[أغاني الحجاز - قصيدة]
ـ[محمد بن المختار الشنقيطي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:38 ص]ـ
جراح الروح في قلمي ... تفيض بدمعة ودمِ
وتسكب نار حرقتها ... بقلبٍ غير ملتئمِ
فتسقيني عذاباتي ... تباريحًا من الألمِ
أناجي الركب مشتاقا ... لجيرانٍ بذي سلَمِ
على رمضائهم أشدو ... وأعدو حافيَ القدمِ
وأحكي من مآثرهم ... حكايا الحيِّ والخِيمِ
أطارد طيف أشواقي ... بقلب للحبيب ظَمِي
وأنثر دمعتي الحرَّى ... على خدَّيَّ بالحرَمِ
ينام الكون من حولي ... وعين الشوق لم تنمِ
*****
على السفحين من أُحُدِ ... حفرْتُ لمضجعي بِيدي
وروحي للذُّرى حنَّتْ ... فضاق بحملها جسدي
سقطتُ ولذة اللقيا ... على قلبي على كبدي
قرير العين مبتهجا ... بعيش ناعم أبدي
وكم في السفح من ظبيٍ ... وكم في السفح من أسدِ
فنحن القوم إن غامتْ ... دروب مسيرنا لغدِ
أضأناها بلمع السيف ... بين الروح والجسدِ
بكفٍّ غير مرتعشٍ ... وقلبٍ غير مرتعدِ
ستذرف دمعَها الدنيا ... وتبكينا إلى الأبدِ
*****
قصدنا طور سيناء ِ ... فأورق قلب صحراء
وفجَّرنا قلوب الصخر ... ينبوعا من الماءِِ
وفتَّقنا الربيعَ هناك ... من أحشاء رمضاءِ
وسرَّحْنا النواظر في ... حدائق منه غَنَّاءِ
وواحاتٍ من النخلِ ** وزيتونٍ وحِنَّاءِ
وتلك حداتنا تشدو ... بإيحاء وإيماءِ
لأذوادٍ من الإبْلِ ... وقطعانٍ من الشاءِ
فومْض النور جنبالطور بدَّد كل ظلماءِ
ليغمر هذه الدنيا ... بعذب النور والماء
*****
وفي البطحاء من بدرِ ... بذرنا بذرة الفجرِ
سقينا روحها الظمأى ... بفيض دمائنا الحُمْر
فمد الفجر أجنحة ... بنور الفتح والنصر
وغطى فيضه الآفاق ... من برٍّ ومن بحرِ
تضمِّخه الأزاهيرُ ... بأنفاس من العطرِ
وتسقيه العصافيرُ ... رحيقَ الشدو والنقرِ
فنور البدر من بدرٍ ... دم في الروح يستشري
يحرر أرض أقصانا ... من البحر إلى النهر
ويُفنِي الليل والظلماء ... إلا ليلة القدْرِ