واعلم أنه لا يمكن للطالب أن يصير متفقهاً ما لم تكن له دراية بالأصول ولو قرأ الفقه سنيناً وأعواماً، ومن ادعى غير ذلك كان كلامه إما جهلاً وإما مكابرة.
فإذا انتهى من هذه الكتب وشرحها شرح من يفهم العبارات نقله إلى شرح المنتهى للشيخ منصور وروضة الناظر وجنة المناظر في الأصول، فإذا فرغ من هذه الكتب وشرحها بفهم وإتقان قرأ ما شاء وطالع ما أراد فلا حجر عليه بعد هذا.
واعلم أن للمطالعة وللتعليم طرقاً ذكرها العلماء وأثبت هنا ما ذكره ابن بدران فقد قال رحمه الله:" اعلم أننا اهتدينا بفضله تعالى أثناء الطلب إلى قاعدة وهي أننا كنا نأتي إلى المتن أولاً فنأخذ منه جملة كافية للدرس ثم نشتغل بحل تلك الجملة من غير نظر إلى شرحها ونزاولها حتى نظن أننا فهمنا، ثم نقبل على الشرح فنطالعه المطالعة الأولى امتحاناً لفهمنا، فإن وجدنا فيما فهمناه غلطاً صححناه، ثم أقبلنا على تفهم الشرح على نمط ما فعلناه في المتن، ثم إذا ظننا أننا فهمناه راجعنا حاشيته إن كان له حاشية مراجعة امتحان لفكرنا، فإذا علمنا أننا فهمنا الدرس تركنا الكتاب واشتغلنا بتصوير مسألة في ذهننا فحفظناه حفظ فهم وتصور لا حفظ تراكيب وألفاظ، ثم نجتهد على أداء معناه بعبارات من عندنا غير ملتزمين تراكيب المؤلف، ثم نذهب إلى الأستاذ للقراءة وهنالك نمتحن فكرنا في حل الدرس ونقوم ما عساه أن يكون به من اعوجاج، ونوفر الهمة على ما يورده الأستاذ مما هو زائد على المتن والشرح، وكنا نرى أن من قرأ كتاباً واحداً من فن على هذه الطريقة سهل عليه جميع كتب هذا الفن، مختصراتها ومطولاتها، وثبتت قواعده في ذهنه، وكان الأمر على ذلك".اهـ
ثم إن الأولى في تعليم المبتدىء أن يجنبه أستاذه عن إقرائه الكتب الشديدة الاختصار، العسرة على الفهم فهذا من سوء التعليم، ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم، بتزاحم المعاني عليها، وصعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت.
وحاصل الأمر أن الأستاذ ينبغي أن يكون حكيماً يتصرف في طرق التعليم بحسب ما يراه موافقاً لاستعداد المتعلم، وإلا ضاع الوقت بقليل من الفائدة، وربما لم توجد الفائدة أصلاً، وطرق التعليم أمر ذوقي وأمانة مودعة عند الأساتذة فمن أداها أثيب على أدائها ومن جحدها كان مطالبا بها.
وهنا ألقى القلم عصاه، فما أجاد به فمن فضل الله مفيض الجود والإحسان والكرم، وما عساه أن يكون زل به ألتمس عنه عذراً، فإن الإنسان محل الخطأ والنسيان،. وأسأله تعالى أن ينفع بهذا المختصر، وأن يجعله مقبولاً منتفعاً به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 07:09 ص]ـ
شكر الله لك أخي الدغيلبي
لأبي يعلى: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء. شرح على مختصر الخرقي ذكره ابن بدران
وقال الشيخ ابن جبرين أنه في الظاهرية بدمشق وغيرها.
هل أحد حققه أو يسعى في تحقيقه؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 05 - 10, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيك.
شكر الله لك أخي الدغيلبي
لأبي يعلى: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء. شرح على مختصر الخرقي ذكره ابن بدران
وقال الشيخ ابن جبرين أنه في الظاهرية بدمشق وغيرها.
هل أحد حققه أو يسعى في تحقيقه؟
الموجود منه قطعةٌ من (كتاب النكاح) إلى (آخر العتق)، وقد حُقِّقَ في رسالة علميَّة.
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 01:07 م]ـ
تمثل نصف الكتاب؟؟ أو أكثر؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:47 ص]ـ
أقل من السدس قطعاً؛ فليس للعباداتِ حرفٌ، ولا للبيوع، ولا لغيرهما.
فماذا بقي؟