تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عرض كتاب لغة القرآن الكريم دراسة لسانية للمشتقات في الربع الأول]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 Apr 2008, 06:28 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله ورضي الله عن صحابته أجمعين و بعد:

عرض كتاب لغة القرآن الكريم (دراسة لسانية للمشتقات في الربع الأول) للدكتور بلقاسم بلعرج.

نشر: دار العلوم للنشر و التوزيع – الجزائر

في هذا العرض أحببت التعريف بأحد الكتب القيمة في مجال الدراسات اللغوية لأحد الأساتذة الجزائريين (الدكتور بلقاسم بلعرج أستاذ اللغويات بجامعة عنابة و قالمة (مدينتين متجاورتين بالشرق الجزائري) فأقول:

إن القرآن الكريم هو النص المعجز، عجز عن الإتيان بمثله أساطين الفصاحة و البلاغة و البيان، و انبهروا ببنائه المنفرد، في حروفه و في مقاطعه و ألفاظه، و في آياته و سوره، تأملوه في كل ذلك، فلم يجدوا كلمة نابية عن مكانها، بل وجدوا اتساقا بهر العقول، و نظاما و التئاما و إحكاما عجز عنه الناس، و قد غدا مصدرا لكثير من الدراسات اللغوية و الإسلامية، فهو مصدر التشريع بالدرجة الأولى، و أول مصادر اللغة العربية بالدرجة الثانية، يمثلها في أدق مستوياتها و أعلاها، و بذلك صار الورد المورود للباحثين يجدون في اكتناه أسراره و بيان إعجازه، فقد تحدث القدماء و المحدثون من نحاة و لغويين و مفسرين و نقاد و بلاغيين عن بلاغته و إعجازه و تحديه

" .... غير أن كل دراسة لموضوع من موضوعاته ستبقى قاصرة عن الوصول إلى سمو الكتاب و عظمته، إذ تبين لنا من خلال القراءة و المطالعة أن جل الذين عرضوا لدراسة النص القرآني، غالبا ما يركزون على ما فيه من قضايا فكرية و دينية معززة ببعض التفسيرات اللغوية العابرة، أما الجوانب اللغوية من صوت و صرف و تركيب و دلالة فيمرون عليها مرورا عابرا، أو يتناولونها بكيفية لا تشفي غليلا، و منه نرجو أن نكون بهذه الدراسة، قد القينا بعض الضوء على جانب لغوي يعد أساسا في كل دراسة لغوية مهما كان منهجها و هدفها.

إننا كلما قرأنا القرآن الكريم لفت نظرنا بعض الخصائص الصرفية – إلى جانب الخصائص الصوتية و التركيبية، كإحلال بعض الصيغ محل بعض .... و منه كذلك التعبير أحيانا بالمشتق بدل الجامد، كالنازعات و الناشطات، و السابحات و السابقات و المدبرات و نحو ذلك، و بالجامد بدل المشتق نحو وضع أسماء المعاني موضع المشتقات، فيوصف بالمصدر كما يوصف بالمشتق قصد المبالغة و الاتساع في المعنى، و نظير هذا كثير أيضا ...

كل هذا و غيره من الدوافع المشجعة على دراسة المشتقات في إطار النص القرآني لنرى من خلاله تنوع دلالاتها و إسهامها في تغيير المعنى و تنويعه، و إثراء اللغة، بالإضافة إلى معرفة سر تبادل الصيغ في القرآن الكريم أو العدول من صيغة إلى أخرى.

و قد أدركنا مسبقا مدى صعوبة الدراسة ووعورة مسالكها، فهي تتطلب صبرا و جلدا، و عدة و عتادا في المجال العلمي و اللغوي و الثقافي، و إحاطة بمجهودات القدماء و المحدثين نحاة و لغويين و مفسرين و بلاغيين حتى تأتي الدراسة مكتملة الجوانب مستفيدة من القديم و الحديث.

و قد أخذنا من المشتقات المشهورة – باستثناء المصدر و الفعل فهما مدروسان – عنوانا و مادة مركزين عليها دون غيرها من الصيغ الأخرى، و مستفيدين من الدراسات التي تناولتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و جعلنا الفعل أصلا لها – تغليبا – لكون معظم هذه المشتقات صفات، و الصفة أقرب إلى الفعل منها إلى الاسم، و سلكنا في هذه الدراسة منهج الوصف و التحليل و التعليل، بالإضافة إلى الإحصاء و المقارنة.

و كانت طرافة الموضوع و شغفنا به سببا في تذليل كثير من الصعوبات و العوائق، و اقتضت الدراسة أن تكون في مقدمة و خمسة فصول و خاتمة".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير