تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من هذا الحديث? قلت: تعلم فضيلتك أن الحنفية قالوا في الشطر الأول من الحديث: الحد هو الجلد، أما التغريب أو النفي، فهو سياسة وتعزير، موكول إلى رأي الإمام، ولكنه ليس لازمًا في كل حال. وعلى هذا فثبت ما جاءت به الروايات من الرجم في العهد النبوي، فقد رجم يهوديين، ورجم ماعزا، ورجم الغامدية، وبعث أحد أصحابه في قضية امرأة العسيف، وقال له: اغدُ يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها. وكذلك ما روي أن عمر رجم من بعده، وأن عليا رجم كذلك. ولكن الشيخ لم يوافق على رأيي هذا، وقال لي: يا يوسف، هل معقول أن محمد بن عبد الله الرحمة المهداة يرمي الناس بالحجارة حتى الموت? هذه شريعة يهودية، وهي أليق بقساوة اليهود. وكان رأي الشيخ الزرقا مع الجمهور، ولكنه يخالف الجمهور في تعريف "المحصن" فعندهم: أن المحصن من حصل له الزواج، وإن فارقته زوجه بطلاق أو وفاة، وبات في واقع الحال لا زوجة له، وعند الزرقا: المحصن: من له زوجة بالفعل. وهذا رأي الشيخ رشيد رضا ذكره في تفسير المنار. توقفت طويلا عند قول الشيخ أبي زهرة عن رأيه: أنه كتمه في نفسه عشرين عاما، لماذا كتمه، ولم يعلنه في درس أو محاضرة أو كتاب أو مقالة? لقد فعل ذلك خشية هياج العامة عليه، وتوجيه سهام التشهير والتجريح إليه، كما حدث له في هذه الندوة. وقلت في نفسي: كم من آراء واجتهادات جديدة وجريئة تبقى حبيسة في صدور أصحابها، حتى تموت معهم، ولم يسمع بها أحد، ولم ينقلها أحد عنهم!! ولذلك حين تحدثت عن معالم وضوابط الاجتهاد المعاصر، جعلت منها: أن نفسح صدورنا للمخطئ في اجتهاده، فبهذا يحيا الاجتهاد ويزدهر، والمجتهد بشر غير معصوم، فمن حقه -بل الواجب عليه- أن يجتهد ويتحرى ويستفرغ وسعه، ولا يلزمه أن يكون الصواب معه دائمًا، وما دامت صدورنا تضيق بالرأي المخالف للجمهور، فلن ينمو الاجتهاد، ولن يؤتي ثمراته. على أن ما يحسبه بعض الناس خطأ قد يكن هو الصواب بعينه، وخصوصًا إذا تغير المكان والزمان. ويبدو أن هذه الحملة الهائجة المائجة التي واجهها الشيخ أبو زهرة جعلته يصمت عن إبداء رأيه؛ فلم يسجله مكتوبًا بعد ذلك. وربما لأن الشيخ الكبير لم يعمر بعد ذلك طويلا؛ فقد وافته المنية بعد أشهر، عليه رحمه الله ورضوانه. وقد رأيت الشيخ نسب هذا الرأي في كتابه "العقوبة" إلى الخوارج، واستدل لهم بما ذكره في ندوة ليبيا، وأعتقد أن ذلك كان أسبق من الندوة.

* هذه الصفحة من إعداد الباحث زهير ظاظا

http://www.alwaraq.com/Core/dg/rare_indetail?id=751

جزاك الله خيرا فهذه القصة كنت سمعتها من الدكتور القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة ولكنه لم يذكر ما هو الأمر الذي باح به الشيخ للعلماء وتمنيت آنذاك لو قاله واليوم هأنذا أعرفه فبارك الله فيك

ـ[البشير مالك]ــــــــ[05 - 04 - 06, 06:50 ص]ـ

الي السيد: عبد الله بن عبد الرحمن

الي السيدة: مريم الباحثة في الشريعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزي الله خيرا السيد عبد الله بن عبد الرحمن علي ان انقذني من المحاكمة وعقوبة التعزير بتقديمه الدليل علي صدق دعواي.

وجزي الله خيرا الباحثة مريم لغيرتها علي الشيخ أبي زهرة رحمه الله , واني لأعذرها في غضبها لسببين:

الأول: أن الشيخ أبا زهرة كان من أعلام الفقه المعاصرين صدقا وعدلا. ولم يكن ككثير من أدعياء الاجتهاد والتجديد اليوم , ولكن سبحان من جعل لكل جواد كبوة , ولكل عالم هفوة. وقد كان رحمه الله من أعلام المذهب الشافعي المعاصرين , يفزع اليه حتي المنتسبين للمذهب في حل المسائل المعضلة في المذهب والاجابة عنها , ومن المسائل ما لا يعرف لها مصدر في المذهب , فأرشد رحمه الله الي مرجعها.

الثاني: أنها لا تعلم المكانة الكبيرة للشيخ في نفسي, فقد كانت بعض كتبه سفينة النجاة لجيل من الأجيال انقذه الله بها من تيار التكفير من جهة , ومن سيل التطوير من جهة اخرى , فكيف أكون طاعنا فيه رحمه الله وأنا ثمرة من ثمراته. واذا كان الشيخ زل في هذه المسالة بخرقه الاجماع فيها - ولا أعرف له غيرها - فكفي المرء نبلا أن تعد معايبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير