تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأقوى أنه لا تجب عليه الكفارة لكن فيه قضاء عن الصحابة فيحتاط لكل يوم ربع صاع أخّره من دون عذر.

أخره لعذر: العبرة بشهر شعبان فإن جاء شهر شعبان وعنده عذر سقطت عنه الكفارة كالمرأة يجب عليها أن تصوم أيام حيضها، ثم شاء الله في بداية شعبان أن تمرض حتى دخل رمضان الآخر فحينئذ أخرت لعذر فلا يجب عليها إلا القضاء وحده. أما إذا ماطلت وسوّغت وتأخّرت بدون عذر فيجب عن كل يوم أن يطعم ربع صاع على الاحتياط لا على سبيل الإلزام.

[فإن فرط أطعم مع القضاء لكل يوم مسكينا].

[وإن ترك القضاء حتى مات لعذر فلا شيء عليه]: وإن ترك القضاء حتى مات لعذر فلا شيء عليه؛ لأنه إذا ترك القضاء حتى مات وكان تركه للقضاء لعذر سقط عنه القضاء؛ لأنه لم يحصّل أياما يجب عليه أن يقضي؛ لأن الله قال: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} هذه العدة من أيام أخر لم تأت فأشبه كما لو لم يدخل عليه رمضان ولم يجب عليه رمضان.

[وإن كان لغير عذر أطعم عنه لكل يوم مسكين]: فإن مات وأخّر تفريطا وجاءته أيام يمكنه أن يصوم فيها أطعم عن كل يوم مسكين، وهذا لمكان التأخير يقيسونه على مسألة رمضان الأصلية، وإن قلنا إنه يصوم عن الميت يصير يصوم ويطعم عن كل يوم مسكين لمكان التفريط إذا دخل عليه رمضان الآخر، وأما إذا مات فإنه الصحيح إذا مات وهو مفرّط فإنه يجوز أن يصوم عنه وليه لعموم قوله: ((من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) وإلا انتقل إلى الإطعام إذا كان عاجزا لكبر سنّ واستمرّ معه العجز أو أفطر لمرض لا يرجى برؤه واستمرّ حتى مات فإنه حينئذ يجب أن يطعم عنه أولياؤه فقط.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

????????????????????

في شرح الشيخ لكتاب المناسك من الزاد وردت إليه هذه الأسئلة:

فضيلة الشيخ هلاّ تفضلتم بكلمة حول قدوم شهر رمضان وما ينبغي على المسلم في هذا الشهر المبارك. أثابكم الله؟

الجواب:

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلّغنا رمضان، وأن يكتب لنا فيه الرحمة والعفو والصفح والغفران، وأن يوفقنا فيه للهدى والبر والإحسان.

ولاشك أنها من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله؛ قال –صلى الله عليه وسلم-: ((خيركم من طال عمره وحسن عمله)).

فالمؤمن لا يرجو من بقائه في الحياة إلا زيادة الخير؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((واجعل الحياة زيادة لي في كل خير)) وندب أمته في كل صلاة أن يستعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات، فإذا وفق الله العبد ويسر له بلوغ رمضان؛ فليكن أول ما يكون منه أن يحمد الله –عز وجل- على نعمته وجميل فضله وجليل منته، ويسأله سبحانه أن يبارك له في هذه النعمة؛ لأنك إذا شكرت نعمة الله؛ بارك الله لك فيها، ولما غفل الناس عن شكر الله؛ سلب الله الكثير بركة النعم. فاحمد الله إذا بلغت رمضان فانظر إلى مقدار نعمة الله عليك حتى تحس بفضل هذا الشهر، ويمكنك بعد ذلك أن تقوم بحقه وحقوقه.

تذكّر الميت الذي كان يتمنى بلوغ رمضان، والله أعطاك الحياة، وأمد لك في العمر، وتذكّر المريض الذي يتأوه من الأسقام والآلام والله أمدك بالصحة والعافية، فتحمد الله من كل قلبك، وبملء لسانك، فتقول: الحمد لله الذي يسر لي وسهل لي، اللهم بارك لي في هذا الشهر، وأعني فيه على طاعتك ونحو ذلك من سؤال الله الخير.

**ثانيا: أن تدخل هذا الشهر بنية صادقة خالصة وعزيمة قوية على الخير، فكم من عبد نوى الخير فبلّغه الله أجره ولم يعمل به، حيل بينه وبين العمل العذر، فقد يكون الإنسان في نيته أن يصوم ويقوم فتأتي الحوائل أو تأتي آجال أو تأتي أقدار تحول بينه وبين ما يشتهي، ويسأل الله العظيم يكون في قلبه وقرارته أن ينوي الخير وأن يفعل الخير وأن يكون هذا الرمضان صفحات بر وإقبال على الله وإنابة إليه، وإذا نويت ذلك وحال بينك وبين ذلك شيء من الأقدار والآجال؛ كتب الله لك الأجر، وكتب الله لك الثواب؛ كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((حبسهم العذر)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير