تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[11 - 02 - 09, 07:55 م]ـ

هذا التعديل للمشاركة السابقة أرجو من اعتماده وإلغاء السابقة دفعاً للتشويش والتشتيت جزاهم الله خيراً ..

الحمد لله رب العالمين

نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه معرفاً به ودالاً عليه عزوجل ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور ..

وجمع (الظلمات) كما يرد في الآيات يدل على أنَّ المراد جميعُ الظلمات بأنواعها وفنونها وصنوف تعلقاتها، وأولى ما يدخل في ذلك الظلمات العقدية والفكرية التي لأن عقيدة الإنسان وفكره أياً ما كانت فإنها هي التي تسيِّره في حياته وتوجه حركته فيها

وقد تضمن وحيُ الله تعالى فيما تضمن: تعرّف الله إلى عباده بما له من صفات الكمال ونعوت الجلال، وانتفاء الكفؤ والند والمثل له في كل وصف ونعت، وأنه فوق ما يصفه عباده، وأكبر مما يتوهمون، وأعظم مما يتصورون في كل صفة ونعت.

فوصف نفسه بصفات ذاتية كالعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجبروت والعلو والهيمنة والقهر والعلم والحكمة والمشيئة، والرحمة والحلم والرأفة والبر وغير ذلك ..

ووصف نفسه إجمالاً بأنه فعال لما يريد، وفصَّل من خبر أفعاله ما فصل.

وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم - عن وحيه إليه - بمزيد بيان وتفصيل لصفات ذاته وفعله ..

(2)

وقد كان الناس أمام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله سبحانه بين مؤمن مصدق، وكافر جاحد، ومنافق مريض القلب مرتاب ..

كل ذلك كان ابتداؤه منذ ابتداء رسالته، وقد قال الله تعالى في سورة المدثر وهي من أوائل ما نزل ..

(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)

فهذه الأصناف كلها كانت مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم منذ استعلن بها عن أمر ربه تعالى ..

الذين آمنوا والذين كفروا

الذين أوتوا الكتاب

والذين في قلوبهم مرض، وهؤلاء دهليز النفاق ومادته فمنهم من يمن الله تعالى على قلبه بالشفاء فيطمئن قلبه بالإيمان، ومنهم من لا يزداد إلا زيغاً وضلالاً فيوليه الله تعالى ما تولى حتى يكون منافقاً خالصاً

فهذه الأنواع نفسُها لم تزل مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته الشريفة وبلاغه عن ربه تعالى حتى قضى ما عليه وأدى رسالته موفرة ولحق بالرفيق الأعلى .. والأنواع نفسها باقية.

.. نعم قد تجدد لهذه الأنواع أسماءٌ في بعض الأزمنة والأمكنة لكن الأسماء لا تغير حقائق المسميات، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني ..

وهذه الأصناف لم تكن على حالة واحدة من القوة والضعف والظهور والخفاء ..

فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أول الأمر مستخفين بدينهم وكان الكفر وأهله في قوة واستعلان، ثم لم يزال أهل الإيمان في ظهور وتمكين حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة ... وبقي الخلفاء الراشدون المهديون على عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم ..

(3)

حتى إذا اتسعت الفتوحات ودبت زهرة الدنيا بفتنتها الناعمة الخفية إلى المسلمين = وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبدى وأعاد في التحذير منها ...

= بدأ التشاغل بالفضول من القول والفعل يسري إلى الدين في أبواب الحلال والحرام وأمور الشرائع أولاً .. ثم إلى اسم الإيمان والإسلام وأضدادهما وهي المسماة بمسائل الأسماء والأحكام ... وظهر طرفا الابتداع في هذا الباب الوعيدية والمرجئة ...

ثم لما تمادى الأمر وانخرم قرن خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعامة أصحابه نجمت أهواء وأمراض قلبية في التصور والإرادة ...

والجديدُ ليس مجردُ وجودِها فإن أصولَ الأهواء والانحرافات لم تزل موجودة في البشر، ولكن المختلف: ظهورُها واستعلانُها من عدمه، وقوتها وضعفها، وشكلها وأسلوب تقديمها ونحو ذلك من الصفات العارضة لذواتها ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير