن مجاهد قال: " بينما نحن عند عبد الله بن عمر بعد ما صلى إذ جعل يدلك ثوبه، فقال: إني طلبت هذا البارحة فلم أجده، قال مجاهد: ما أراه إلا منيا ".
و رواية ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد، قال: إني بجالس مع ابن عمر إذ نظر إلى ثوبه فقال: «إن هذا لأثر احتلام طلبته البارحة فلم أجده ثم به هكذا ففركه»
فهل يقال: أن هذا الأثر فيه دليل على أن المني عند ابن عمر ليس بنجس. فالأثر ظاهر في أن المني كان يسيرا حتى أن ابن عمر طلبه فلم يجده.
و على هذا يحمل أيضا ما ورد عن سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه، لأن غاية ما فيه أنه " كان يفرك الجنابة من ثوبه ". كذا رواه عبد الملك بن عمير و حصين و مجاهد في رواية ابن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن مجاهد. [68]
و رواه الشافعي في " مسنده " (1594) عن الثقة عن جرير به. و لفظ: " أنه كان إذا أصاب ثوبه المني، إن كان رطبا مسحه، و إن كان يابسا حته ثم صلى فيه ".
و هذا ضعيف لجهالة الراوي الذي روى عنه الشافعي.
و هذا الذي ذكرتُه من التأويل متعين، و إلا ناقض كلام عائشة بعضه بعضا، و هذا لا يصدر حتى عن تلاميذ المدارس الإبتدائية، فكيف يصدر عن الصديقة الفقيهة الأديبة الأريبة الحصيفة رضي الله عنها.
...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 08 - 09, 12:36 م]ـ
قررتم أن النجاسة هي الأذى .. فلِمَ تحملون حديث أم حبيبة على أنه لم ير (منياً)؟! فقد يراد المذي .. وقد يراد عموم النجاسة .. فقصره على المني مصادرة.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:01 م]ـ
قررتم أن النجاسة هي الأذى .. فلِمَ تحملون حديث أم حبيبة على أنه لم ير (منياً)؟! فقد يراد المذي .. وقد يراد عموم النجاسة .. فقصره على المني مصادرة.
لقد ذكرتُ السبب، و هي القرينة المناسبة ... و هو الجماع ...
فماذا يكون من الجماع؟
المذي؟
أم المني؟
أم نجاسة أخرى؟؟؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:54 م]ـ
متابعة البحث:
و هو الموافق لفتاواها؛-أي عائشة رضي الله عنها-
فعن سليمان بن يسار قال: «سألت عائشة عن المني يصيب الثوب؟ فقالت: كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وأثر الغسل في ثوبه بقع الماء». [69]
و دلالة هذا الحديث كأنها قالت: يجب غسل الثوب من المني.
و عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في المني إذا أصاب الثوب: " إذا رأيته فاغسله، و إن لم تره فانضحه ". [70]
¥