قبل سنوات ألف الدكتور محمد بن عبدالله السلمان كتاب (الأحوال السياسية في القصيم) وأشار إلى أن ابن غنام كتب تاريخه بناء عن وجهة نظر أحد أطراف النزاع وقال، لابد أن نعرف وجهة نظر الطرف الثاني0
وهذا نقد في محله وقد يكون له قبول في النفوس، أما كتابتك هذه التي وصمت الشيخ بأوصاف لاتليق،أرجو أن تترفع عنها فللعلماء حرمة وواجب علينا، ويجب أن نعرف حدودنا في التحدث حتى مع مخالفينا،فكيف مع أشياخنا؟
يا أخ السمو، هل سألت نفسك عن أسباب حروب ومعارك الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ إنها ذات الأسباب التي ذكرها الشيخ بن غنام، وليس ماقاله الشيخ تنقيص أو تقليل من شأن سكان جزيرة العرب،فهم أقرب الناس إلى التوحيد،وقد عاصر الشيخ الإمام المجتهد الشوكاني رحمه الله وكانت بينهم مراسلات وموافقة0
المطلع على تاريخ جزيرة العرب يعرف أنها عاشت في ظلمات من الجهل والإبتعاد عن العلم ومعاقله بل خلت من العلماء فترات طويلة، هذه هي الأسباب،وهي أسباب معقولة ولا غرابة أن تؤدي إلى الجهل بالتوحيد وصرف العبادة إلى غير الله0
وإذا أحتج أحد على هذا الرأي فسيحرج إذا قلنا له عمم هذا الحكم على العرب عندمجئ محمد عليه الصلاة السلام،ولماذا أشرك الناس ولم يتمسكوا بشريعة من سبقه من الرسل عليهم السلام0
لقد ذكر الله قصصا وشواهد في القرآن عن أحوال المشركين،ويتفق علماء العقيدة والتوحيد أن توحيد الربوبية متحقق في جميع تلك العبادة،ولكنه غير التوحيد الذي أرسل الله تعالى من أجله الرسل وأنزل الشرائع،وهذا كل مافي الأمر0
إذا تأكد لنا هذا،فسوف ينتقل إنكارك على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه وكتبه، وهذا ما لانتمناه0
والله إنه صعب على نفسي أن أسمع أو اقرأ لشخص يقول عن علم من الأعلام (سفيه) وغيرها من الأوصاف،فكيف بشيخ موحد مثل الشيخ ابن غنام رحمه الله؟
المهم في الأمر أن الشيخ ابن غنام لم ينقل أخبار ليتم تحقيقها وتمحيصها،ولكنه نقل حقائق ثابته بقرائنها ودلائلها ولا تحتمل تأويل آخر، ولعل هذا الموضوع ينقلنا إلى ذكر الفرق بين أنواع التوحيد الثلاثة،ولكنها مبسوطة في كتب العلماء،فمن جهلها فليطلبها في كتبهم، وأهمها كتاب التوحيد للإمام ابن عبدالوهاب وتلاميذه من بعده0
أخي الكريم، ربما نختلف برأي أو فكرة أو معلومة، فليكن نقاشنا بتلك الأفكار لا بالأشخاص،فالإنسان قد يخطئ وقد يزل،بل أن القاضي إذا حكم فأخطأ فله أجر، وإذا أصاب فله أجران،كما صح عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم0
هذه كلمات على عجل أرجو أن يتسع صدرك لها0
وتقبل أجمل التحايا
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 12 - 2003, 02:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أحسنت يا أستاذنا العزيز أبا سارة، فمنهج النقد يكون للمادة، كما يحسن جيدًا الابتعاد عن الكلمات التي لا تليق في النقد العلمي.
والكتاب اعتنى به الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد استشار صديقه الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، وهو من هو في فن التحقيق والمنهجية، فأشار عليه الشيخ شاكر بالأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، ووافق الدكتور على ذلك.
ولك أن تقرأ في تاريخ تلك الحقبة قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وما كان يوجد من الشركيات آنذاك، مع أن المجتمع مسلم، وهذا مثل ما يوجد الآن في بعض الدول الإسلامية من الطواف الصريح حول القبور والنذر للأولياء وذبح القرابين لهم.
وقد حدثني أمي - رحمها الله - أنه كان عند النساء قديمًا شجرة أو فحل نخل يذهبن إليه ويدعونه، من دون الله، وذكر في الفصول التمهيدية للكتاب هذا الأمر في بلدة الفدا. وهذا لا شك في أنه جهل، والشيخ، رحمه الله، أخذ الكتاب بقوة، ووجد نصيرًا، وواجهه خصومه وكفروه، ووشوا به إلى السلاطين وخوفوا السلاطين منه، فقد تكون تلك الأوصاف من المؤلف ردة فعل من ذلك الأمر.
وفي الشرع لو امتنع أهل بلد من غقامة الأذان أو الإقامة فإنهم يقاتَلون، كما قاتل أبو بكر - رضي الله عنه - من منع الزكاة، وسمّوا المرتدين، وهم منعوا الزكاة، لكنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي تعلم من الدين بالضرورة.
أرجو من الأستاذ السمو تقبل وجهة نظري، والابتعاد - فضلاً - عن تلك الأوصاف التي لا تدفع عجلة النقد العلمي للمادة العلمية.
لك تحياتي.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[18 - 12 - 2003, 03:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأستاذ الشبل على هذه الإضافة المفيدة0
وأحب أن اشير إلى أن كتاب ابن غنام يعد أسبق مصدر لتاريخ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأوفى مصدر عن تاريخ الدولة السعودية الأولى،باستثناء المستشرق نيبور وكذلك كتاب لمع الشهاب،إلا أن ابن غنام تميز عنهم بكونه شاهد على تلك الوقائع التي كتب عنها وكتاب ابن غنام المذكور اسمه الصحيح (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام) ويقع في جزأين وقد بدأ في تدوين حوادث عام 1157هـ وهي السنة التي انتقل فيها الإمام من العيينة إلى الدرعية0
والشكر موصول إلى الأخ السمو 0
والسلام
¥