ج ـ ترجمة الأعلام: والأعلام على ثلاثة أصناف الصنف الأول: أعلام مشاهير يعرفهم غالب الناس، وهؤلاء لا يُترجم لهم قولا واحدا، والصنف الثاني: أعلام مجاهيل لا يعرفهم غالب الناس، وهؤلاء يترجم لهم قولا واحدا، والخلاف في الصنف الثالث: الأعلام الذين يترددون بين الصنفين. وهنا يأتي تقدير المحقق. وشرط الترجمة أن تكون مختصرة جدا في سطرين أو ثلاثة مع ذكر المصدر والجزء والصحفة لمن أراد المزيد.
د ـ تفسير الكلمات الغامضة: على المحقق استحضار أنه يحقق العمل لمتوسطي القراء؛ فلا هو يحقق للعلماء ولا هو يحقق للأميين من الناس. وهنا تتبين براعة المحقق وثقافته. ليميز بين الكلمات الغامضة والواضحة.
هـ ـ عزو الأمثال والحكم والأشعار: فكل مثل أو حكمة أو بيت شعر يرد في المتن لا بد لك أن تهتم بعزوه إلى مصدره.
مدارس التعليق على النص ثلاث وهو تصنيف أغلبي:
1 ـ مدرسة خلو الحواشي من التعليق: وهذه غالبا يلتزمها أهل الاستشراق ويميل إليها كثيرا الدكتور صلاح الدين المنجد رحمه الله.
2 ـ مدرسة الإفاضة في التعليق: وهذه ينتسب إليها ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة العلماء الأعلام الذين مزجوا بين التعليق على النص وشرحه مدعما بالفوائد لأدنى مناسبة.
الطبقة الثانية: طبقة المحقق المبتدئ المتحمس فهو يريد إظهار ما لديه من فوائد ومعارف فيما يخص ما كتب في المتن وهو متأثر بطبقة العلماء.
الطبقة الثالثة: وهم أدعياء التحقيق، أصحاب التحقيقات التجارية الصرفة فهم يطيلون التعليقات في مواضع لا داعي لها ويمسكون عن التعليق في المواضع التي يحتاجها القارئ بل النص. كما أن أدعياء التحقيق تجد عندهم ملاحظات كثيرة من حيث ضبط النص والتصحيفات والتحريفات حتى الأخطاء الطباعية تجدها كثيرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3 ـ مدرسة التعليق على المهم وبكلمات يسيرة جدا: وهذه يتمثلها عبدالسلام هارون رحمه الله، وهو الذي يقول: التعليق على النص براعة ومهارة، وأن يعلق المحقق تعليقا (ما يخرش المية) كما يقول هارون رحمه الله.
سادسا: دراسة النص وعمل الكشافات ووضع صور مختارة كنماذج من المخطوط الذي تم نباء العمل عليه.
وخطوات وضع دراسة للنص:
أ ـ مقدمة يسيرة عبارة عن تمهيد أو توطئة لينساب القارئ مع الدراسة والتحقيق بشكل مناسب، ويكون في مطلعها حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على نبيه. وتذكر فيها أهمية الكتاب وقيمته العلمية وماذا يضيف إلى معلوماتنا وتضمنها الدافع وراء نشر هذا الكتاب. وهل سبق نشره أم لا وتفصل القول بما يفيد.
ومن أشهر دواعي النشر: إما أن الكتاب لم يطبع البتة، أو أنه طبع مصححا ولم يحقق كطبعات بولاق وغيرها، أو أنه حقق ولكن على نسخة واحدة وفيها ملاحظات وتبين أن هناك نسخا أخرى تخدم النص، أو حقق ولكن تحقيق تجاري صرف خالي من الضبط والإتقان.
ب ـ الكتاب ومؤلفه: فتذكر موضوع الكتاب وما أُلف فيه من قبل، ترجمة للمؤلف إن كان مغمورا فتُطيل فيها وإن كان مشهورا فتختصر إلا إن أتيت بجديد.
ج ـ منهج المؤلف ومعه تذكر تاريخ تأليف الكتاب إن وجد، وهل كان للمؤلف نموذجا سابقا بنى عليه عمله.
د ـ مصادر الكتاب: فهي إما منصوص عليها مصرح بها أو هي نقول من غير عزو، فهي تحدد ثقافة المؤلف والكتب المتاحة وتساعد في بناء النص ومقابلته.
هـ ـ نُسخ الكتاب: إن كان بناء العمل تم على نسخة واحدة فإنها تفهرس فهرسة مطولة إن كان المحقق يجيد فهرسة المخطوطات وإلا عرضها على مختص في فهرسة المخطوطات ليتكلم على كل حقل بما يناسب، مع الاستئناس بفهرسة المركز الذي تم تصوير المخطوط منه.
أما إن كان العمل تم بناؤه على عدة نسخ فإن المحقق يحصرها ويذكر أماكنها وأوصافها والجهود المبذولة في جمعها ولماذا اعتمد هذه أصلا وجعل تلك فرعا مع ذكر رمز لكل نسخة من أجل الإشارة لها أثناء المقابلة، والنسخ الكثيرة لا يتكلف المحقق بناء العمل عليها بل يقارن بينها ويختار الأفضل مستحضرا المؤلف وما يناسبه، وهناك بعض النسخ ينقل بعضها من بعض ولكثرتها تقسم على فئات وتسمى عند أهل تحقيق التراث (عائلات) ويُرمز إلى كل عائلة برمز وهكذا. وعندي أن كثرة النسخ لا تناسب المبتدئ بل عليه أن يحرص كامل الحرص أن يحقق مخطوطا بخط مصنفه ويكون واضحا.
¥