تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد نبه تحت عنوان (مسلكنا في هذا الكتاب) ص 9 من الجزء الأول إلى مسائل مهمة فقال:

1 - إن الترادف الحقيقي بمعنى توافق اللفظين في معنى واحد من جميع الخصوصيات غير موجود في كلمات العرب، ولا سيما في كلمات القرآن الكريم، ولكل من الألفاظ المترادفة ظاهراً خصوصية يمتاز بها عن نظائرها، وقد أشرنا إلى تلك الخصوصيات الفارقة في ضمن كل لغة إجمالاً.

2 - مواد الألفاظ وهيئاتها توجبان خصوصية وامتازاً في معانيها ولا يبعد أن ندعي بأن دلالة الألفاظ ذاتية في الجملة، وإن عجزت أفهامنا عن إدراكها تفصيلاً، كما أن اختلاف الأشكال وظواهر الأبدان يدل على اختلاف البواطن والصفات، وإن لم ندركها بحقائقها، ويشهد على ذلك علم القيافة والفراسة وخوطوط الكف.

3 - الاشتراك اللفظي بمعنى كون لفظ مشتركاً بين معنيين أو معاني بنحو الدلالة الحقيقية وعند قوم معينين غير موجود في كلمات العرب، ولا سيما في كلمات القرآن الكريم، وكل ما يدعى كونه منه إما من باب الاشتراك المعنوي، أو من باب الاستعمال في المصاديق وهذا هو الأغلب، أو مأخوذ من لغة أخرى والغالب فيها هو العبري ثم السرياني أو منقول عن قوم آخرين ومستعمل عندهم.

4 - ولما كان استعمال الكلمات في القرآن الكريم بقيد الحكمة والتوجه إلى خصوصيات الكلمة واللطائف المخصوصة بها، بحيث إن وضعت كلمة أخرى أي كلمة مكانها فاتت تلك الخصوصية فلا يجوز التسامح في بيان معانيها والاكتفاء فيها على شاهد من كلمات العرب في الجملة، مع أن المجاز متداول في جميع اللغات إن لم يكن غلطاً، ولا سيما في الأشعار، فإن التقيد بوزن مخصوص وقافية معلومة يوجب التسامح في استعمال الكلمات، حتى يرتفع المضيق والاضطرار في الوزن.

5 - فظهر أن استعمال كلمة في معنى، في كلمات الله ولا سيما في القرآن الحكيم الوارد على سبيل الإعجاز دليل على الحقيقة، ولا يعارضها ما في معاني كلمات العرب من شعرهم أو نثرهم، فإن التجوز فيها شايع كثير، وإنهم يتسامحون في إطلاق الكلمات بأي علاقة. نعم يستنتج من استقصاء الاستعمال في كلماتهم والتحقيق في موارده تعيين الحقيقة والأصل الواحد في الكلمة حتى يرجع إليها سائر المعاني المناسبة.

6 - ومراجع تحقيقنا في استخراج الأصل الواحد في كل كلمة الكتب المستندة المعتبرة المؤلفة في القرون الأولية على هذا الترتيب:

فأولاً - التهذيب لأبي منصور الأزهري (282 - 370هـ)، والعين للخليل المتوفى سنة 175هـ.

وثانياً - معجم مقاييس اللغة لابن فارس المتوفى 395هـ.

وثالثاً - الجمهرة والاشتقاق لابن دريد 223 - 321هـ.

ورابعاً - صحاح اللغة للجوهري، ومصباح اللغة للفيومي.

وخامساً - أساس البلاغة والفائق للزمخشري المتوفى 538هـ.

وسادساً - لسان العرب لابن منظور 630 - 711هـ.

وسابعاً - المفردات للراغب الأصفهاني المتوفى 565هـ.

ثم استفدنا في مقام طلبتنا عن سائر كتب اللغة كفروق اللغة للعسكري، وكتاب الأفعال لابن القطاع، وكليات أبي البقاء الكفوي، والمعرب من الكلام للجواليقي، وفقه اللغة للثعالبي، وغيرها كالقواميس العبرية وغيرها.

7 - وقد استفدنا من هذه الكتب ما يفيد في تحصيل غرضنا واستنتاج مقصدنا ومقدار ما يلزم نقله في إفادة المطلوب. أو ما فيه فائدة أ>بية مربوطة، ولم نلتزم نقل جميع ما في الباب، ولا سيما من المفصلات كالتهذيب واللسان، ولكنا نقلنا منها عين ألفاظها وعباراتها من دون تحريف وتبديل وتغيير وزيادة.

8 - وقد استفدنا في كل كلمة بعد مراجعة تلك الكتب عن موارد استعمال الكلمة في القرآن الكريم. وكان هذا النظر هو المهم المنتج، ولا عجب فيه فإنه كلام الله العزيز العليم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ...

9 - واستفدنا من كتب الأدب والإعراب والاشتقاق للعلماء المتقدمين كأدب الكاتب والكافية والشافية وكتب الزمخشري والكتاب لسيبويه وأشباهها، ولا سيما في الاشتقاق من المشتقات والمقالات للعلامة المحقق التبريزي رضوان الله عليه.

وفي الحق فإنه كتاب قيم، جدير بالمدارسة والقراءة، وقد كان مؤلفه جريئاً لخوض هذا العباب الزاخر، بعد أن توقفت مثل هذه المحاولات بعد ابن فارس الرازي في مقاييس اللغة، ولم يقع اجتهاد واسع في تتبع أصول بعض الكلمات كما صنع ابن فارس. وهذه محاولة مشكورة من المصطفوي تستحق التقدير والثناء، مع ضعف ظاهر يظهر عليه في بعض التأصيلات لبعض المواد التي تعرض لها.

وقد ظهر على المؤلف بعض التراكيب الضعيفة التي هي من آثار العجمة، إلا أنها تغتفر في جانب هذه المحاولة الفريدة.

والكتاب في حاجة إلى طرح نماذج منه لعلي ألحقها مستقبلاً بهذا الموضوع زيادة في إيضاح صورة منهج المؤلف في كتابه هذا.

الرياض

10/ 6/1430هـ

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Jun 2009, 01:41 م]ـ

بارك الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن ونفع بكم وجعلكم موفقين مسددين أينما كنتم، ولقد استهواني الكتاب كثيراً عندما رأيته قبل أسبوع وأعجبتني فكرته وهممت باقتنائه لكن ردني ما ردكم من ضعف الدار التي نشرته، وكذلك انتظرت أحداً من أهل الفضل من أمثالكم يثني على الكتاب، فشكر الله لكم وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير