تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن هل خلافنا مع من يصنف كتابا يدعي فيه أن مالكا ضعيف، مثل خلافنا في المسائل الفقهية التي عرف الخلاف فيها من قديم الأزل؟

يا إخواني أنا كررتُ قولي مرارا، ولا أدري لماذا لا يتضح المراد لكثير من الإخوة؟

نحن الآن في سنة 1427هـ وهناك كثير من المسائل التي لا نختلف فيها، فهل يعقل أننا جميعا في هذه على الخطأ وأن الصواب في هذه المسالة لن يعرف إلا بعد أن يأتي العالم الفلتة سنة 1500 هـ مثلا؟

يحتمل أن يأتي بعد ذلك من يقول قولا يخالفنا فيه جميعا، وسيجد إن شاء الله من أهل العلم من ينظر في أدلته ويرد عليها ويفندها، ولكن الكلام ليس في هذا، إنما الكلام في أن قوله لا يحتمل الصواب على الإطلاق؛ فهذا اتهام لرب العالمين بأنه ترك الأمة تجهل شرع ربها طوال هذه السنين؟

سأبين لك ما عندي يا أخ جلمد، وأرجو أن تبين ما عندك في هذا المثال بعينه

الإمام مالك ثقة باتفاق أهل العلم، ونحن نعلم ذلك الآن، وبنينا على هذا الأمر تصحيح مئات الأحاديث التي ينبني عليها مئات الأحكام الشرعية التي صنفت فيها مئات بل ألوف الكتب من أهل العلم على اختلاف أجناسهم ومشاربهم ومذاهبهم، أي أن الأمر انتشر بين أهل العلم انتشارا لا ينكر، ولذلك فمن يجهل اسم الإمام مالك يكون هذا دليلا على قلة علمه، وليس دليلا على عدم شهرة الإمام.

فتبين لنا مما سبق مثلا أننا نعلم علما قطعيا بثقة الإمام مالك، ومعنى العلم القطعي أنه لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه.

فإذا جاء بعد مائة سنة من الآن رجل يزعم أننا جميعا أخطأنا في هذا الأمر لأن الاكتشافات العلمية أظهرت كثيرا من المخطوطات التي لم تكن طبعت، والكتب التي كانت مفقودة، والتطور العلمي في البحث أظهر له ما كان خافيا عنا الآن!! وصنف في ذلك كتابا ذكر فيه أدلته على ذلك

والآن للنظر في حال هذا الرجل؛

إما أن يكون كلامه خطأ، وهذا لا إشكال فيه. وأنا أعني أنه خطأ في نفس الأمر عند الله عز وجل.

وإما أن يكون كلامه صوابا في نفس الأمر، فهذا يعني أن الله عز وجل ترك الأمة في عماية وجهالة يصححون كثيرا من الأحاديث بناء على ثقة مالك، ثم يبنون كثيرا من الأحكام الشرعية بناء على صحة هذه الأحاديث، ولم يخلق فيهم في هذه القرون المتطاولة رجلا واحدا يرشدهم إلى الصواب، ولم يلهم عالما واحدا أنهم أخطئوا، بل لم يرد على خاطر أحدهم هذا الخاطر فينظر فيه كاحتمال مجرد!!

أليس هذا اتهاما واضحا لرب العالمين بأنه ترك الأمة في ضلال؟

هل تذكرون كلام ابن القيم في رده على النصراني حينما قال له إن الطعن في نبوة محمد طعن في رب العالمين؟

أرجو أن يكون كلامي واضحا، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 05:28 م]ـ

والله إنها فتن قديمة جديدة نعوذ بالله منها!!!

أحسنت أخي الكريم

وأسأل الله أن يهدي إخواننا إلى الحق، ويلهمهم الجلوس بين أيدي أهل العلم، ومزاحمة العلماء بالركب، فإن الأمر كما قال الشافعي رحمه الله: إذا تصدر الحدث فاته علم كثير!!

وأحب أن أوضح لك أخي الكريم أن جميع النقول التي ذكرتها لا وزن لها عند إخواننا هؤلاء، ولذلك لم أنقل لهم شيئا مثلها؛ لأن من ينكر أقوال جميع أهل العلم قديما وحديثا لا ينفعه أن تنقل له قولا لهذا العالم أو ذاك من باب أولى.

إنسان يقول لك: لا يلزمني أن يسبقني إلى قولي سابق، فماذا يستفيد من نقلك هذه الأقوال له؟

إن كان يزعم أنه غير ملزم بأقوال العلماء جميعا فمن باب أولى لا يكون ملزما بقول واحد منهم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 05:37 م]ـ

قال السيوطي في الأشباه والنظائر:

((وَكَيْف يُقَاس مَنْ نَشَأ فِي حِجْر الْعِلْم مُنْذُ كَانَ فِي مَهْده، وَدَأَبَ فِيهِ غُلَامًا وَشَابًّا وَكَهْلًا، حَتَّى وَصَلَ إلَى قَصْده، بِدَخِيلٍ أَقَامَ سَنَوَات فِي لَهْو وَلَعِب، وَقَطَعَ أَوْقَاتًا يَحْتَرِف فِيهَا أَوْ يَكْتَسِب، ثُمَّ لَاحَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَة إلَى الْعِلْم، فَنَظَرَ فِيهِ وَمَا احْتَكَمَ، وَقَنِعَ مِنْهُ بِتَحِلَّةِ الْقَسَمِ، وَرَضِيَ بِأَنْ يُقَالَ: عَالِمٌ وَمَا اتَّسَمَ؟))

أحسن الله إليك يا أبا فهر!

وهل من ينكر أقوال السابقين جميعا، ويقول: لا يلزمني أن أقول بقول جميع أهل العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير