تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

محا محاسنَها طاغٍ أتيح لها

ما نام عن هضمها يوماً ولا نعسا

ورجّ أرجاءها لما أحاط بها

فغادر الشُّم من أعلامها خُنُسا

خلا له الجو فامتدت يداه إلى

إدراك ما لم تطأ رجلاه مختلسا

وأكثر الزعم بالتثليت منفرداً

ولو رأى راية التوحيد ما نبسا

صِلْ حبلها أيها المولى الرحيم فما

أبقى المراس لها حبلا ولا مرسا

وأحي ما طمست منه العداة كما أحييت من دعوة المهدي ما طمسا

أيامَ سِرْتَ لنصر الحق مقتبساً

وبتَّ من نور ذاك الهدي مقتبسا

وقمت فيها بأمر الله منتصراً

كالصارم اهتز أو كالعارض انبجسا

تمحو الذي كتب التجسيم من ظلمٍ

والصبح ماحية أنواره الغلسا

وتقتضي الملك الجبار مهجته

يوم الوغى جهرة لا ترقب الخلسا

هذي وسائلها تدعوك من كثب

وأنت أفضل مرجوّ لمن يئسا

وافَتْكَ جاريةً بالنجح راجيةً

منك الأميرَ الرضا والسيدَ النَّدِسا

خاضت خضارة يعليها ويخفضها

عبابه فتعاني اللين والشرَسا

وربما سبحت والريح عاتية

كما طلبتَ بأقصى شده الفرسا

تؤم يحيى بن عبد الواحد بن أبي

حفص مقبّلة من تربه القدسا

ملك تقلدت الأملاك طاعته

دينا ودنيا فغشاها الرضا لبسا

من كل غادٍ على يمناه مستلما

وكل صادٍ إلى نعماه ملتمسا

مؤيد لو رمى نجماً لأثبته

ولو دعا أفقا لبى وما احتسبا

تالله إن الذي تُرجَى السعودُ له

ما جال في خلد يوماً ولا هجسا

إمارة يحمل المقدار رايتها

ودولة عِزُّها يستصحب القعسا

يبدي النهار بها من ضوئه شنبا

ويطلع الليل من ظلمائه لَعَسا

ماضي العزيمة والأيام قد نكلت

طلق المحيا ووجه الدهر قد عبسا

كأنه البدر والعلياء هالته

تحف من حوله شهب القنا حرسا

تدبيره وسع الدنيا وما وسعت

وعرف معروفه واسى الورى وأسا

قامت على العدل والإحسان دعوته

وأنشرت من وجود الجود ما رمسا

مباركٌ هديه بادٍ سكينته

ما قام إلا إلى حسنى ولا جلسا

قد نوَّر الله بالتقوى بصيرته

فما يبالي طروق الخطب ملتبسا

َبَرى العصاةَ وراش الطائعين فقل

في الليث مفترسا والغيث مرتجسا

ولم يغادر على سهل ولا جبل

حيّاً لقاحاً إذا وفيتَه بَخَسا

فرُبَّ أصيدَ لا تلفي به صَيَداً

ورُبّ أشوسَ لا تلقى له شوسا

إلى الملائك ينمى والملوك معاً

في نبعة أثمرت للمجد ما غرسا

من ساطع النور صاغ الله جوهره

وصان صيغته أن تقرب الدنسا

له الثرى والثريا خطتان فلا

أعز من خطتيه ما سما ورسا

حسب الذي باع في الأخطار يركبها

إليه مَحْياه أن البيع ما وكسا

إن السعيد امرؤ ألقى بحضرته

عصاه محتزماً بالعدل محترسا

فظل يوطن من أرجائها حرما

وبات يوقد من أضوائها قبسا

بشرى لعبد إلى الباب الكريم حدا

آماله ومن العذب المعين حسا

كأنما يمتطي واليمن يصحبه

من البحار طريقا نحوه يبسا

فاستقبل السعد وضاحا أسرَّته

من صفحة غاض منها النور فانعكسا

وقبّل الجودَ طفاحاً غواربه

من راحة غاص فيها البحر فانغمسا

يا أيها الملك المنصور أنت لها

علياء توسع أعداء الهدى تعسا

وقد تواترت الأنباء أنك مَنْ

يُحيي بقتل ملوك الصفر أندلساً

طهّر بلادك منهم إنهم نجس

ولا طهارة ما لم تغسل النجسا

وأوطِئ الفيلق الجرار أرضهم

حتى يطاطِئ رأساً كل من رأسا

وانصر عبيداً بأقصى شرقها شرقت

عيونهم أدمعاً تهمي زكاً وخَسَا

همْ شيعة الأمر وهي الدار قد نهكت

داءً وما لم تباشر حسمه انتكسا

فاملأ، هنيئاً لك التمكين، ساحتها

جُرْداً سلاهب أو خَطّيّة دُعُسا

واضرب لها موعداً بالفتح ترقبه

لعل يوم الأعادي قد أتى وعسى

@ @ @

ولابن الأبار أيضا في ندب بلنسية:

بلنسية ياعذبة الماء والجنى

سُقيتِ وإن أشقيتِ صوب الرواجسِ

أُحبُّ وأقلي منك حالاً وماضياً

بموحشة ألوت بعهد الأوانس

ومن عجب أن الديار أوَاهلٌ

وأندبها ندب الطُلولِ الدوارسِ (18)

المراجع والهوامش:

(1) انظر مقدمة الديوان، ص 25 - 26

(2) انظر ديوان ابن الأبار، ص 35 - 41.

(3) انظر القصيده في السندسية 3 - 537 ويذكر الأمير ارسلان في نهاية هذه الجزء أن الفراع من طبع هذا الجزء كان في شهر رجب سنة 1358ه - 1939م.

(4) أخذه من المثل: "الحديث ذو شجون" أي ذو فنون وأغراض.

(5) الإخالة: تفرس الخير وتوسمه.

(6) اللِّدات: جمع لِدَة وهو الذي ولد معك. والأتراب: جمع ترب وهو المساوي في السن.

(7) هو الحارث بن مضاض الجرهمي، وقد قال قصيدة بكى فيها تفرق قومه.

(8) الوُرْق: جمع وَرْقاء وهي الحمامة. لسان العرب (ورق).

(9) خضارة: عَلَم للبحر غير منصرف للعلمية والتأنيث. محيط المحيط (خضر).

(10) انظر الرسالة كاملة في نفح الطيب 6 - 253.

(11) انظر ديوان ابن الأبار ص 408 حرف السين.

(12) انظر: (أزهار الرياض)، 3 - 7.2 ..

(13) نفح الطيب 6 - 215.

(14) المصدر نفسه 6 - 91.

(15) انظر: العبر 6 - 339 340.

(16) نص القصيدة كما أوردها المقري في (أزهار الرياض) 3 - 207 وقد أوردها الأمير شكيب أرسلان في (الحلل السندسية) 3 - 534 سبعاً وستينً وكما وردت في ديوانه ص 85 خمساً وستين بيتاً، وذكر الأبياري أن سينية ابن الأبار بلغت الثمانين بيتاً، ولم أجد ذلك في المصادر التي بين يدي. انظر مقدمة كتاب المقتضب ص33.

(17) دساكر: جمع دسكرة: وهي بناء على هيئة قصر فيه منازل وبيوت للخدم والخشم وقيل: الصومعة.

انظر المعجم الصافي- ص 167 (دسكر).

(18) انظر ديوان ابن الأبار، ص 413.

المصادر والمراجع

1 ابن خلدون - العبر وديوان المبتدأ والخبر ج6.

2 المقري التلمساني- أزهار الرياض في أخبار عياض.

3 المقري التلمساني- نفح الطيب.

4 لسان الدين بن الخطيب- الاحاطة في أخبار غرناطة.

5 الحافظ الذهبي- سير أعلام النبلاء ج23.

6 أبو عبدالله الخشني- قضاة قرطبة دار الكتب الإسلامي - القاهرة.

7 الأمير شكيب أرسلان- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية.

8 د. .محمد رضوان الداية- المختار من الشعر الأندلسي، دار الفكر المعاصر-بيروت الطبعة الثالثة.

9 مقدمة كتاب تحفة القادم - تحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري.

10 - ديوان ابن الأبار- قراءة وتعليق الاستاذ عبدالسلام الهراس، الطبعة الثانية، 1420ه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير