هذا، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا وثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق.
أو كما قال أبي، ورواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح. وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد وهو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1). وجعفر بن عون أو ثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما وإن كانا من رجال
الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ: " صحيح الكتاب، صدوق يهم ". وقال في جعفر: " صدوق ". ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لواطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا، والله أعلم".
انظر: السلسلة الضعيفة برقم (656).
[/ SIZE] قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: "قلت: وله حكم الرفع لأنه إخبار عن علم غيبي لا مجال للرأي فيه والله تعالى أعلم بالصواب". [/ CENTER]
[CENTER] أقول والله أعلم: أنه ليس كما قال الشيخ عبدالسلام بن برجس -رحمه الله- فقد اتضح لي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- كان ممن أخذ عن أهل الكتاب كما أخبر بذلك الحافظ ابن كثير-رحمه الله- بقوله عن حديث الفتون عند قول الله تعالى (وفتناك فتوناً) سورة طه, قال: "وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار, أو غيره, والله أعلم, وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضاً" (5/ 293).
[ SIZE=5] وبهذا يتضح أنه لا يجزم برفعه للنبي -صلى الله عليه وسلم- لاحتمال أن يكون من الإسرائيليات, فيكون الأمر كما نصَّ عليه الإمام الألباني -رحمه الله- بقوله:"والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
روابط ذات صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99356
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33860
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...272#post121272 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=121272#post121272)