عجبٌ لها!!
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 03:10 م]ـ
ما للفتَاة وقد أتَى =خطًُابُها تتجبرُ
ومضَت تصعِّرُ خدَّها =وعلى الفتى تتكبَّرُ
بالأمسِ كانَت ترتَجِي =رَجُلَ المنَى لو يحضُرُ
وتظَلُّ تدعُو ربَّهَا =علَّ العزوبَةَ تدبِرُ
ولكََم تمََنَّت لو دنَا = يومُ الزفافِ الأكبَرُ
وبَكَت وعضّت أنمُلاً = إذ قلبُها يتفَطَّرُ
لِمَ أختُها زُفّت وهِيْ = بينَ الأوانِي تُهجَرُ
والحَظّ يُسعفُ غيرَها = ويسوءُهَا فيكَشِرُ
ولكَم تَهامَسَ أهلُها = عنها وكَم ذا نَدَّرُوا
وتضَاحكُوا فكأنَّما = فِي جانبَيها خِنجَرُ
يا ويلَهُم لو يعلَمُو = نَ بمَا الفتَاةُ تفَكِّرُ
وبمَا يجُولُ ببالِهَا = في ليلهَا إذ تَسهَرُ
نارُ ُتَضَرَّمُ في الحَشَا = ولواعجُ ُلا تُحصَرُ
لولاَ مخَافَةُ ربِّهَا = لعَلاَ عويلُ ُ أحمَرُ
ولَربَّمَا لولاَ الحَيَا = فلأَظهَرَت ما تستُرُ
تلكَ الفتَاةُ على اللَّظَى = كانَت تَئِنّ وتُعصَرُ
فعلامَ لمَّا جاءَهَا = هذا الفَتَى المتَطَهِّرُ
هذاَ الحَيِيُّ المجتَبَى = في الصَّالحِين الخَيِّرُ
هزَّت لَهُ كتِفًا كمَن = لاقَاهُ قِردُ ُأغبَرُ
بل أظهَرَت من بُرجِها = صَلفًا ورَاحَت تَخطُرُ
وهِيَ التِي – يا ويحَهَا - = كانت عَلَيهِ تحفِرُ
وتكَادُ تقتُلُ نفسَهَا = لو أبصَرَتهُ يَعبُرُ
واليومَ جُنَّت يا تُرَى = أم عَزّ منهَا العنصُرُ
مَن مُخبِرُ ُعنِّي الفتَى = وهُوَ الأبِيُّ الأسمَرُ
مَنْ فِي ثيابِهِ عِزةُ ُ = وعَلَى لسانِه كوثرُ
يا صَاحِبي نلتَ المنَى = لا تأسَ ممَّا تبصِرُ
أغنَاكَ ربُّكَ بالنوَى = فاشكرهُ فيمَن يَشكُرُ
تلكَ التِي فارقتَهَا = لو جَدَّ وصلُ ُتغدِرُ
ولئن تعَالَت مرَّةً = فَلأَنتَ منهَا أجدَرُ
وأعزّ منهَا جانبًا = مهما تَراهَا تُظهِرُ
فهي النحاسُ المشتَرى = أبدًا وأنتَ الجوهَرُ
ومثالُها عَدُّ الحصَى = وسِواكَ شيءُ ُيَندُرُ
فانهض وسِر لا تلتَفِت = مهمَا حَلا لكَ منظَرُ
أو مَرَّ طيفُ ُعَابِرُ ُ = أو عبرَةٌ تتحَدَّرُ
لا خيرَ فيمَا أظهَرَت = إن سَاءَ منهَا المخبَرُ
ليست فتَاتُك بالتِي = تأسَى لهَا أو تغفِرُ
فاحفظ لوجهِك ماءَه = فبِهِ تعيشُ وتُحشَرُ
وارجع لربِّكَ وحدَهُ = فهُوَ الغنِيُّ المكثِرُ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 03:31 م]ـ
صدقت والله يا أستاذنا (عجب لها!!!)
بعد (شكاة عانس) يأتيها (الحَيِيُّ المجتَبَى في الصَّالحِين الخَيِّرُ) فتهز كتفها وتظهر صلفها
وهِيَ التِي – يا ويحَهَا - ... كانت عَلَيهِ تحفِرُ
وتكَادُ تقتُلُ نفسَهَا ... لو أبصَرَتهُ يَعبُرُ
الجواب (جُنَّتْ) لا أرى جوابا غيره
لكن هل يضر الفتى جنونها؟
مَن مُخبِرُ ُعنِّي الفتَى ... وهُوَ الأبِيُّ الأسمَرُ
فهي النحاسُ المشتَرى ... أبدًا وأنتَ الجوهَرُ
ومثالُها عَدُّ الحصَى ... وسِواكَ شيءُ ُيَندُرُ
فانهض وسِر لا تلتَفِت ... مهمَا حَلا لكَ منظَرُ
ليست فتَاتُك بالتِي ... تأسَى لهَا أو تغفِرُ
فاحفظ لوجهِك ماءَه ... فبِهِ تعيشُ وتُحشَرُ
شرف لي أن أكون أول مشارك.
دمت موفقا أيها الشاعر المبدع
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:51 م]ـ
وأنا أتساءل ماتساءلْتَ عنه! لماذا رغبت عنه؟ .. لعلها لم تجد فيه بغيتها ... أو لعل النصيب لو يواتها .. ولعلها تنتظر الحبيب الذي تباطأ او طال غيابه!!! كل شيء ممكن .. المهم أنك شددتني بقصيدة الظريفة هذه ... وهذا من علائم نجاحها .. والله أعلم
ـ[ضاد]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:57 م]ـ
قصيدة جميلة جدا, خفيفة, سهلة الألفاظ والمبنى, تحمل معاني صادقة ورسالة واضحة.
هناك سهو عروضي في هذا البيت:
مَنْ فِي ثيابِهِ عِزةُ ُ
وعَلَى لسانِه كوثرُ
حيث أن هاء الضمير المتصل غير المسبوقة بسكون تمد لزوما في الميزان الشعري.
وفي هذا البيت سهو نحوي:
وأعزّ منهَا جانبًا
مهما تَراهَا تُظهِرُ
حيث أن \مهما\ من الجوازم والله أعلم.
أحب هذا النوع من القصائد, وقد أطربتني بقصيدتك هذه.
بوركت وسلمت.