[إلى الحاضر الذي أصبح ماضيا!]
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 10:26 م]ـ
إخواني وأخواتي في منتدى فصيح .. يامن دخلت المنتدى لأتعلم منهم .. وما زلت أرجو ذلك .. وقد استفدت كثيرا _يعلم الله_ منكم .. ولكن لا أدري لماذا تشهد المشاركات الشعرية لي ولأمثالي من المبتدئين ركودا شديدا في الردود؟
سأترك التفكير في هذا السؤال. وأطرح بين يديكم هذه القصيدة .. راجيا أن تعقبوا ولو بالقليل.
مفاوزٌ بين أضلاعي وأنهار = ولجةٌ مازجتها في الحشا نار
وجنة أثمرت بشْرا فطاف بها = في غفلة تحت جنح الليل إعصار
وقد تبدّل زرع الأنس إذ نفشت = فيه الحوادث فاجتالته أكدار
يارُبَّ دمع جرت في الصدر أنهرُه = والعين لم تدرِ أنّ الدمع مدرار
تساءلوا برهة لما أرقت لهم = دمعي .. فسرت وهم في دربهم ساروا
(قذىً بعينك أم بالعين عوّار = أم ذرّفتْ إذ خلت من أهلها الدار؟)
وما وقفتُ على الأطلال أندبها = كلا ولم يُبكني بالحرص دينار
ولا الأماني التي أملت تأسرني = وكيف تأسرني والدهر أقدار؟
وما حفلتُ بليلى والديار ولا = ليلى درت بيَ كي يجترّ تذكار
لكن تذكرتُ أياما فواحزني = ذكرى تؤرقني والليل أخبار
ولا تلم عاشقا يبدي صبابته = حتى تذق ما به فالعشق أسرار
كنا صغارا وساح البيت مرتعنا = واليوم مرتعنا بيْدٌ وأقطار
ومنتهى همّنا إذ ذاك أحجيةٌ = والعقل في حلّها يُجدي ويحتار
فما لنا اليوم تعيينا حوادثنا = وأقفرت من ثمار الفهم أفكار؟!
أيا سقى الله رحْبا كان يجمعهم = وأورد الماءَ رملا فوقَه ساروا!
بالأمس كم خطوة في الأرض قد غرسوا = لتَنبتَ اليوم للتذكار أزهار
مدحي وإن طال لا توفيه قافيتي = وهل يضاهي شعاعَ الشمس إسفار؟!
هي الطفولة فلترضيك أحرفُُها = وإن أبيتَ فلن تكفيك أسفار!
مَن مبلغ الصحب أني بعد فرقتهم = كطائر والسما برقٌ وأمطار
يمضي وحيدا فلا الأشباح تصحبه = في نأيه .. والمدى طول وإقفار
أو زورقٍ رافق الأمواجَ مرتقباً = إذ بالشواطي بدايات وإبحار!
الدمع في صدره والبحر أسفله = كلاهما قاتلٌ .. والبحرَ يختار!
تمضي السنين كأعداد تمر بنا = نكاد في عدة الأعمار نحتار
والعمر-إن شئت فيه الحق- ليس سوى = ما أنجز المرءُ .. فالأعمار إعمار!
نحو السماء تسير الناطحات بنا = ونحن أكثرنا يغريه إحدار!
يا نفس أين جمال الروح ... غادرنا = أم أنه حاضرٌ تخفيه أستار؟
إني لأسمع صوت الطفل في خلَدي = فيجفل الشعر بي والدرب أسوار!
وأمتطي صهوة الذكرى وقافيتي = تسابق الصدر والأوراق مضمار!
أنا هنا ... لاغروب الأمس أمهلني = ولا شروق غدي تُثنيه أعذار!
وساعتي قرب ماضٍ ليس يفصلها = إلا تطاير أفراخ ....... وقد طاروا!!
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 09:25 ص]ـ
شاعرنا عاشق القلم
والعمر-إن شئت فيه الحق- ليس سوى
ما أنجز المرءُ .. فالأعمار إعمار!
ما أجمل الحكمة محكمة بلاغة وبيانا!
قصيدتك قصيدة شاعر رقيق العاطفة
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 09:53 ص]ـ
تبارك الرحمن ..
أحرف محكمة ماتعة .. جالت بنا في روابٍ و وهاد ..
زادك الله من فضله.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 11:19 ص]ـ
قصيدة تنم عن شاعرية متمكنة
فتح الله عليك كل خير
" حتى تذق ما به فالعشق أسرار" لا يجزم الفعل تذوق بعد حتى، فما عادت جواباً للطلب
" مَن مبلغ الصحب أني بعد فرقتهم
كطائر والسما برقٌ وأمطار" انظر أخي إلى (مبلغ) فإن كان فوق الغين ضمة واحدة فالمعنى من الذي أبلغهم، وإن كان فوقها ضمتان فالمعنى: من يبلغهم؟ مستقبلاً، ولعلك تريد الثانية، ولكنك جئت بضمة واحدة
لك ودي وشكري
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 05:38 م]ـ
بضمتين لا يستقيم الوزن:
من مُبْلِغُنِصْصَحْ = --ب ب -
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 05:01 م]ـ
أستاذي الكريم محمد الجهالين ... سعدت عندما رأيتك تعقب على القصيدة وتثني عليها فرجوت أن يكون لها حظ من الجمال لجمال ذائقتك.
أختي الكريمة لؤلؤة البحر .. حياك الله .. شكرا لهذا التعقيب .. وزادك الله من فضله
أستاذي الفاضل همس الجراح ... ثق تماما أن لكلماتك عندي معنى وأي معنى .. ووقوفك وتعديلك لهذه القصيدة يعني لي الشيء الكثير.
قلتَ:
" حتى تذق ما به فالعشق أسرار" لا يجزم الفعل تذوق بعد حتى، فما عادت جواباً للطلب. لقد عدلته بناء على تعقيبك فأصبح: إن لم تذق ما به فالعشق أسرار.
وقلتَ:
" مَن مبلغ الصحب أني بعد فرقتهم
كطائر والسما برقٌ وأمطار" انظر أخي إلى (مبلغ) فإن كان فوق الغين ضمة واحدة فالمعنى من الذي أبلغهم، وإن كان فوقها ضمتان فالمعنى: من يبلغهم؟ مستقبلاً، ولعلك تريد الثانية، ولكنك جئت بضمة واحدة.
وبناء على تعقيبك هذا عدلته أيضاً فصار: من يبلغ الصحب ........ رغم حزني على: مبلغ!
شكرا لكم جميعا
وأتمنى من الإخوة والأخوات أن يمروا بأدواتهم على هذه القصيدة .. في انتظار المزيد لا عدمناكم ..
¥