تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجماعيلي المقدسي الحنبلي، وهو كتاب عز نظيره، وللحافظ المذكور كتاب عمدة الأحكام أيضاً، وهي الصغرى اختصر فيها جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان البخاري ومسلم، وقد بلغ هذا الكتاب خمسمائة حديث، وقد اعتنى العلماء بهذا الكتاب، فشرحه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق التلمساني المالكي في خمس مجلدات شرحاً جميع فيه بين كلام ابن دقيق العيد، وابن العطار، والفاكهاني، وغيرهم، وشرحه سراج الدين عمر ابن الملقن الشافعي سماه الإعلام وهو من أحسن مصنفاته، وشرحه صاحب القاموس مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي، وسماه عدة الحكام في شرح عمدة الأحكام. وشرحه السيد تاج الدين عبد الوهاب ابن محمد بن حسن ابن أبي الوفاء العلوي، وسماه عدة الحكام، وشرحه الشيخ عماد الدين إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن محمد بن الأثير الحلبي الشافعي ذكر فيه أنه قرأ هذا الكتاب على ابن دقيق العيد، فشرحه له على طريقة الإملاء، وسماه إحكام الأحكام، وهذا الشرح مطبوع ومشهور بأنه لابن دقيق العيد. وشرحه العلامة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي في مجلدين. وشرحه العلامة ابن بدران في مجلدين، وسماه موارد الأفهام على سلسبيل عمدة الأحكام.

واعلم أيها الطالب للحق أن البحر الزاخر في هذا الموضوع، والمورد العذب، والوابل الصيب إنما هو مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة منقلبه ومثواه، وإنما منع الاشتغال به اشتغالاً كالاشتغال بالسنن أمور:

أحدها: كونه مرتباً على أحاديث الصحابة، وهذا الترتيب أصبح غير مألوف عند المتوسطين والمتأخرين، فصار بحيث لو أراد محدث أن يجمع أحاديث باب منه احتاج إلى مطالعته من أوله إلى آخره، وهذا أمر عسير جداً

ثانيها: عزة وجوده لطوله، فإنه قد ضم ثلاثين ألف حديث، وزاد عليه ولده الإمام عبد الله عشرة آلاف حديث؛ فصار أربعين ألفاً.

ثالثها: أن عزة وجوده كانت سبباً لعدم خدمته كما خدمت السنن وغيرها من كتب الحديث، ومع هذا فلم يعدم معتنياً به، فقد جمع غريب المسند أبو عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب في كتاب ذكر فيه ما في أحاديث المسند من اللغات الغريبة، وكان حنبلياً، واختصر المسند الشيخ الإمام سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقن الشافعي، وعليه تعليقة للسيوطي في إعرابه سماها عقود الزبرجد، وقد شرح المسند أبو الحسن محمد بن عبد الهادي السندي نزيل المدينة المنورة، وهو شرح مختصر مفيد حذا فيه حذو حواشيه على الكتب الستة، واختصر المسند أيضاً الشيخ زين الدين عمر بن أحمد الشماع الحلبي، وسماه در المنتقد من مذهب أحمد، وممن رتب المسند على الأبواب علي بن حسين بن عروة الدمشقي الحنبلي المعروف بابن زكنون فإنه رتبه في كتاب سماه كواكب الدراري في ترتيب مسند أحمد على صحيح البخاري، وطريقته فيه أنه إذا جاء حديث الإفك مثلاً يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض فيضعها بتمامها، وإذا مرت به مسألة فيها تصنيف مفرد لابن القيم أو شيخه ابن تيمية أو غيرهما وضعه بتمامه، ويستوفي ذلك الباب من المغني لابن قدامة ونحوه.

تاسعاً: كتب التفسير: فمن هذه الكتب، زاد المسير في علم التفسير وهو في أربعة أجزاء للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي، ومنها تفسير أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين العكبري الحنبلي، ومنها تفسير العلامة عبد الرحمن بن الشيخ محمد ابن الشيخ زين الدين أبي هريرة عبد الرحمن بن الشيخ محمد العمري العليمي يفسر تفسيراً متوسطاً، وإذا جاءت مسألة فرعية ذكر أقوال الأئمة الأربعة بها وفيه فوائد لطيفة، وأجل هذه التفاسير كلها وأنفعها تفسير الإمام الحافظ عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف ابن أبي الهيجاء الرسعني سماه رموز الكنوز، وهو في أربع مجلدات، وفيه فوائد حسنة، ويروى فيه أحاديث بإسناده، ويذكر الفروع الفقهية مبيناً خلاف الأئمة فيها.

عاشراً: كتب الطبقات الخاصة بتراجم الحنابلة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير