وتدور عقائد المرجئة حول الإيمان، إذا ذهب أكثرهم إلى أنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان - عدا بعضهم ممن زعم أنه تصديق القلب ولم يشترط أنه النّطق بالشهادتين مع القدرة عليهما - ولم يُدخلوا العمل في مسمى الإيمان، فالإيمان عند هؤلاء متحقّق كاملاً لمن صدّق بالرسالة ونطق بالشهادتين، وإن لم يأتي بعمل من أعمال الطاعات!
وقد دخلت عليهم تلك البدع من أصل تصوُّرهم للإيمان، وأنه واحد لا يتجزأ ولا يتبعض، أي لا يزيد ولا ينقص.
وقد تمسكت المرجئة في أقوالهم تلك بما ادعوه من أنّ معنى الإيمان في اللغة: التصديق، كما في قوله تعالى: {ومَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا}، أي: مصدّق لنا.
كذلك بظواهر الأحاديث، كما في قوله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)، وفيما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: (فمن لقيتَ من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة) ..
وقالوا: إن تلك الأحاديث تدل على أن الإيمان هو تصديق القلب والتلفّظ بالشهادتين، وهما كافيان لإثبات الإيمان ودخول الجنة دون العمل!
وأول من ظهر من فرق الإرجاء في الإيمان مرجئة فقهاء الكوفة من الأحناف القائلين بأن الإيمان هو الاعتقاد والقول وأن العمل ليس من الإيمان، و هؤلاء كان خلافهم مع سلفنا خلافَ تصوّرٍ لعلة الحكم وليس خلافا في الحكم نفسه ..
وقد أعقبهم وزاد عليهم في الضلالة مرجئة الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة وأن الكفر هو التكذيب والجحود و المشهور من مذهبهم عدم التكفير بالمكفرات والشركيات وإلحاقها بالمعاصي التي دون الكفر، كالزنا والسرقة والشرب. وهؤلاء يسمون أيضا غلاة المرجئة ..
وهذه بعض أقوال السلف الصالح في الإرجاء و أهله:
عن الأوزاعي قال: كان يحيى وقتادة يقولان: (ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء) رواه عبد الله بن أحمد1/ 318 - 345 والآجري 3/ 682 و اللالكائي5/ 1064 وابن بطة 1/ 376
قال محمد بن علي بن الحسن، سمعت الفضيل يقول: (أهل الإرجاء يقولون: الإيمان قول بلا عمل. وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل) رواه عبد الله بن أحمد 1/ 374
وقال احمد رحمه الله: (المرجئة: وهم الذين يزعمون أن الإيمان مجرد النطق باللسان وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم واحد وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الإيمان ليس فيه استثناء، وأن من أمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا. هذا كله قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل). المسائل والرسائل 2/ 371
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[14 - 03 - 09, 04:21 ص]ـ
الشيعة:
اسم علم أطلق أولاً على معنى المناصرة والمتابعة،
وكما ذكر الأخ الفلسطيني، ففي بادىء الأمر لم يختصّ به أصحاب علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دون غيرهم، بل أُطلق بمعناه هذا على كل من ناصر وشايع علياً ومعاوية – رضي الله عنهما – ودليل ذلك ما جاء في صحيفة التحكيم: (هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتهما ... ) الموسوعة الميسّرة .. جـ 2. ص 1094
ثم تميّز به من فضّل إمامة علي بن أبي طالب وبنيه على الخليفة عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
وكان مذهب التشيّع على مراحل:
1 - المرحلة الأولى: كان عبارة عن حبّ علي – رضي الله عنه – وأهل البيت بدون انتقاص أحد من إخوانه صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
2 - المرحلة الثانية: تطور التشيع إلى الرفض وهو الغلوّ في علي – رضي الله عنه –وطائفة من آل بيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والطعن في الصحابة – رضي الله عنهم – وتكفيرهم، مع عقائد أخرى ليست من الإسلام في شيء، كالتقية، والإمامة، والعصمة، والرجعة، والباطنية.
3 - المرحلة الثالثة: تأليه علي بن أبي طالب والأئمة من بعده، والقول بالتناسخ، وغير ذلك من عقائد الكفر والإلحاد المتسترة بالتشيع والتي انتهت بعقائد الباطنية الفاسدة.
أمّا فرق الشيعة فكثيرة، أكبرها:
- الاثنا عشرية:و يسمون الرافضة والجعفرية نسبة إلى جعفر الصادق، وسمّوا بالاثنى عشرية لقولهم باثني عشر إماماً، ويشكّلون الغالبية العظمى من الشيعة اليوم.
- الزيدية: وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين، ويعتبرون من أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة، ما عدا فرقة منهم تسمى الجارودية، فهي فرقة من الروافض وإن تسمت بالزيدية، وموطن الزيدية في اليمن.
- الإسماعيلية،ومنها النصيرية، والدروز، والبهرة، والأغاخانية، وغيرها. وكلها مارقة عن دين الإسلام ..
وفي الحقيقة فإنّ الكلام عن الشيعة وانحرافاتهم ومعاداتهم للسنّة وأهلها يطول، ولكنّ هذا ماستسيغ نقله واسأل الله خيره ..
وبارك الله في الأخ الفلسطيني و نفع به
¥