فأما كافي المبتدي فقد شرحه الفقيه الفرضي أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي، وسمي شرحه الروض الندي شرح كافي المبتدي.
وأما أخصر المختصرات فهو متن مختصر جداً اختصر فيه كافي المبتدي، وقد شرحه العلامة عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد البعلي الدمشقي، وشرحه هذا محرر منقح كثير النفع للمبتدئين.
وأما مختصر الإفادات فقد صدره أولاً بربع العبادات، فجعل الكلام عليه وسطاً بين الإسهاب والإيجاز، مستمداً من الإقناع، ثم ذكر أحكام البيع والربا، ثم أتبعه بقوله: كتاب الآداب، وفصله فصولاً ثم أتبعه بفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل ذكر الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإخلاص، ثم أتبع ذلك بعقيدته التي اختصر بها نهاية المبتدئين لابن حمدان، ثم ختم الكتاب بوصية نافعة.
ولابن بدران على هوامشه تعليقات انتخبها أيام بداياته في الطلب.
الرِّعايتان
للشيخ نجم الدين ابن حمدان الحراني، وهما كبرى وصغرى، وقد حشاهما مؤلفهما بالروايات الغريبة التي لا تكاد توجد في الكتب الكثيرة، وقد يقدم يعني ابن حمدان في موضع الإطلاق ويطلق في موضع التقديم، ويسوي بين شيئين المعروف التفرقة بينهما، وعكسه فلهذا وأمثاله حصل الخوف من كتابيه وعدم الاعتماد عليهما، وبالجملة فهذان الكتابان غير محررين.
وقد شرح الكبرى الشيخ شمس الدين محمد بن الإمام شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم البازي، وسمى شرحه الدراية لأحكام الرعاية.
مختصر الشرح الكبير والإنصاف
تأليف العالم الأثري والإمام الكبير محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي.
وطريقته في هذا المختصر: أنه يصدر الباب منه بمسائل الشرح، ثم يذيل ذلك بكلام الإنصاف وهو كتاب في مجلد.
ولنختم هذا الفصل بذكر فوائد مهمة:
منها، متى قال فقهاء الحنابلة:" ولو كان كذا " ونحوه كان إشارة إلى الخلاف، وذلك كقول صاحب الإقناع وغيره في باب الآذان ويكرهان يعني الآذان والإقامة للنساء ولو بلا رفع صوت فإنهم أشاروا بلو إلى الخلاف في المسألة.
ومنها، أنك متى رأيت في كتب الحنابلة الإطالة في الدليل فاعلم أن هنالك خلافاً حتى في شرحي الإقناع والمنتهى.
ومنها، إذا قيل: وعنه. يعني عن الإمام أحمد رحمه الله.
ومنها، قولهم: نصا معناه لنسبته إلى الإمام أحمد رحمه الله.
الفصل الثالث
في أقسام الفقه عند الحنابلة وما ألف في هذا النوع
وفي هذا العقد درر
اعلم أن الحنابلة تفننوا في علومهم الفقهية فنوناً، وجعلوا لشجرتها المثمرة بأنواع الثمرات غصونا، ً وشعبوا من نهرها جداول تروي الصادي ويحمد سيرها الساري في سبيل الهدى وطريق الاقتدا، ففرَّعوا الفقه إلى المسائل الفرعية، وألفوا فيها الكتب، ثم أفردوا لما فيه خلاف لأحد الأئمة فناً، وسموه بفن الخلاف، وتارة يطلقون عليه المفردات، وضمَّوا المتناسبات فألحقوها بأصول استنبطوها من فن أصول الفقه، وسمَّوا فنها بالقواعد، وجعلوا للمسائل المشتبهة صورةً المختلفة حكماً ودليلاً وعلةً فناً سموه بالفروق، وعمدوا إلى الأحكام التي تتغير بتغير الأزمان مما ينطبق على قاعدة المصالح المرسلة فأسسوها وسموها بالأحكام السلطانية، وأتوا على ما اختلقه العوام وأرباب التدليس فسموه بالبدع، وعلى ما هو من الأخلاق مما هو للتأديب والتربية ووسموه بفن الآداب، ولما كانت كتبهم لا تخلو عن الاستدلال بالكتاب والسنة والقياس صنفوا كغيرهم في أصول الفقه، ثم في تخريج أحاديث الكتب المصنفة في الفروع، ثم عمدوا إلى جمع الأحاديث التي يصح الاستدلال بها فجمعوها ورتبوها على أبواب كتب فقههم، وسمَّوا ذلك فن الأحكام، وألفوا كغيرهم كتب الفرائض مفردة، وكتب الحساب والجبر والمقابلة، وأفردوا كتب التوحيد عن كتب المتأولين، وأكثروا فيها إقامة الدلائل انتصاراً لمذهب السلف فجزاهم الله خيراً. ويحسن هنا ذكر بعض ما ألف في كل فن من تلك الفنون انتقاء للأجود منها، فيقال:
¥