تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأثبت الله لنفسه وجهاً بالجلال والإكرام، وحكم لوجهه بالبقاء، ونفى الهلاك عنه.

فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن، والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أن نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين، وعز أن يكون عدماً كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم (تعالى) الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه محمد ‘ قال الله (جل ذكره) في سورة الروم: (فآت ذا القربى حقه) إلى قوله (ذلك خير للذين يريدون وجه الله) وقال: (وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله)، وقال: (إنما نطعمكم لوجه الله) وقال: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى).

(4) (باب ذكر البيان من أخبار النبي المصطفى ‘ في إثبات الوجه لله جل ثناؤه، وتباركت أسماؤه، موافقة لما تلونا من التنزيل الذي هو بالقلوب محفوظ، وبين الدفتين مكتوب، وفي المحاريب والكتاتيب مقروء).

11 - (1):حدثنا عبدالجبار بن العلى العطار وسعيد بن عبدالرحمن المخزومي قالا: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر قال: لم نزلت هذه الآية على رسول الله ‘: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم) قال النبي ‘: (أعوذ بوجهك)، قال: (أو من تحت أرجلكم) قال النبي ‘: (أعوذ بوجهك الكريم)، قال: (أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض)، قال: (هاتان أهون وأيسر). هذا لفظ حديث المخزومي ومعنى حديثهما واحد.

12 - (2): حدثنا عبدالجبار بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسين بن الحسين، وأبو عمار الحسين بن حريث، وسعيد بن عبدالرحمن المخزومي، قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد عن أبيه، قال مرضت بمكة عام الفتح، فذكروا الحديث بتمامه.

وقالوا في الخبر قال: (قلت يا رسول الله أخلف عن هجرتي؟ فقال: إنك لن تخلف بعدي، فتعمل عملاً تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة)، قال أبوبكر: قد أمليت طرق هذا الخبر في أبواب الوصايا.

13 - (3): حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: ثنا حماد –يعني بن زيد- عن عطاء بن السائب، عن أبيه، قال: (كنا جلوساً في المسجد فدخل عمار بن فصلى صلاة أخفها، فمر بنا فقيل لة: يا أبا اليقظان: خففت الصلاة فقال: أو خفيفة رأيتموها؟ قلنا: نعم، قال: أما إني قد دعوت فيها بدعاء قد سمعته من رسول الله ‘ ثم مضى فاتّبعه رجل من القوم قال عطاء يرونه أبي، اتبعه ولكنه كره أن يقول اتبعته فسأله عن الدعاء ثم رجع فأخبرهم بالدعاء: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أجمعين أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسالك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق والعدل في الغضب والرضا، وأسالك القصد في الفقر والغنى وأسالك نعيماً لا يبيد، وأسالك قرة عين لا تنقطع، وأسالك الرضا بعد القضاء، وأسالك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسالك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين).

قال أبوبكر: ألا يعقل ذوو الحجا -يا طلاب العلم- أن النبي ‘ لا يسأل ربه ما لا يجوز كونه، ففي مسألة النبي ‘ ربه لذة النظر لى وجهه أبين البيان وأوضح الوضوح أن لله (عز وجل) وجهاً، يتلذذ بالنظر إليه من منّ الله (جل وعلا) عليه وتفضل بالنظر إلى وجهه.

وللنظر إلى وجهه يوم المعاد باب سيأتي في موضعه، منّ الله بهذه الكرامة على من يشاء من عباده المؤمنين.

قد أمليت أخبار النبي ‘: (من صام يوماً في سبيل الله ابتغاء وجه الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) بعضه في كتاب الجهاد، فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الموضع.

14 - (4): وروى سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي نهيك، عن ابن عباس عن رسول الله ‘ قال: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن ساء لكم بوجه الله فأعطوه).

حدثناه نصر بن علي الجهضمي، وإسماعيل بن بشر بن منصور السليمي، قالا: ثنا خالد بن الحرث، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير