أما بالنسبة للون الأول (التفسير الموضوعي للسور القرآنية) فقد اتخذت خطوات عملية للوصول إلى هذا الاتفاق، حيث دعت مجموعة بحوث الكتاب والسنة في جامعة الشارقة إلى ندوة لأهل الاختصاص من أساتذة التفسير وعلوم القرآن بتاريخ (1425هـ - 2004م)، وتدارس المجتمعون تأصيل المنهجية في التأليف في هذا اللون، ثم تبنت المجموعة المذكورة توصيات الندوة وطبقتها في مشروع ضخم رائد. فاستكتبت أهل الاختصاص للتأليف في مشروع (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) وتم تنفيذ المشروع بحمد الله تعالى في عشر مجلدات.
أما اللون الثاني للتفسير الموضوعي وهو (التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني) فقد كتبت عشرات الأبحاث والمؤلفات التي تتناول مصطلحاً قرآنياً وسجلت رسائل جامعية في المصطلح الواحد. وبما أن حدود المصطلح القرآني ومعالمه بارزة من حيث الدلالة اللغوية للمصطلح، والأسلوب القرآني في عرضه، ومجالات المصطلح القرآني، وآثار الالتزام به أو النكوص عنه. فقد أصبحت منهجيته واضحة أيضاً.
أما اللون الثالث وهو (التفسير الموضوعي لموضوعات القرآن الكريم) فإن المنهجية لازالت في طريق التأصيل. بدأ من تحديد (الموضوع القرآني) ومتى تعتبر القضية أو الفكرة موضوعاً قرآنياً، هل يراعى في ذلك عدد الآيات التي تناولت القضية، أو عدد المرات التي تكررت فيها. أو غير ذلك، فلا بد في البداية من تحديد مفهوم الموضوع القرآني.
ثم تأتي المرحلة الثانية في جمع الآيات التي تعرض الموضوع القرآني هل تؤخذ الآية التي صرحت بالموضوع، أو يضم إليها ما أشارت إليه من قريب أو بعيد، وكذلك الآيات التي ذكرت مترادفات كلمات الموضوع، وضده، وما يدل على الموضوع بالالتزام وغيرها.
ولعل ندوة أو مؤتمراً لأهل الاختصاص يعقد لتحديد الموضوع القرآني ومنهج الكتابة فيه، ثم تحصر الموضوعات القرآنية على ضوء ذلك، وتبدأ الكتابة في هذه الموضوعات بمنهجية محددة متفقاً عليها، وهذه أمنية نتطلع إلى تحقيقها قبل حلول الأجل.
ولما كان لكتاب (مباحث في التفسير الموضوعي) نوع من السبق، ورجع إليه كثير من طلابنا وإخواننا الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي ومنهم من انتقد أشياء في التعريفات وخطوات السير ومنهم من أضاف أشياء وحذف أشياء. وبالجملة فقد كان أحد المراجع الأساسية لمن كتب في التفسير الموضوعي.
كما قرر الكتاب في كثير من الجامعات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، وأقسام الدراسات الإسلامية في جامعات أجنبية.
فقد رأيت- بعد الإطلاع على آراء واقتراحات الأخوة الزملاء- أن أعيد النظر في بعض مباحث الكتاب، وأنقح وأزيد وأنقص في بعضها، وأضيف بعض التطبيقات وبخاصة على المصطلح القرآني ومنهج البحث فيه. لكي يكون أقرب إلى الصورة التي أرتضيها ويكون في متناول أبنائنا وبناتنا من طلبة الجامعات حيث يسهل لهم اختيار الموضوعات لرسائلهم العلمية ووضع الخطة المنهجية لها ثم السير في الكتابة فيها.
والله أسأل أن تجد هذه الطبعة المعدلة والمنقحة والمزيدة قبولاً لدى الأساتذة الفضلاء مدرسي التفسير وطلبة العلم النابهين الأذكياء.
وأن لا يبخلوا علي بتوجيه سديد ورأي رشيد وملحوظات تثري المعلومات.
كما أرجو أن لا يحرموني من دعوة صالحة في ظهر الغيب.
الجمعة24 رجب 1430 كتبه
17/ 7/ 2009م مصطفى مسلم