تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى " [أخرجه البخاري]، قال أبو سلمة: قلت يا أبا سعيد: إنكم أعلم بالعدد منا، قال أجل نحن أحق بذلك منكم، قال قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.

وقال بن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي في العشر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين " يعني ليلة القدر، قال عبد الوهاب عن أيوب وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: " التمسوا في أربع وعشرين " [أخرجه البخاري].

وعن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى ـ تخاصم ـ رجلان من المسلمين فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " [أخرجه البخاري].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أرى رؤياكم في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها " [أخرجه مسلم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر ـ البواقي ـ " [أخرجه مسلم].

وعن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه، قال: " وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلي الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد ـ قَطَرَ الماء من سقفه ـ فأبصرت الطين ظاهراً، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه كلاهما فيهما الطين ظاهرا وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر " [متفق عليه].

وعن عبد الله بن أنيس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين " قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. [أخرجه مسلم].

مما سبق ذكره من الأحاديث يتضح لنا أن ليلة القدر لا يعلم بوقتها أحد، فهي ليلة متنقلة، فقد تكون في سنة ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة تسع وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين، فهي ليلة متنقلة، ولقد أخفى الله تعالى علمها، حتى يجتهد الناس في طلبها، فيكثرون من الصلاة والقيام والدعاء في ليالي العشر من رمضان رجاء إدراكها، وهي مثل الساعة المستجابة يوم الجمعة، فقد أخفاها الله تعالى عن عباده لمثل ما أخفى عنه ليلة القدر.

يقول البغوي رحمه الله تعالى: وفي الجملة أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعاً في إدراكها.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي، واعتزاله النساء فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر " [أخرجه البخاري ومسلم]، وفي رواية: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير