تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 10 - 06, 03:49 ص]ـ

وفيه أيضا 2/ 286:

قرار رقم 1 (12/ 21)

الحمد لله وحده ...

بدعوة من دائرة العلوم الطبيعية والتطبيقية بمجمع الفقه الإسلامي [بالسودان] وبالتعاون مع لجنة علوم الفضاء والفلك التابعة لمعهد السودان للعلوم الطبيعية انعقدت حلقة العمل العلمية حول إثبات رؤية الأهلة وعلى وجه الخصوص هلال شهر رمضان المعظم ... في عام 1420

حضر هذه الجلسات وشارك في مداولاتها عدد من المختصين في العلوم الشرعية والعلوم الكونية.

وقد نوقشت أوراق علمية لعدد من العلماء من وجهتي النظر الفلكية والفقهية.

وخلصت الحلقة ـ بعد نقاش مسفيض إلى جملة من القرارات رفعت إلى مجلس مجمع الفقه الإسلامي كتوصيات وذلك في اجتماعه الثاني عشر ... 22/ 8/1420 ...

وبعد أن ناقش المجمع المسالة على ضوء الحلقة العلمية قرر ما يلي:

1 - بما أن المطلوب شرعا هو إثبات بداية الشهر ونهايته فقد أقر أن الأخذ بالحساب الفلكي ضروري لتقدير إمكان الرؤية من عدمها.

2 - مع أن الأخذ بالحساب ضروري إلا أنه لا يغني عن تحري الرؤية سواء كان ذلك بالعين المجردة أو من خلال آلة بصرية مساعدة للنظر.

3 - في حالة عدم إمكان الرؤية وفق الحساب الفلكي فلا يدعى المسلمون لتحريها، وينبغي على اللجان المعنية بإعلان ثبوت الهلال ألا تجتمع ابتداء لا ستقبال أي شهادة أو إخبار عنها.

4 - إذا أعلنت دولة ثبوت الرؤية بشهادة وكان الحساب ينفي إمكان الرؤية في تلك الليلة لاستحالته فلكيا، فإن ذلك الإعلان مردود وتلك الشهادة لا تعتمد ....

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 10 - 06, 04:07 ص]ـ

معذرة للمشايخ الكرام أبي إبراهيم و التميمي على تأخر التفاعل معهم ...

شيخنا الكريم سدد الله خطاك وتقبل الله طاعتك

أظن أن قياس العمل بالحساب الفلكي في حق رؤية هلال رمضان على ما تظافرت عليه همم الناس اليوم لحساب وقت الصلاة بالآلات الحديثة والتي لا تزال تتطور شيئاً فشيئاً قياس مع الفارق.

حيث إن هذه الآلات ليست إلا مكررة للجهد الأول الذي من خلاله حُسب وقت الصلاة فهي ليست إلا أداة تذكير، مع أن الصلاة منوطة بالتوقيت أياً كانت طريقة إثباته. ولكن الصيام دخوله منوط بالرؤية شرعاً. وعند النظر إلى قبوله بشهادة واحد عدل خلاف شهر شوال يزيدنا هذا تمسكاً بالرؤية الشرعية حتى لو أتت على قواطع الفلكيين البشرية.

الشيخ محمد الألفي، السؤال حفظك الله:

هل تقيس العمل بالحساب الفلكي في رؤية هلال رمضان على العمل بالحساب الفلكي لمواقيت الصلاة؟

وفقك الله أخي الفاضل أبا إبراهيم ...

نعم قد استعمل هذا القياس بعض أهل الفقه قديما وحديثا ... وردّ أحد المنتصرين للإستفادة من الحسابات الفلكية على الفقيه القرافي في دفع ذلك و تفريقه بين إثبات دخول الشهر برؤية الهلال وبين وجوب الصلاة بدخول أوقاتها ... فقال: ( ... إن الفرق الذي بينه العلامة القرافي بين السبب الشرعي للصلوات والصيام، ودعواه أن السبب الشرعي لوجوب الصيام هو رؤية الهلال، وليس دخول الشهر كما في الصلوات التي أسبابها دخول أوقاتها، هذه الدعوى منه - رحمه الله - لا يسلم له بها، فلا فرق أصلا بين الصيام والصلوات في أن أسبابها دخول الوقت: أي دخول الأوقات الخمسة في الصلوات، وحلول رمضان في الصيام.

ورؤية الهلال ليست سببا شرعيا للصيام أو للفطر وإلا لانتفى وجوب الصيام إذا غم الهلال على قطر بكامله، ولو أتم أهله شعبان ثلاثين، لأن سبب الصيام الشرعي لم يوجد وهو رؤية الهلال، فكيف يثبت المسبب قبل سببه.

فقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين " ينقض قول القرافي بأن سبب وجوب الصيام هو رؤية الهلال، فإن إيجاب الصيام بإتمام عدة الشهر ثلاثين ولو استمر الهلال مغموما علينا معناه أن العبرة للتيقن بحلول الشهر الجديد لأن الشهر القمري لا يكون أكثر من ثلاثين يوما، فإذا أكملناها فقد علمنا بحلول الشهر الجديد ولو لم نر الهلال.

فليست الرؤية هي السبب الشرعي، بل حلول الشهر، فالتفريق من هذه الناحية تفريق وتعليل وهمي.

على أن قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} - وشهود الشهر هنا معناه الحضور لا المشاهدة، أي يكون الإنسان حاضرا في الشهر غير مسافر - إن قوله تعالى هذا هو كالصريح في أن السبب الشرعي للصيام هو حلول الشهر، وليس رؤية الهلال.

وليست الرؤية التي قد تتحقق - وقد يحول دونها حائل - سوى علامة و وسيلة للتحقق من حلول الشهر كما في سائر أوقات الصلاة دون فرق.

وما يوجد من وسائل حسابية أو آلية قديمة أو جديدة إذا سلمت من الخلل وانتفى عنها الشك وأورثت اليقين فهي مقبولة في جميع الأحكام: في الصلوات والصيام والإفطار والحج بلا تمييز، لأن العبرة إنما هي للتحقق من دخول الوقت الذي هو السبب الشرعي فيها جميعا).

وقد رأيت فتوى كتبها العلامة الطاهر ابن عاشور في أخريات حياته يعترض فيها أيضا على ما أبداه العلامة القرافي ... ويذهب فيها - ابن عاشور رحمه الله - إلى أن قياس معرفة دخول الشهر القمري بالحسابات على معرفة أوقات الصلاة من القياس الجلي ... وليس بين يدي كلامه الآن.

وفقك الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير