أصداء محنة اللجوء الفلسطيني:
حاولت الجامعة العربية التماسك من براثن الانكسار، فظل صوتها مناهضا للنتائج المريرة التي خلقتها
حرب 48 - و بعد الهزيمة – أوصت الجامعة باهتمام البلاد العربية بإيواء مئات الألوف من الفلسطينيين
الذين نزحوا إليها.
أما الجامعة العربية فقد كان نشاطها متمثلا في لجنتها السياسية، و بالرغم من أنها ركزت على القضية الفلسطينية - منذ تولي محمود رياض أمانتها - فإنها فيما يتعلق بأمر اللاجئين لم تتجاوز حتى مشارف الستينات حدود التنديد، و تحريك السواكن و التنسيق الجماعي العربي في هيئة الأمم المتحدة، و مناقشة أوضاع اللاجئين و فقر وكالة إغاثتهم. بل تعدى الأمر إلى إعلان العجز التام عن تقديم حلول أو معالجات أساسية في قضية اللاجئين، و بالتالي: تعلن الجامعة العربية و البلاد الممثلة فيها: أن أدوات الفعل العربي غير متحققة، و إنها لم تستطيع أن تدبر المعركة و تعالج القضايا.
منعطفات تنظيمية جديدة.
في الخمسينات بدأت تتبلور ملامح جديدة للأمة العربية، حيث أكمل مشهد للتحرير الوطني باستقلال البلاد العربية كافة، و قبل عقد الستينات بعامين، تحققت وحدة عربية اندماجية بين مصر و سوريا، بشرت بصعود المشروع القومي، و صعد دور الجامعة في خلق مناخ الوحدة، و بالرغم من مرور48 عاما على إنشائها، تبدو جامعة الدول العربية التي تمثل أكبر مؤسسات النظام الإقليمي العربي في حال دائم من التصدع، الذي ظل يهددها مرارا بشل فعالياتها،
و إلغاء الجانب الأكبر من وظائفها، الأمر الذي انعكس على القضية المركزية الأولى لديها، و هي قضية فلسطين. و لا يمكننا أن نتوقع اتفاقيات عادلة بشأن اللاجئين. بل ربما تتميع قضيتهم أكثر فأكثر - قطع -.
مشهد ثالث
و يوضح المؤلف: أن فكرة انعقاد مؤتمر إسلامي ليست جديدة، فبعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و انتهاء عصر الخلفاء الراشدين نظر إلى دولة الخلافة الإسلامية في دمشق، ثم في بغداد باعتبارها تمثل استمرار لهذه الوحدة، و لعل ظاهرة المؤتمرات و الاجتماعات الإسلامية التي انعقدت تباعا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية في عام 1924، أبلغ دليل على رسوخ فكرة التضامن في الميراث الثقافي و الحضاري و الإسلامي، خلال الفترة التالية على انتهاء الحرب العالمية الأولى، ثم يعرض المؤلف عددا من المؤتمرات التي تم انعقادها، و القرارات التي تضمنها كل مؤتمر:
الاجتماع الذي انعقد في رحاب الأزهر الشريف مارس 1924.
و إذا كانت الجهود الإسلامية على المستوى الحكومي لم يقدر لها أن تتبلور في صور تنظيمية على أى نحو كان، حيث اقتصرت على مجرد إصدار القرارات فإن العمل الإسلامي على المستوى الغير حكومي قد أحرز بعض النجاح، و تأتي رابطة العالم الإسلامي بإتقان معظم الباحثين على رأس التنظيمات الإسلامية غير الحكومية، من حيث الأهمية. و يوضح المؤلف انه: أول من طرح فكرة عقد مؤتمر إسلامي في النصف الثاني من القرن العشرين، هو الزعيم " جمال عبد الناصر " 1954، و انطلق في طرحه هذا من مبدأ تضافر الدائرتين العربية و الإسلامية، من أجل فلسطين و غيرها من القضايا المشتركة
* منظمة المؤتمر الإسلامي ووضع مدينة القدس:
ثم عقد العديد من المؤتمرات لدراسة هذه القضية منذ الحادي و العشرين من أغسطس 69، حيث قام المتطرفون اليهود، بإحراق المسجد الأقصى المبارك في القدس، وتصعيد غضب المسلمين على مركزهم الديني، و حتى مؤتمر القمة الخامس في الكويت عام 87، حيث أشار الأمين العام لمجلس جامعة الدول العربية " الشاذلي الفليبي "، أن يعطى قضية إيران و العراق الأولوية القصوى،ثم تحولت إلى هامش صغير على متن الأزمات العربية، و انعقدت بعدها أربع قمم و توالت الأدوار في المجلس الوزاري أو مؤتمر وزراء الخارجية إلى جانب جهود المنظمة، بهدف الوقوف إلى جانب الحقوق العربية الإسلامية، بالتنسيق مع الجهات و المنظمات المعنية بإنشاء عدد من الأجهزة. إلا أن قرارات القمم الإسلامية كما يصفها المؤلف بعد أكثر من ثلاثين عاما - منذ بدء مؤتمراتها - حول القضية الفلسطينية و القدس على نحو خاص حبرا على ورق. و ما زالت ممارسات إسرائيل مستمرة في مسار تهويد الأرض المقدسة، و محو علاقاتها العربية
¥