[الاستدراك للباقولي]
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[18 Oct 2008, 02:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في منتصف الستينات من القرن الماضي أخرج الأستاذ إبراهيم الإبياري ـ رحمه الله ـ كتابا في ثلاثة أجزاء، وهو كتاب (إعراب القرآن) المنسوب إلى أبي إسحاق الزجاج، وقد اعتمد الأستاذ الإبياري في تحقيقه على نسخة واحدة تحتفظ بها دار الكتب المصرية، وقد سقطت ورقتها الأولى ن فقام أحد المتطوعين ـ وما أكثرهم ـ ووضع ورقة كتب فيها: إعراب القرآن للزجاج.
وقد بدا الأستاذ الإبياري ـ رحمه الله ـ تحقيق الكتاب، وهو واثق من اسم الكتاب (إعراب القرآن)، ومن نسبته إلى مؤلفه (أب إسحاق الزجاج) وبعد ان مضى في تحقيق الكتاب تبين له أن الكتاب ليس للزجاج الكتوفى سنة 311هـ؛ لأن فيه نقولا عن علماء تأخرت وفياتهم عم هذا التاريخ، فعقد الإبياري ـ رحمه الله ـ في نهاية الكتاب دراسة، توصل فيها إلى أن مؤلف الكتاب هو مكي بن أبي طالب القيسي.
وبعد سنوات كتب الأستاذ المرحوم علامة العربية في بلاد الشام، بل خزانة علم العربية في هذه البلاد الأستاذ: أحمد راتب النفاخ ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ كتب مقالتين فذتين في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، انتهى فيهما إلى أن اسم الكتاب هو الجواهر، وإلى أن مؤلفه هو جامع العلوم الباقولي المتوفى سنة 543هـ.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها طلاب العلم شيئا عن هذا العالم الباقولي ـ رحمه الله.
وتولى إخراج تراثه ـ رحمه الله ـ، فأخرج الدكتور محمد الدالي كتاب (كشف المشكلات)، ثم أخرج الدكتور: محمد أبو عباة كتاب (شرح اللمع) .....
وآخر ما صدر من تراث الباقولي ـ رحمه الله ـ هو كتاب (الاستدراك على أبي علي الفارسي في الحجة)، فقد أخرجه الدكتور محمد الدالي عن مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في دولة الكويت.
وقد كان الباقولي ـ رحمه الله ـ شديد العناية بكلام أبي علي الفارسي، كما كان مكبا على تراثه مولعا به، عظيم الإجلال له، كما وصفه المحقق.
ولشدة عنايته بكلام الفارسي وقف على مواضع متعددة في كتابه (الحجة)، وعارضها معارضة تكشف عن عالم فذ، كما تكشف عن علم جم واطلاع غزير.
صدر الكتاب في 760 صفحة تقريبا، وقد زينه الدكتور: محمد الدالي بتعليقاته المفيدة، وبإحالاته العجيبة إلى كتب العربية في فنونها المختلفة، وبفهارسه الدقيقة التي تكشف عما في هذا البحر الزاخر، من درر ولالئ.
والكتاب جدير بأن يطلع عليه طلاب العربية، والدراسات القرآنية، عسى أن يفيدوا مما أملاه مؤلفه، ومما نثره ـ في حواشيه ـ محققه. جزى الله المؤلف والمحقق والناشر خير الجزاء وأوفاه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Oct 2008, 06:22 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، والكتابُ كما تفضلتم قيم حقاً.