هل يجوِّزُ المعتزلة التعذيب على الواجبات العقلية - كشكر المنعم - قبل إرسال الرسل؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:29 م]ـ
أرجو النقل إما من كتاب من كتبهم أو من كتب شيخ الإسلام وابن القيم إذا نصَّا على ذلك.
ومن لديه تفسير من تفاسيرهم فأرجوه أن ينظر في تفسير آية: " وما كنا معذبين ... ".
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:53 م]ـ
نعم عندهم الحسن والقبح العقلي
وعليه يترتب عندهم العذاب حتى قبل بعثة الرسل
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكني - كما قلت - أريد نقلاً وليس كلاماً من الرأس
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:00 ص]ـ
فاستطالت الكلابية على المعتزلة بإثباتهم العذاب قبل إرسال الرسل وترتيبهم العقاب على مجرد القبح العقلي وأحسنوا في رد ذلك عليهم واستطالت المعتزلة عليهم في إنكارهم الحسن والقبح العقليين جملة
وليس مع المعتزلة دليل واحد صحيح قط يدل على إثبات العذاب على مجرد القبح العقلي قبل بعثة الرسل وأدلتهم على ذلك كلها باطلة كما سنذكرها
فالحسن والقبح العقلي لا يستلزم التعذيب وإنما يستلزمة مخالفة المرسلين وأما المعتزلة فقد أجابوا عن ذلك بأن قالوا الحسن والقبح العقلي يقتضي استحقاق العقاب على فعل القبيح وترك الحسن ولا يلزم من استحقاق العقاب وقوعه لجواز العفو عنه
الفقرات السابقة من
مفتاح دار السعادة ابن القيم
فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأنّ معهم أدلة العقل التي بها يعرف الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان. قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لا بعث إلينا رسولاً ينبهنا على النظر في أدلة العقل.
الكشاف
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:14 ص]ـ
والمعتزلة في هذا وافقوا الجماعة بخلاف الجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية وغيرهم؛ فإنهم قالوا: بل يعذب من لا ذنب له أو نحو ذلك. ثم هؤلاء يحتجون على المعتزلة في نفي الإيجاب والتحريم العقلي بقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وهو حجة عليهم أيضا في نفي العذاب مطلقا إلا بعد إرسال الرسل؛ وهم يجوزون التعذيب قبل إرسال الرسل. فأولئك يقولون: يعذب من لم يبعث إليه رسولا لأنه فعل القبائح العقلية. وهؤلاء يقولون: بل يعذب من لم يفعل قبيحا قط كالأطفال. وهذا مخالف للكتاب والسنة والعقل أيضا قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
مجموع الفتاوى
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:46 ص]ـ
لماذا لم تنقل كلام الزمخشري كاملاً؟
هذا هو كلام الزمخشري:
{وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ} وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن {نَبْعَثَ} إليهم {رَسُولاً} فتلزمهم الحجة
وهو في غاية الصراحة في نفي التعذيب وقوعاً وجوازاً.
ولا يقال: إنه أراد بالرسول العقل وكتم ذلك، لأن السؤال الذي أورده بعده صريح في أن مراده بالرسول المعنى المعروف.
وعندي أن كلام ابن القيم في طائفة من المعتزلة وليس فيهم جميعاً، وهم من سماهم شيخ الإسلام: غلاة القائلين بالتحسين والتقبيح، وذكر المقبلي أنهم شرذمة من البغدادية، وهؤلاء هم من لا يجوزن العفو من الله تعالى عن مستحق العقوبة فلذلك يقولون بتعذيب من لم تبلغه الحجة الرسالية بشرطه.
والذي حملني على ذلك هو نقله لجواب المعتزلة عن استدلال الأشعرية بآية الإسراء، بل واستحسانه له، وذلك في نفس الكتاب الذي نقلت عنه عبارته السابقة، قال: "وأما المعتزلة فقد أجابوا عن ذلك – أي عن الاستدلال بالآية - بأن قالوا: الحسن والقبح العقلي يقتضي استحقاق العقاب على فعل القبيح وترك الحسن، ولا يلزم من استحقاق العقاب وقوعه لجواز العفو عنه.
قالوا: ولا يرد هذا علينا حيث نمنع العفو بعد البعثة إذا أوعد الرب على الفعل، لأن العذاب قد صار واجباً بخبره ومستحقاً بارتكاب القبيح، وهو سبحانه لم يحصل منه إيعاد قبل البعثة فلا يقبح العفو، لأنه لا يستلزم خُلفاً في الخبر وإنما غايته ترك حق له قد وجب قبل البعثة ".
¥