تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الواقع بخطورة الخلل الذي يهدد العلاقة بين الزوجين جراء المفاهيم التقليدية المتوارثة والتي مر عليها الزمن. وهذه حال المجتمعات الشرقية عامة، وجراء حرية هوجاء هي أشبه بالانفلات في المجتمعات الغربية. وفي الحالتين يفتر شعور الحب بعد وقت ليس بطويل، وتبدأ النزاعات وتتفاقم وقد ينتهي الأمر بالطلاق أو بالهجر. فتجارب فشل الزواج تثبت ذلك، ومستشارو علم النفس يؤكدونه. لكن لسوء الحظ، احياناً كثيرة يسبق السيف العدْل. فبأية مساواة ترانا نطالب؟!

في المجتمعات الغربية أدت انطلاقة الثورة الجنسية التي شهدتها الفتاة (الغربية) في الستينات، إلى الاعتقاد أنها ستساويها بالرجل، أو بالأحرى ستحررها من "استعباد" الرجل لها! لكنها أوقعتها في صراع التخبط والعشوائية بسبب إذلالها للحب. ظنت كأنها بتحرير جسدها حررت فكرها…فيما العكس هوالصحيح. فالمسالة فكرية أولا وأخيرا، مسالة اقتناع ذاتي يستند الى تحرر اقتصادي، يتقوى بالتعلّم والانفتاح، ويكتمل بهدف الحب. وها نحن نرى اليوم ازدياد عدد المرأة العاملة والمتحررة اقتصادياً في مجتمعنا الشرقي ايضاً. نراها نداً للرجل، تنافسه في الوظائف وفي معظم الأعمال التي كانت وقفاً عليه، تعيل عائلتها وتعيل الرجل في بعض الأحيان.

ألم تحصل هذه المرأة العاملة (في أي مجتمع كان) ذات الحضور الفاعل في المجتمع على حقوق مساواتها بالرجل؟ لقد اكتسبتها، بل عرفت كيف تنتشلها من بين أنياب الرجل…فبدّلت نظرة الرجل إليها وجعلته يفرض احترامه لها، خاصةً إذا كانت تفوقه رتبة وراتباً. امرأة من هذا النوع لا مشكلة لديها في حرية القرار، ولا في الحقوق والواجبات والمساواة مع الرجل، فها هي تمارسها بتعلمها ومهارتها، اللذين فرضا وجودها ووضعاها في المكان المناسب، وحرراها من "شوفينية" الرجل! … فالتحرر بلا هدف يفسد الشخص الجاهل…والحرية من دون وعي تؤدي إلى انفلات… والكبت يولد عقداً نفسية ويؤدي إلى ثورة… ولا فرق إن كان الشخص رجلاً أو امرأة!

معلوم أن الدول الغنية باقتصادها هي صاحبة الشأن وصاحبة القرار (الآمر الناهي) على الدول النامية التي لا بد من ان ترضخ لكل متطلبات الدول الغنية للحصول على مساعداتها. واذا كان هذا الواقع حال الكثير من الأزواج على الزوجات العاطلات عن العمل، فإلى أي حد ينبغي أن نلومهم (الرجال) أو نلقي اللوم عليهن (النساء)؟! علماً أن الكثير من النساء راضيات بهذا الواقع الذي لا مفر منه في نظرهن. ولو تجرأنا وعكسنا الصورة… أي لو كانت الزوجة هي العاملة والزوج هو العاطل عن العمل، ألا نرى الزوج يشتكي من تصرفاتها لأنها هي الآمرة في المنزل؟!

من جانب آخر، المساواة في الحقوق والواجبات كالاستقلال تؤخذ ولا تعطى. أي امرأة كأي رجل، إن أحرزت العلم من غير أن تعمل وتتحرر اقتصادياً، فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تنتظر "دولة" الرجل وحدها لتمنحها حقوقها كاملة! المساواة في الحقوق والواجبات عمل فردي يسهل على كل امرأة تحقيقه وحدها إن استكملت المستلزمات… وفهمت دور الرجل في مشاركتها الحياة. وذاك ما نراه لدى رئيسات الجمعيات واللجان النسائية للدفاع عن حقوق المرأة، ولدى الأعضاء التنفيذيات في مجالس الإدارة، وهن مشكورات على كل ما يقمن به.

لكن، من ناحية أخرى، فان المرأة، اي امرأة، لا تسعى بنفسها، ولا تناضل ولا تكافح من اجل حقها، من العبث أن نطالب لها بحقها ومساواتها بالرجل. فالعديد من النساء لسن على قدر المسؤولية، بل مكتفيات بما هن عليه من رضوخ لمطالب الرجل. قد يكن غير كفؤات لأي عمل، أو قد يؤثرن تمضية الوقت في الزيارات والاسراف على حساب الزوج، وربما يتحملن منه الكثير على مضض أو عن طيب خاطر. أما مطالبتهن بالمساواة والحقوق فلن تتجاوز كونها مجرد أحاديث اجتماعية ضمن جدران الصالونات! فقد أسرَّت لي إحداهن بأنها، شخصياً، لا تحبذ مبدأ المساواة. فالرجل (بحسب مفهومها) سيتوقف عن فتح باب السيارة لها… ولا يعود يساعدها في ارتداء معطفها… أو يقدم لها مقعده… أو يفسح لمرورها قبله احتراما لها… الخ… وتلك التصورات اقل مما توصف بأنها أضغاث أحلام أنوثة واهية!!! ولنعترف بصراحة، بان هذا حال عدد لا يستهان به من النساء، على هذا النحو أو ذاك… فاحترام الرجل لأنوثة المرأة تستشفه المرأة في الدقائق الأولى من أول لقاء… في حين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير