[هل هذه الكلمة صحيحة وفصيحة (مسبقا)؟]
ـ[طالب شريف]ــــــــ[09 - 04 - 07, 06:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
[هل هذه الكلمة صحيحة وفصيحة (مسبقا)؟]
فمثلاً، يقال في بعض الجمل: أشكرك مُسْبقاً.
فإن في نفسي منها شيئاً، ولعلها ليست من لغة أهل العلم الرصينة، فإن كانت من الألفاظ المحدثة، فهل تصح في اللغة أم أنها من الأخطاء الشائعة؟
أرجو البيان والتوضيح.
وجزاكم الله خيراً، ونفعني والمسلمين بعلمكم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 - 04 - 07, 02:25 م]ـ
الذي يحضرني الآن منها: ((مُسَبَّقاً))، من قول جرير:
(احبسْ رباطك حيثُ كنتَ مُسَبّقا) .... البيت
فقد نصوا على الفعل (سَبَّق)، فاسم المفعول منع: مُسَبَّق.
< اللسان والتاج: مادة (سبق) >
ولم أقرأ مرة: أسبق فهو مُسْبَق،
فليس كل فعل يقبل الزيادة بالهمزة،
ولعلي أتأمل المسألة وأعود إليك بما يطمئن إليه قلبي،
إن شاء الله، وبه التوفيق والعصمة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 04 - 07, 04:27 م]ـ
لا أرتاب بأن بيت جرير لا علاقة له بما نحن فيه. وعندنا بنجد كانوا يربطون المولود بخيط يدور عليه من قدميه إلى كتفيه، اسمه السِّباق، والفعل منه سبَّق، فالظاهر أن هذا ما قصد إليه جرير
وأما قول المعاصرين (أشكرك مُسْبقاً) فتفاصح غثّ، والصواب (مقدَّماً)، كما قال المتنبي:
نُسِقُوا لَنَا نَسْقَ الحِسَابِ مُقَدَّماً * وَأَتَى فَذَلِكَ إذْ أَتَيْتَ مُؤَخَّرَا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:52 م]ـ
عود القول إلى بيت جرير: (احبس رباطك حيث كنت مُسَبَّقا ...... )
يهاجي الفرزدق فيقول: امنع خيلك عن الخوض في سِباقٍ لم تبلغ يوما الفوز فيه،
فالمُسَبَّق هنا بمعنى المسبوق.
وجاء في تاج العروس (سبق): ((والمُسَبَّقُ، كمُعَظَّم: مَن يسبق مِن الخيل، قال الفرزدق:
من المُحرزين المجدَ يوم رهانه
سَبوقٌ إلى الغايات غيرُ مُسَبَّقِ
وسَبَّقتُ الخيلَ، وسابقت بينها: إذا أرسلتها وعليها فرسانها؛ لتنظرَ أيَّها تسبقُ))
قلت: فالفعل المستعمل للدلالة على شيء هيأته سلفا هو (سَبَّقَ)
وقولنا: (هذا اتفاق مُسَبَّق) معناه من معنى ما أوردناه؛
أي: مُهَيَّأ من قبل.
وجاء في التاج في المادة نفسها:
((أسْبَقَ القومُ إلى الأمر: بادروا))
قلت: فالأمر مُسْبَقٌ إليه، وقد نتأول المثال مدار البحث على ذلك،
فيكون معناه: اتفاق مُسْبَقٌ إليه؛ بمعنى تبادر أهله إليه،
ثم حذفوا الجار والمجرور تخفيفا جريا على سَنَنِ العربية،
فليس فيه غضاضة إن شاء الله،
وعلى ذلك يجوز الوجهان: مُسَبَّق و مُسْبَق
وبالله التوفيق.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:04 م]ـ
الأستاذ منصور وفقه الله
اتضح لي الآن أن تفسيري لبيت جرير يحتاج إلى إعادة نظر، مع أن السِّباق بمعنى القيد فصيح مذكور في القاموس، وقد أوقعنى فيه قوله (رباطك).
وتصحيحك للكلمة أيضاً يحتاج إلى إعادة نظر، لأن الألفاظ التي استشهدت بها فيها جميعاً معنى السباق والمسابقة والإسراع، وليس فيها معنى الاستعداد والتهيئة. ولا يخفى على شريف علمك وإدراكك: أن قولك (فعلته سابقاً) يفي بالمطلوب، لأن معناه أنك فعلت الفعل قبل الوقت المفهوم من سياق الكلام، وهو بعينه معنى قولك (فعلته مسبقاً). فقولك مثلاً (قابلت فلاناً وأنا أعلم مسبقاً أنه يكره التدخين) أصلح منه وأوضح قولك (قابلت فلاناً وأنا أعلم سابقاً أنه يكره التدخين). ولا داعي إذن إلى إكراه التسبيق والإسباق لأداء معنى يؤديه الفعل (سبق) ومشتقاته.
وأيضاً فالتسبيق وارد لمعنى آخر: جاء في القاموس (سبَّقت الشاة تسبيقاً: ألقت ولدها لغير تمام)، وإذن فالمُسَبَّق هو الولد المُلقى لغير تمام، وهذا يدخل في باب الإسراع الذي يرد منه النقص، لا من باب الاستعداد والتهيئة التي هي ضرب من الكمال.
على أنني وجدت في ترجمة فضل الشاعرة من الأغاني قوله (زارت فضل الشاعرة سعيد بن حميد ليلة على موعد مسبق بينهما)، والنص يحتاج إلى مراجعة خشية التصحيف.
بانتظار جوابك بارك الله فيك
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:23 م]ـ
أخي الكريم خزانة الأدب
سلمك الله وأعانك، وبعد،
فقد وجدت في بيانك إيضاحا قد يفي بإجابة سؤال السائل الكريم،
ولعل القراء الأجلاء يدركون شيئا غاب عني فيتقدمون به،
ولكم ولهم الشكر سلفا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - 04 - 07, 12:24 ص]ـ
راجعت النصّ في طبعتين من الأغاني فوجدت الصواب (على موعد سبق بينهما).
وبحثت عن (مسبقا) في الشاملة فوجدت عشرات النصوص لأهل عصرنا، ولم أجدها في نصّ قديم إلا تطبيعاً في كتاب واحد كما وقع في الأغاني.
ـ[محمد صبحي عبد الوهاب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 09:30 م]ـ
مُسبقاً
هي عربية بمعنى مُنجز أو مبكر
ـ[طالب شريف]ــــــــ[01 - 06 - 07, 05:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، إخوتي الكرام، وأحسن إليكم. وأخص منهم أخي خزانة الأدب.
مُسبقاً
هي عربية بمعنى مُنجز أو مبكر
مَن ذكر هذا أخي الفاضل؟ بارك الله فيكم.