تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللصوص .. (قصة قصيرة)]

ـ[فارس]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 02:47 م]ـ

مقدمة لا بد منها .. !

هذه قصة قصيرة سأضعها هنا و ..

أرى أفواها فاغرة و عيونا تتساءل: وهل تكتب القصة القصيرة؟ و منذ متى؟

غريب، حسبتُ هذا معروفا .. و لكن لا بأس، الآن تعلمون أني أفعل، أو بالأحرى كنتُ أفعل في عهد مضى .. الأذكياء منكم قد استنتجوا بلا شك أنها ليست من جديدي، و هم محقون، هي ليست من جديدي، بل هي من قديمي الغارق في القدم، تذكرتها صدفة، و لقيتها صدفة، فنفضت عنها الغبار، و طالعتُ سنة كتابتها، و عددتُ فارق السنوات، فوجدت أني كنت حينها ابن أربعة عشر خريف .. !

ففكرت أن أضعها أمام القراء، قبل أن تموت في دفاتري، و هي قصة مسلية، أو أحسبها كذلك:)، سأتركها هنا كما هي دون تنقيح، أو تصحيح لبعض هناتها، لا لشيء إلا لأن الهنات نفسها باتت جزءا من سحر تلك الأيام المنصرمة.

اللصوص (قصة قصيرة)

إنهم اللصوص ...

ولكن .. هذا غريب ... ؟!

إنهم ليسوا لصوص .. أعني ... إنهم لصوص و لكن ... هذا غريب ... ؟!

فأن يتسلل اللص خفية ويسرقك ... فهذا أمر طبيعي ...

وأن ينهبك اللص وأنت بغفوة أو هفوة .. فهذا أمر معتاد ...

ولكن ...

أن يأتيك اللص ويسرقك و ينهبك ... و أمام عينك و أنفك، وبوقاحة مستفزة ... ؟؟!!!

فهذا شيء غير طبيعي أبدا ...

وهذا بالضبط ما كنت فيه ..

إنهم يسرقوني و يأخذون ما تشتهيه أنفسهم، ويسرحون و يمرحون، أمامي و بكل صفاقة ووقاحة ... !!

المشكلة أنهم ليسوا شخصا واحدا، بل هم كثر، كثر جدا، و لكنهم يسخرون مني بلا شك، أوَ يسرقوني في بيتي و أمامي .. ؟؟؟!!!

هنا .. اشتعل الغضب في نفسي، و تأججت نيرانه، لتندفع عبر عروقي، و تتجمع في حنجرتي ثم .. (بوووم) .. انطلقت كتلة اللهب من فمي، على شكل صرخة دوت كهزيم الرعد:

ـ توقفووووووووا ...... ؟؟؟؟

ـ ..............................................

وكانت المفاجئة من نصيبي أنا هذه المرة ...

فقد ذهبت صرختي هباء منثورا، هذا لأنهم و لا كأن شيئا قد حصل، بل إنهم لم يأبهوا حتى لصرختي ولم يعيروها أي قدر من الاهتمام ....

هنا .. ازداد الغضب في نفسي .. حتى بدوت كبركان تيرانو وهو يكاد ينفجر .. و لجأت إلى الكلمة السحرية في نفوس اللصوص .. الكلمة الوحيدة التي يدق لها ناقوس الخطر في نفوسهم، فتراهم يصعقون لسماعها .. و ...

ـ شرطة ... !

ـ ...............................................

كلا .. طفح الكيل، أيستخفون بي .. !!، سأجعلهم يندمون على هذا ... ،

قلتها وأنا أخرج يدي من جيبي، فبرزت حاملة ...... قنبلة .. ؟؟؟؟؟!!!!!!

هههههههه، ارتعدوا أيها اللصوص .. ، فسأرمي القنبلة الآن، وليحدث ما يحدث ....

قلتها و أنا أرفع يدي و أهم بإلقائها بكل قوة و ....

ـ ما الذي تفعله هنا .. ؟؟

انتفض جسدي و أنا أتطلع لصاحب الصوت، ولكني لم أعبأ له .. ورميت القنبلة بسرعة قبل أن يوقفني أحدهم، فقفزت القنبلة من يدي وأكملت رحلتها القصيرة لتسقط بين اللصوص ووسطهم، و ...

ـ ماذا فعلت أيها التعس .. !!

و امتدت أنامل طويلة، واعتصرت أذناي ولوتهما بمهارة من اعتادت هذا ...

ـ آااخ .. آااااي .. ولكن ماما ..

ـ كفاك عبثا أيها الشقي .. حسابي معك في وقت آخر ...

و أمسكت بيداي الصغيرتين واللتان تستشف منهما أني في السادسة من عمري، وجرتني وراءها و أنا مطرق الرأس أجر خيبتي معي، عندها ...

التفت للوراء و ألقيت نظرة أخيرة على جيش اللصوص خلفي ...

جيش النمل الذي غزا سكاكري التي أحبها، و أخذ يسرق منها ما يشاء في طابور عظيم ...

جيش النمل الذين سقطوا صرعى بفعل قنبلتي ..

قنبلتي الفتاكة، أو بالأحرى قل ...

بالونة الماء التي أعددتها،

لمثل هذه المهام الصعبة ...

((تمّت))

ـ[الوافية]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 07:55 ص]ـ

ستبقى مشاغبا ولو حملت على ذات ألواح ودسر.

قصة جميلة وبخاصة نهايتها ومقدمة رائعة.

والأجمل أنك لم تغير فيها شيئا.

بوركت.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:51 ص]ـ

بوركت أخي المشاغب حتى مع النمل!

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 07:23 م]ـ

فوجدت أني كنت حينها ابن أربعة عشر خريف .. !

هكذا النبوغ تبدو بوادره من الصغر

حتى لو كانت معركة مع النمل

دمت مشاغبا

ـ[سيف الدين]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 10:16 م]ـ

جميلة خربشات الطفولة , مليئة بالبراءة , وليتنا بقينا أبرياء

ولكن هيهات هيهات

دمت بريئا

ـ[منيرفا]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:20 م]ـ

قصة جميلة أخي المشاغب والأجمل ماتحمل من برأة

دمت بود

ـ[رسالة]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:55 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"هي قصة مسلية، أو أحسبها كذلك، سأتركها هنا كما هي دون تنقيح، أو تصحيح لبعض هناتها، لا لشيء إلا لأن الهنات نفسها باتت جزءا من سحر تلك الأيام المنصرمة."

نكتفي بهذا الاقتباس.ونتابع ما سطرته يوما أنامل طفل يسير على طريق الإبداع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير