تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صدر حديثاً: الأثر الفلسفي في التفسير

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Nov 2008, 12:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بحمد الله عز وجل وتوفيقه فقد صدر عن دار النوادر في دمشق كتاب // الأثر الفلسفي في التفسير // وهو عبارة عن رسالة الدكتوراه للأخ والصديق العزيز الدكتور بكار الحاج جاسم وهو باحث من سوريا وقد حصل على الدكتوراه من كلية دار العلوم - جامعة القاهرة سنة 2003 بمرتبة الشرف الأولى.

وهذه مقدمة الرسالة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا بمعرفة العلم، وسهل أخلاقنا بالحلم، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أما بعد:

فإن للعلم مكانةً رفيعةً في الإسلام، ارتفعت هذه المكانةُ منذُ نزولِ أولِ آيةٍ في القرآن الكريم، وتعد الحكمةُ أعلى درجاتِ العلم، مَنْ يُؤْتَهَا فقد أُوتِيَ خيراً كثيراً، وقد حثَّ القرآن الكريم المسلمين على التفكر والنظر في الآفاق والأنفس، وكذلك حثهم على النظر في تاريخ الأمم والشعوب.

ولهذا اندفع جمهور المسلمين إلى تلقف العلوم والمعارف، غير ملتفتين إلى اختلاف المذاهب والملل، فالعلم لا يعرف مذهباً ولا ملة، فهو رَحِمٌ بين الناس جميعاً، فاطَّلَعوا على كثير من العلوم العقلية والفلسفية، فأخذوا منها ما وافق الكتابَ والسنة، وتركوا ما خالفهما، غير أن جماعةً من المسلمين قد شُغِفَتْ حبَّاً بالفلسفة، فتبنوها ودافعوا عنها، حتى صارتِ الفلسفةُ لصيقةً بهم، فإذا ما أُطْلِقَتْ فإنه يتبادر إلى الذهن أقوالُ هذه الجماعةِ التي عُرِفَتْ بفلاسفة الإسلام.

وعندما حاول هؤلاءِ الفلاسفةُ التقريبَ بين الفلسفة والشريعة، اضطروا إلى تأويل كثيرٍ من النصوص، لتتفقَ مع فلسفتهم، وعندئذٍ انبرى لهم جمهور المسلمين ـ ومنهم المفسِّرون ـ فاتخذوا موقفاً رافضاً لهذا النوعِ من التلفيق، وحكم الكثيرُ منهم على الفلسفة بأنها زيغٌ وضلالٌ، يَمْتَنِعُ تعلمُها، ورأى بعضُهم أن تعلمَها كتعلم السحر، يُقْتَصر على الضرورة والحاجة، وذهب آخرون إلى مطالعة الفلسفة، فَقَبِلُوا منها بقدر ما يتفق مع الكتاب والسنة، وردُّوا على ذلك التلفيقِ بالأدلة العقلية المُسَلَّم بها من قبل الجميع.

ولعل هذه الدراسةَ هي الأولى في بيان الكشف عن الأثر الفلسفي في التفسير، حيث لم أجدْ ـ فيما اطَّلعتُ عليه ـ مَنْ اهتم بالتفسير الفلسفي، والكشفِ عن أثر الفلسفة في التفسير، سوى إشاراتٍ سريعةٍ من بعض الباحثين، أهمها ما ذكره الدكتور الذهبي في كتابه"التفسير والمفسرون". ومن هنا تَبْرُزُ أهميةُ هذه الدراسة، حيث كشفتْ عن علاقة التفسير بالفلسفة، ومدى تأثر المفسِّرين بها، سواءٌ كان قبولاً لها أو رفضاً.

وكان من أبرز الصعوبات التي واجهتني في هذه الدراسة، عمومُ عنوانِ البحث، فالعنوانُ ـ كما هو واضحٌ ـ عامٌّ غيرُ مقيدٍ بفترةٍ زمنيةٍ، ولم يكنْ من الممكن تقييدُهُ؛ لأن الأثرَ الفلسفيَ في كتب التفسير لم يكنْ محصوراً بفترةٍ زمنيةٍ، وإنما امتد أثرُهُ إلى كتب التفسير المعاصرة، ولتذليلِ هذه العقبةِ صنفتُ التفاسيرَ إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى: وهي التفاسيرُ المكثِرةُ من إبراز المسائلِ الفلسفية، واخترتُ منها: تفسيرَ الفخرِ الرازي (ت:606ه‍)، وتفسيرَ النيسابوري (ت:728ه‍)، وتفسيرَ صدرِ المتألهين الشيرازي (ت:1050ه‍)، وتفسيرَ الآلوسي (ت:1270ه‍)، وتفسيرَ الطباطبائي (ت:1402ه‍). فهذه التفاسيرُ الخمسةُ تكادُ تكون قد استوعبتْ جميعَ مسائلِ الفلسفة.

المجموعة الثانية: وهي التفاسير التي لم تُكْثِر من المسائلِ الفلسفية إكثارَ المجموعة الأولى، واخترت منها: تفسيرَ البيضاوي (ت:691ه‍)، وتفسيرَ أبي حيان الأندلسي (ت:745ه‍)، وتفسيرَ أبي السعود العِمادي (ت:982ه‍)، وتفسيرَ المنار، وتفسير ابن عاشور (ت: 1973م).

المجموعة الثالثة: وهي بقيةُ التفاسيرِ التي ذُكِرتْ في البحث، وخاصة التي اشتُهِرتْ بالتفسير المأثور، كتفسير الطبري (ت:310ه‍)، وتفسير ابن كثير (ت:774ه‍)، فهذه التفاسيرُ وغيرُها من التفاسيرِ التي جاء ذكرُها في البحث لم تُعْنَ في إبراز المسائلِ الفلسفية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير