تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع ذلك فإننا لا نعدم تعليقات تتميز بالإطناب في بعض تحقيقات الشيخ ومعظمها يتعلق بنقول يأخذها من المصادر السابقة على الكتاب أو لاحقة له حول المواضع بشكل خاص. ومنها ما يتعدى تحقيق المكان إلى ذِكر بعض أخباره كما في التعليق على "فيد" في كتاب المناسك (39) ومما يدخل في جملة الشرح المتسم بالإطناب ترجمة الشيخ لزبيدة، زوج الرشيد، التي استغرقت ما يقارب صفحة من كتاب المناسك (40).

ولا شك أنّ التعليق على الكتب يتسع لدى الجاسر عندما يكون الكتاب من المصادر المتعلقة بالمواضع، وهو يدخل تعليقاته حينئذ في باب المراجعة على المصادر التي أشرنا إليها آنفًا، والتي يعدّها أمرًا أساسيًّا لتحقيق الكتاب، ويقلّ التعليق عنده على الكتب الأخرى ككتب التاريخ والرحلات ونحوها.

المقدمات ودراسة الكتاب

يعتني الجاسر بمقدمات الكتب التي ينشرها عناية تامة، فيقسمها تقسيمًا مناسبًا، وغالبًا ما يبدأ الكتاب بما يشبه التقديم أو التمهيد في صفحة أو صفحتين يبين فيه كيف بدأت علاقته بالكتاب، وموضوعه العام، ويشير فيه إلى من ساعده أو سبقه بنشر الكتاب، فإذا انتهى من ذلك انتقل إلى المؤلف فكتب له ترجمة وافية تتناول حياته بمختلف جوانبها ثم مسيرته العلمية ومؤلفاته التي يحاول استقصاءها والإشارة إلى ما هو موجود منها سواء أكان مخطوطًا أم مطبوعًا وما كان مفقودًا، ولا يفوته تحقيق تاريخ وفاته بدقة بعد أن يستوفى الآراء الواردة في ذلك. ويُرْدفُ ترجمة المؤلف بحديث مفصّل عن النسخ الخطية، ثم يذكر طريقته في النشر.

وتعدّ مقدمته لكتاب المناسك في طبعته الأولى أطول مقدمة كتبها الشيخ لما نشر من كتب؛ فقد بلغت 273 صفحة كان معظمها ترجمة لأبي إسحاق الحربي الذي نسب الشيخ إليه الكتاب. ويمكن أن تعدّ هذه الترجمة كتابًا قائمًا برأسه، وحبذا لو أعيدت طباعتها مستقلة بعد أن فصلت من الكتاب في طبعته الثانية.

ومن مميزات الشيخ في بعض مقدمات كتبه فسحه المجال لغيره ممن له علاقة بالكتاب أن يكتب رأيه عن الكتاب أو مؤلفه، وينشر الشيخ ذلك ضمن الجزء الخاص بالمقدمات، فمن ذلك نشره بحثًا للدكتور صالح العلي عن كتاب جزيرة العرب للأصمعي في كتاب بلاد العرب المنسوب للغدة الأصبهاني (41)، ونشره لبحث عن علي بن موسى، مؤلف رسالة وصف المدينة المنورة بقلم عبيد مدني (42).

الفهارس

لا يشك الجاسر في أهمية الفهارس للكتاب وبخاصة الكتاب التراثي؛ ولذلك يجعل من أهم مآخذه على الطبعة السابقة لطبعته من كتاب الدرر الفرائد، خلوّ الكتاب من فهارس مفصّلة لما يحويه من أسماء المواضع وأسماء بطون القبائل وأفخاذها مع أسماء الأعلام الكثيرة" (43)، كما يرى أنّ: "وضع فهارس مفصّلة للكتاب من مستلزمات هذا العصر؛ إذ القارئ بحاجة إلى توفير الوقت مع الاستفادة من الكتاب في أقصر زمن" (44).

وقد سبق للشيخ أن انتقد خلوّ الترجمة العربية التي قام بها الدكتور أحمد خالد البدلي لكتاب سفر نامه لناصر خسرو من الفهارس المفصّلة التي يتساهل بها بعض المعنيين بنشر كتب التراث حسب رأيه، مضيفًا أنّ "ظروف العصر ومتطلباته أبرزت شدة الحاجة إليها، لأنّ أيّ قارئ في عصرنا الحاضر ليس في استطاعته أن يستوعب قراءة كتاب، باستثناء المعنيين بتتبع جميع ما فيه من معلومات؛ لهذا كان من أهم ما يعنى به ناشرو هذا العصر تقريب مباحث الكتاب ومحتوياته بوضع فهارس مفصّلة له" (45).

من هذا المنطلق زود الشيخ معظم ما نشره من مؤلفات بفهارس عديدة تتفاوت في الكثرة والقلة حسب أهمية الكتاب؛ ففي كتاب لغدة بلاد العرب وضع المحقق 11 فهرسًا، وفي المناسك 7 فهارس، وفي الدرر الفرائد 8 فهارس، وتعدّ فهارس هذا الكتاب من أضخم الفهارس؛ فقد استغرقت 357 صفحة، كما تعدّ من أوفى ما وضعه الشيخ من فهارس؛ إذ شملت المباحث العامة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأعلام والجماعات والمواضع والشعر والكتب. نقول ذلك لأنّ الشيخ كان انتقائيًّا أحيانًا في وضع الفهارس، فإذا كان كتاب الدرر قد ضم معظم أنواع الفهارس المطلوبة فإنّ بعض الكتب الأخرى التي تولى الشيخ إصدارها لم تلق العناية نفسها. فكتاب البرق اليماني -مثلاً- لم يحظ إلا بأربعة فهارس ضمّت فصول الكتاب وأسماء الرجال وأسماء المواضع والجماعات والقبائل والأمم. وأغفل الشيخ بعضها عمدًا قائلاً: "وضع فهرس للموضوعات العامة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير