وهل هذا منهج فقهي سليم أن نرى في بعض الكتابات الاعتذار عن بعض الأمور الشرعية لئلا يضحك علينا الكفار ويستهزئون بنا كما قال بعض أنصار الحساب بجواز أن تقول للكافر يا أخ وبجواز بقاء المسلمة تحت الكافر من أجل ألا ينفر الكفار عن الإسلام وبجواز الغناء مع الموسيقى لئلا تنفر أوربا عن الإسلام وبأن الرجم والقطع ليسا حداً وإنما هما تعزير وغير ذلك من هدم قواعد الشريعة من أجل ماذا يقول الكفار!
وللأسف أن هذه اللوثة صارت عند بعض المنتسبين للعلم في بلادنا فتجد بعضهم يقول معللاً لجواز الرمي قبل الزوال .. ماذا تقول الأمم عنا ونحن نتطاحن عند الجمرة.
وليس الكلام في حكم هذه المسألة وإنما الكلام في هذا التعليل العليل الذي يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها.
ثم إننا نقول: إنه يمكن ضبط الأمة وإبعادها عن الاختلاف بالرؤية لكن الشرط أن يهتم المسلمون بالرؤية، والمسلمون لن يهتموا بها ما دامت محاربة عند بعض الناس وإنما يهتم المسلمون بها إذا دعاهم إليها ولاتهم وعلماؤهم وحثّوهم عليها وحفّزوهم للعمل بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وما يقوله بعضهم من أنه وقع بين المسلمين تفاوت إلى ثلاثة أيام في الصيام والفطر.
فنقول: الخطأ وارد على الحساب أيضاً ومرجع الخطأ المذكور إلى عدم الاهتمام بالرؤية لا إلى الرؤية ثم نادر جداً فلماذا يشغب به ويتخذ ذريعة لتعطيل السنة.
ثالثاً: من أهدافهم محاولة إقناع العالم أن الشريعة الإسلامية توافق العلم الحديث لأنها شريعة العلم.
وقد كان هذا الهدف سيفاً مسلطاً على المسلمين وشريعتهم فما تصبح صائحة في بلاد الغرب وإلا ويقوم هؤلاء وأمثالهم بحشد الجهود للاستدلال لها وإظهار موافقة الشرع لها سواء كان ذلك بحق أم بتحريف.
كما في الديمقراطية الإسلامية، والشيوعية الإسلامية، والفن الإسلامي، وبنوك الحليب، وفوائد البنوك، وأن الرجم شريعة يهودية منسوخة لا شريعة إسلامية، وجواز السينما ومسألة الاعتماد على الحساب من هذا القبيل فكم تقرأ قول بعضهم إن علم الفلك لا يحتمل الخطأ إلا باحتمال 1 – 100000 في الثانية وهو علم كذا وكذا ... فكان ماذا؟
هل دعوت المسلمين إلى تعلم النافع منه والاغتناء عن الكفار لم أقرأ لأحدهم حرفاً في ذلك.
لكن دعوا المسلمين إلى إدخاله في دينهم فيمكن حينئذ أن يصوم المسلمون بحساب الكفار.
إن العلم شريف والأمة مدعوة إلى الأخذ به لكن هذا شيء وتغيير الشريعة وجعل الأمة جزءاً تابعاً لأمم الكفر شيء آخر ومما يؤسف له جداً أن بعضهم لما قرر بعض الحقائق عن علم الفلك ألمح بالتعريض بعلماء الأمة في قوله وما يمنع من الاعتماد على الحساب إلا ضباب العقول؟؟
فهل هذه العقول منعت علم الحساب أم منعت إدخاله في الشريعة إن كانت منعت علم الحساب فهي كما قلت وإن كانت منعت إدخاله في الشريعة فقط فهي جمعت بين المصلحتين وأنت وأمثالك قدمت علماً دنيوياً على شريعتك فمن اللائق أن يوصف بأن في عقله ضباب؟
هدفنا:
أما هدفنا فهو الثبات على الشريعة الكاملة لتبقى الأمة مربوطة بشريعتها موصلة بنبيها صلى الله عليه وسلم ولقطع دابر تحريف الشرع الذي قام سوقه وكثرت جنوده ولئلا يتخذ هذا القول سلماً إلى مشابهة الكفار والاقتداء بهم.
ولتبقى للأمة شخصيتها التي تعتز بها وخصوصيتها الربانية بين أمم الأرض كلها.
وليعرف من يعرف أن العلم مهما تقدم فهو محكوم بالشريعة والشريعة حاكمة عليه.
نداء:
إنني أوجه النداء لأهل العلم أن استيقظوا وقوموا بحراسة الشريعة وحمايتها وبواجب التبليغ ولا تكتموا العلم فالسهام قد كثرت والجراح قد نزفت وقد تعدى بعض الناس حد العلماء إلى حد التشريع متناسين قول الله عز وجل: (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ) (آل عمران: من الآية20)، وهذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عليه إلا البلاغ فما بالك بغيره.
تناصحوا بإخلاص وصدق وحققوا الإخلاص لله وجردوا المتابعة لرسول الله وردوا المخطئ كثيراً قولوا له ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
إننا في فتن ولا يعصم منها إلا التمسك بالشريعة وتعظيمها وإلا انحلت عراها وخارت قواها.
واحموا بلد الإسلام الأول وحصنه الذي يأرز إليه من أن تطوله المناهج الدخيلة والأفكار الهزيلة فهل يقنع بالثرى من بلغ الثريا.
في بلادنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ودعوة التوحيد فماذا غيرها نريد؟
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) (البقرة: من الآية130).
هذا وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح أحوال الأمة وأن يردنا إليه رداً جميلاً وأن يكشف الغمة عن الأمة إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
ـ[أحمد نادر العسقلاني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 07:55 م]ـ
هل كان في هذا الزمان إمكانية الحساب لأول الشهر
ـ[راشد اللحيان]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:35 م]ـ
جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء
"أما في صيام رمضان فقد تعبدنا الله عز وجل برؤية الهلال لا بوجود الهلال، ووجوده ورؤيته مختلفان "