وإني لو أجدت النظم فِيه ....... وجاء كأنه البدر المنير
فمثلي لن يحوز له خصالاً ......... ومثلي في محامده يحور
وأيضا فهو عن مدحي غني ....... شموسٌ من فضائله تنير
ولكن مابقيت بقدر وسعِي ........ إلى مجد الأوائل أستثير
وإن كُنت الضعِيف وكان نظمي ...... ضعيف السَّبك حاويهِ القُصور
فما فشرط النصيحة يا صِحابي ........ زهيرٌوالفرزدق أوجرير
و في عام 1373هـ حين فجع المسلمون بوفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله، أبرق الشيخ فيصل إلى الملك سعود معزِّياً بهذه الأبيات:
ابكيه يا دنيا الرئاسة و السياسة ................. و الكياسة في الخروج و في الورود
ما إن شهدت مُفاخراً ومفاوضاً ...................... و محاولاً حَفِظ المواثق و العهود
كمليكِنا وزعيمنا و إمامِنا ...................... و فقيدنا عبدالعزيز بن السعود
ان غاب عنا ذلك البدر المنير ...................... فقد أضاء الكون عن سعد السعود
أو راح عنَّا ذلك البرُّ الرحيم ......................... فقد أتانا بعده البرُّ الودود
و قد رثى ابن عمه العلامة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز بقصيدة عصماء فمنها قوله:
على النفس الزكِية يا رُبوعي ....... أفيضوا ما يُكَنُّ من الدموعِ
وبكُّوا ما أردتم أن تبكُّوا ........ وزِيدوا في الأنينِ بلا هجوعٍ
لقد خطفَ المنون كريمَ قومٍ ..... تقرُّ لهُ البريَّةُ بالخضوع
فلا عجبٌ بكيتك يا ابن عمي ........ فحزنك قد تغلغلَ في ضُلوعِي
كما رثى أخاه الشيخ القاضي سعد بن محمد بقصيدة مطولة يقول فيها:
بكيتُ أخي سعدا ولا مثله سعد ...
ولا مثله ابن وليس لهُ نِد
أديب أريب يسرع الخطو للحجى .......
وفي الخير لا مَنٌّ لديه ولا حِقد
يحب ذوي القربى ويدنو مع الجفا ...........
يرحب إن جاؤوا ويقبل إن صدوا
موطأ أكناف مع الناس كلهم ...........
يذكرنا بالصالحين إذا عدوا
لئن كانت الأمجاد تبنى على الحجى ........... ز
و أوفر حظ في العلا لك يا سعد
بعيد عن الأهواء قريب إلى الهدى ............
منيع الذرى حامي الذمام إذا ارتدوا
ستبكيه من بعد الممات محاكم ............
صحائف عدل فصلها الجد والرشد
أردد سعدا في القصيد تلذذا ............
فمنزله قلبي وروحي له المهد
سأندبه والندب غاية حيلتي ............
فذكراه لي عطر وذكراه لي نِد
أيا ربنا رِفقا فضيفك مؤمن ............
مقيم على التوحيد قد ضمه اللحدُ
و لما كان رحمه الله في منطقة جازان بداية الستينات و كان يجتمع في مجلس امير المنطقة خالد السديري رحمه الله نخبة من أهل العلم ممن كان لهم باع طويل في شتى العلوم والمعارف الانسانية من فقه ولغة وتاريخ وادب وشعر وغيرها .. ، سواءٌ من أهل المنطقة أو من الطارئين عليها.
، بل كان يخصص رحمه الله امسية خاصة في الاسبوع للاجتماع بهم.
فمن اولئك الاعلام الشيخ (حافظ الحكمي) والشيخ (عقيل بن احمد). والشيخ (عبدالله العمودي) والاستاذان عبدالقادر علاقي وعمر صالح هاشم والقاضبان علي السنوسي وعلي محمد صالح وغيرهم.
و في إحدى الجلسات بوجود عدد من المشايخ كالشيخ عبدالله القرعاوي والشيخ فيصل المبارك والشيخ عبدالله الحجازي، جرى الحديث في المجلس عن اشعر شعراء العصر الاموي والعباسي وهذا العصر وعصور اخرى، و انجرَّ الحديث إلى مساجلة في التخميسات الشعرية بين كل من الشيخ فيصل المبارك و الشيخ القاضي علي السنوسي رحمهما الله , فدارت هذه المساجلة الطريفة، التي ابتدأها الشيخ فيصل بقوله:
قد قلت من عجب في رحلة السفر ................... لما مررت بواد حُفَّ بالشجر
كأنه آية من ابدع الصور
.قد اعشب الدرب لكن لا من المطر ................... بل من طروف ذوات الدَّلِّ والخَفَر
==========================
فأجاب القاضي علي السنوسي:
وقد مررت بدرب غير منتبهِ ............................. لشادنٍ ماله في الغصن من شبه
حتى رماني بقوس من حواجبه
ياصاح قبلك ما قد كنت ذا وله ............................ ومن وقوفي عليك اليوم في خطر
========================
فقال الشيخ فيصل المبارك:
وقعت فيك وقوع الطير في شبك ................................ ولم اجد منقذا لي منك بالدرك
رفقا فقد بلغت روحي الى الحنك
ياويح قلب هوى للبيض في شرك ................................ واتبعته عيون الحور بالسهر
==========================
¥