[جمهرة التفاسير (الجامع المصنف في علوم الكتاب العزيز) تفسير المعوذتين]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:00 ص]ـ
بينما كنت أتجول في مكتبة الأسدي بمكة المكرمة شرفها الله، لفت نظري كتاب جمهرة التفاسير للشيخ عبدالعزيز الداخل في مكان قصيّ من المكتبة بين كتب مركومة وأنا دائماً أعشق في المكتبات خبايا الزاويا فلها شأن إذ غالباً ما أظفر بغنيمة فيها، وقد قرأت تعريفاً به في هذا الملتقى من الشيخ عبدالعزيز في مشاركة بعنوان مجمع التفاسير، ولم يسبق لي أن رأيت الكتاب في الرياض فلا أدري هل هو حديث الصدور جداً، أم أنه صدر ولم أطلع عليه، وعلى كل الكتاب من إصدارات هذا العام 1431هـ. وقد كتب الشيخ عبدالعزيز حفظه الله في مقدمته:
لا يخفى على متأمل بصير ما يعانيه طالب التحقيق والتحرير في علم التفسير من إضناء النفس وإمضاء الوقت بكثرة الاطلاع على كثير من الكتب، وموازنة بعضها ببعض لمعرفة مآخذ الاستدلالات، ولطائف الاستدراكات، وجمع الدلائل والمرجحات ما تفتر معه همم المقصرين، وتضعف عنه عزائم المتعجلين، فيقتصرون على مراجع قليلة، وأنظار كليلة، لا تكفي في درك ما يطلبون؛ فيفوتهم من العلم والتحقيق ما يفوتهم.
من أجل ذلك أحببت أن أسهم بعمل قصدت به التيسير على طلاب العلم والباحثين والعلماء بجمع ما قيل في علوم آي الكتاب العزيز من المراجع المباشرة وأعني بها كتب التفسير والقراءات والإعراب والغريب وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ونحوها. . .، وغير المباشرة وأعني بها ما ألف في سائر الفنون غير مرتب على سور القرآن الكريم كما في كتب علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث الشريف، والاعتقاد، والفقه وأصوله، واللغة والتأريخ والسلوك وغيرها.
فكم من عالم جليل لم يؤلف في التفسير، وله في بعض مسائله كلام عظيم جليل القدر، وكم من عالم جليل لايتفطن لبعض كلامه في التفسير لتفرقه في ثنايا كتبه المصنفة في علوم أخرى. فحبب إليّ أن أجمع منها ـ ما استطعت ـ ما له تعلق بآي الكتاب العزيز، ثم أصنف أقوالهم على مسائل حسب العلوم التي تتبعها في كل آية من القراءات والوقوف والرسم والنزول والإعراب والبلاغة والتناسب والناسخ والمنسوخ والمبهمات والتفسير والأحكام وبيان المستشكل وغيرها. ثم أرتبها على الوفيات ليعرف منشأ كل قول وكيف تناقله العلماء. وقصدت بذلك حفظ أوقات طلاب العلم وجهدهم، وأن أكفيهم في تلك المسائل مؤونة البحث الكثير والجمع والتصنيف والترتيب ليتوافروا على الاطلاع والفهم والتحرير، وقد نقلت لهم أقوال أهل العلم بنصها معزوة لمصادرها مرتبة على الوفيات. وقد قاربت إتمام ما يتعلق بعدد من السور، وبقي في كثير منها مراحل كثيرة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:08 ص]ـ
وأما طريقتي في الجمع والتحرير فأجملها في النقاط التالية:
1 ـ جمعت ما يتعلق بالسورة من المراجع المباشرة وغير المباشرة وفق منهج متوسط في الاختيار من الكتب المعاصرة، استشرت فيه عدداً من أهل العلم والفضل فاجتمع رأيهم على ارتضاء ما انتهجته، أما الكتب المتقدمة فحرصت على ألا أغادر منها شيئاً، ولا أزعم الكمال في ذلك فقد فاتني بعض الكتب التي طبعت مؤخراً كتفسير مكي بن أبي طالب، و تفسير الرسعني والتفسير البسيط للواحدي، وأرجو أن أستدرك ما فات في الطبعات القادمة بإذن الله.
2 ـ حرصت على ألا يفوتني شيء من الكتب المتداولة لدى أهل العلم، ولا سيما ما كان يتضمن أصلاً من الأصول المهمة في علم التفسير كالكتب التي اعتنت بالأحاديث والآثار في التفسير، سواء ما صنف خالصاً في التفسير وما صنف في الأحاديث والآثار؛ فهذا جعلته عندي في المرتبة الأولى من الأهمية، تليها كتب أئمة اللغة المتقدمين، تليها الكتب التي اعتنت بجمع الأقوال في التفسير، تليها التفاسير المتداولة لدى أهل العلم ويكثر النقل عنها تليها الكتب المؤلفة في سائر علوم القرآن، وفي ترتيب المراجع تفصيلات أخرى طويت ذكرها لئلا يطول المقام بسردها.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:17 ص]ـ
3 ـ جمعت كل ما قيل في الكتب المباشرة في كل سورة، فلم أترك منها إلا ما لاتعلق له بالمسائل العلمية كقول بعضهم: (تم بحمد الله) ونحو ذلك.
4 ـ أما طريقة التصنيف فكما بينتها في أول المقدمة، والمنهج فيه واضح لمن استقرأ الكتاب.
5 ـ عزوت كل نقل من النقول إلى مصدره بذكر اسم الكتاب والجزء ورقم الصفحة.
6 ـ علّقت على بعض المسائل، ونبهت على بعض ما يحتاج فيه إلى تنبيه، وميزت قولي بأن صدرته بـ: (قلت).
7 ـ رتبت الأقوال ترتيباً زمنياً حتى تتاح الفرضة لإضافة ما تحسن إضافته في الطبعات القادمة بإذن الله تعالى مما يتحفنا به أهل العلم والباحثون في هذا المجال، ليكون هذا الكتاب مفتوحاً للإضافات والتعقبات النافعة التي أرجو أن تثري البحث في مسائل هذا العلم العزيز وينتفع بها طلاب العلم والعلماء.
وهذا المشروع جزء من مشروع علمي كبير بدأت فيه أوائل عام 1420هـ أي قبل عشر سنوات من كتابة هذه المقدمة، وانتهجت فيه طريقة العمل المؤسسي، وكنت عقدت العزم على إنتاج موسوعة إليكترونية مفصلة في علوم الشريعة واللغة العربية، ولكن حالت دون ذلك حوائل؛ فشرعت عام 1425 هـ في إعداد هذا الكتاب، واعترضته عقبات كأداء أعان الله على تجاوزها.
والكتاب يحتوي فقط على تفسير المعوذتين، في مجلد واحد، وبلغت عدد صفحاته (826).
¥