[عبقريات عباس العقاد: (2) ركوب للكذب واستخفاف بالعقول]
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:53 م]ـ
[ RIGHT] بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[عبقريات عباس العقاد: (2) ركوب للكذب واستخفاف بالعقول]
توطئة لابد منها
مَعْلَمٌ ثابت يأتي إليه عباس العقاد حال التحدث عن أي (عبقري) من (العباقرة)، أمِّ هذا العبقري وأبيه وأخته وأخيه .. أصلِ (العبقري) وبيئتهِ التي نشأ فيها، ويربط كلَّ الكرائم التي تظهر على هذا (العبقري) بأصله وبيئتهِ، ولا يجعل شيئاً من ذلك لعقيدته.
وفي كل مرَّةٍ يقبض العقاد بيديه ويضغط بقدميه ويَعضُّ بفكيه على نصٍ أو نصين، و ـ ربما ـ لا تدري من أين يأتي بهما، فهو لا يبالي بمصدر التلقي؛ كله عنده صحيحٌ إن وافق هواه، يسير بين المصادر يفتش فيها حتى يجد ما يوافق هواه فينقله، كان البخاري أم كان الأصفهاني.!!
وما درى العقَّاد أن الخبر بالمُخْبِرِ أو بشواهدٍ في ذات الخبر تشهد على صدقه، فنحن نفتش في النص (المتن) ونفتش فيمن نقل إلينا النص (السند)، ولا بد من صحٍة الاثنين معاً، فلا نقبل من الكذوب ولا نقبل ممن لا يَضْبِطُ ولا ممن خدشت عدالته؛ ولا نقبل نصاً يتعارض مع الصريح الصحيح.وما نفعله (نقد المتن والسند .. النص ومَنْ نقل إلينا النص) مُسَلَّمَةٌ عقلية لمن أراد الصدق فيما يقول ويفعل.
والعقاد لا يعرف هذا، عباس العقاد لا يبالي بالخبر أو بمن جاء بالخبر، المهم أن يتفق وهواه.
بل إن أمر العقاد أشد من هذا، فالرجل عنده ثوابت قدَّم من أجلها سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفراً من صحابته الكرام.
عند العقاد قوالب فكرية جاهزة يحاول أن يخرج سيرة هؤلاء الكرام في قوالبه المعدة سلفاً.
الرجلُ يعتقد ثم يستدل، يثبت الأفكار ثم يتجول بين الكتب حتى يعثر على نصٍ يستدل به على ما استقر عنده ابتداءً (1)، وإن لم يجد وقف أمام النص يحتال عليه أو يضغط عليه حتى يخرج منه ـ رغما عنه ـ بما يريد؛ فمرةً يبتر النص من سياقه القولي أو العملي، ومرةً يعتمد الضعيف والشاذ وما لا يصح، ومرةً يقدم تفسيراته الكاذبة الخاطئة يحرف بها الكلم عن مواضعه ويضلل بها مَن يقرأ.
فالخطأ عند العقاد ليس فقط في مصادر الاستدلال كما يذهب الدكتور صالح اللحيدان في نقده للعبقريات، و إنما في المصادر وفي طريقة الاستدلال. وبالتالي هو خطأ متعمد.
فحيناً تجد الخطأ عنده أنه اعتمد على نصٍ ضعيف أو غير صحيح، وحيناً تجده يمسك بنص صحيح ولكنه يغير المعنى بطريقته في الاستدلال، وكثيراً ما يجمع بين الأمرين .. نص غير صحيح ومعالجة غير صحيحة. أو يتكلم من تلقاء نفسه بلا دليل صحيح أو غير صحيح.!!
وتسمع من العقاد بعض الجمل التي يضحك بها على من يسمع ويستغل جهالته، مثلا يقول: عن ابن عباس، ثم وكي يقتنع من يقرأ بما ينقله العقاد يعقب قائلا: وكان حاضراً، وكأن ابن عباس حدَّث العقاد بنفسه عن شيء رآه.!!
المشكلة ليست في الصحابي أبداً، ولكن فيمن يروي عن الصحابي من التابعين أو مَن بعدهم.
وتسمع منه (وأيده على ذلك بعض المجتهدين)، ولا تدري من هم المجتهدون هؤلاء، ولا أين يجتهدون، ولا فيم يجتهدون.!!
وهذا كله نوع من المحاصرة للقارئ وفرض الرأي عليه.
وتجد في هذا المقال بيانٌ لمذهب العقاد في التعامل مع النصوص. وتجد في هذا المقال تكملة لما مضى في المقال السابق .. تجد فيه بيان لإنكار العقاد أثر العقيدة في حياة الناس.
والآن مع الأمثلة، أبين في كل مثال أمرين: كيف يتعامل مع النصوص، وكيف أنه لا يرى أثراً للعقيدة في حياة الناس.أدعم ما سبق من الجزء الأول، وهو (عبقريات العقاد: إنكار للوحي).
بينت في الجزء الأول (عبقريات العقاد إنكار للوحي) أن عباس العقاد نسب الصفات الكريمة التي كانت في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى شخصه أو أصله!!، والآن أبين عدداً من الشخصيات الإسلامية التي تناولها بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ما علمنا عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ من صفات حميدة هي عند العقاد من عند أبي بكرٍ الصديق .. من نفسه يقول: (أدب الطبع الذي يهتدي من نفسه) (يدري بوحي نفسه) (2)!!
¥