[قصة حقيقية بعنوان "ذبول زهرة"]
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 05:46 ص]ـ
هذه قصة حقيقية سمعتها منذ سنوات في المستوى الأول لي في الجامعة
ذلك اليوم كنت أسير في ساحة الجامعة ورأيت حلقة ذكر تلقي فيها إحدى
المحاضرات كان أسلوبها رائع حكت هذه القصة وهي في أوج تأثرها
فقد كانت تعرف صاحبت هذه القصة لفت انتباهي كلمات كانت ترددها
وهي قولها لا تقولي أنا التزمت وتثقي في نفسك أنك لن تقعي في الفتن
ولكن أكثري من قول ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
أثرت في هذه القصة وأحببت أن أوصلها لكل الناس
فكنت أرويها شفهياًَ إلى أن سنحت لي الفرصة بكتابة القصة
بأسلوبي الهدف أخذ العظة والعبرة منها وأحتاج أرائكم في أسلوبي
الأدبي وهل أستمر في الكتابة القصصية أم أتوقف
أطلقت على القصة عنوان
"ذبول زهرة"
هي زهرة رائعة الجمال من أزاهير الحياة ... تسربلت بجلباب الحياء، فأشرقت بأنوارها ظلمات البحار يالها من أنوار سلبت القلوب والعقول ...
اعتادت أن تبث عبق أريجها في كل مكان وتمد يد العون لكل إنسان فكانت بقلبها الرحيم وفيض حنانها تحافظ على رياحين منزلها كطائر ليس له سوى جناحيه ليحتضن صغاره ... ففي كل صباح تذهب بأخواتها مع سائق قد أحضره الوالد
وبعد إيصال أخواتها تذهب إلى الجامعة لإكمال مشوارها التعليمي
كانت عفيفة طاهرة مظهرها يدل على الهيبة والوقار ....
متلفعة بعباءة الحشمة والحياء، حجابها حجاب المرأة المسلمة التي تطيع ربها
ولكن .. الذنب الذي اقترفت .. أنها ألفت المضي بهذا الطريق
متحصنة بعفتها وحيائها .. ومضت وتيرة حياتها وهي سائرة فيه
دون أدنى ريبة أوجل
حياة أعتادها كثير من الناس
وفي ذات يوم رأت السائق ... هذا الشاب المحترم الذي لم يُر منه سوء
وهو يأخذ بيده السم الزعاف "إنه السيجارة "
أخذها بيده وقربها من فيه .. ونفث دخانها في أجواء السيارة بعد أن ذهب ثلثيه
في جوفه ... هنا تحركت في قلبها مشاعر مختلطة
يا لله شاب يقذف بنفسه إلى الموت " ينتحر" وأنا أنظر ياإلهي ماذا أفعل؟!
أأحدثه لعله يستجيب لي ويهديه الله فأكون سبب هدايته ...
أم أصمت وأراه يموت أمام عيني ..
عاشت صارعا داميا في قرارة نفسها وتوصلت إلى القرار الأخير
تكلمي وانصحي
أين غيرتك على حرمات دينك أن تنتهك؟!
أين خوفك على شباب أمتك من الضياع؟!
تكلمي وبصوت محترم ولا تتغنجي بالكلام هنا
استمعت إلى هذا النداء
فكسرت جدار الصمت ... واخترقت بصوتها سحائب الدخان قائلة:
"يا فلان " ألا تعلم أن الدخان حرام ... وقد حرمه علمائنا
ألا تعلم أنك تقتل نفسك ... اتقي الله واترك التدخين
عندما وصل إلى أسماعه هذا الصوت الناعم وبيده لفافة السيجارة
خالط هذا الصوت الناعم آثار المعصية التي يرتكبها فحرك في القلب الكوامن
وقال لهابصوت وديع: آه يا أخيه ادعي لي الله أن يعافيني من هذا البلاء
أود تركه ولكن لا أستطيع ذلك
فادعي لي لعل الله يستجيب منك
ومن هنا كانت بداية النهاية ... نسج العدو المتربص خيوطه ليوصل بين قلبه وقلبها
فأصبحت تشفق عليه وتذكره في ليلها ونهارها
وأصبح يصطنع الأحداث التي تضطرها للحديث معه لأنه في شوق لسماع صوتها يوميا
مدة "الخمس دقائق أو العشر دقائق " الوقت الذي يوصلها فيه إلى الجامعة بعد إنزال أخواتها
حتى ضمن أنه تمكن من قلبها وتربع في بؤرته
عندها أصبحت تمل من يومي الإجازة "الخميس والجمعة "
لأنها لا ترى فيها حبيب القلب ... طال بهما الحال وهما كذلك
حتى جاء اليوم الذي صارحها فيه بمشاعره فقال لها: بكل مكر مغلف بالوداعة
يا أخيه أود أن أعترف لك أنني أحبك .. وأرغب في الزواج منك .. فما رأيك؟!
قالت له: وأنا كذلك .. إذن ما رأيك أن تذهب لأهلي وتخطبني منهم
قال لها: طبعا هذا الذي أريد
ولكن لا بد لي أن أراك قبل ذلك .... نظرت إليه بتعجب تراني؟!
ولكن كيف؟! ومتى؟! وأين؟!
فقال لها: بعد الجامعة وقبل أن نأخذ أخواتك ... وقت قصير جدا ولن نتأخر عليهن
قالت: حسنٌ .. ولكن أين؟!
قال: عند أهلي .. في بيتنا هناك أراك ويرونك الأهل ..
ترددت في البداية ولكنها طاوعته لأنها تحبه
فذهب بها إلى منزله .. وبين جنباته قلب ذئب كاسر
يتربص بفريسته يريد أن يفتك بها في أي لحظة وعندما وصلا إلى المنزل
ادخلها من باب خلفي لا يعلمون أهله بمن دخل المنزل ثم أدخلها
بغرفة بعيدة عن الأهل ... كان ذلك قسم الرجال طلب منها أن تفتح له عن وجهها ليراها
وعندما فتحت له وجهها ... لم يتمالك إلا أن قال لها: أنت التي أريد
فطلب منها أن تسمح له أن يقبلها ... ويا لله لقد تمكن من شغاف القلب فطاوعته
حتى أنه طلبها لنفسه فمكنته من ذلك ... وهنا ذبحت العفة وضاعت الطهارة
وفتك الذئب بفريسته .. ثم خرجت معه ليعيدها إلى بيت أهلها وهي لازلت في سكرها لم تستفق لأنها تحبه .. وتأمل أن يكون زوجا لها
ولكن هذا الشاب ألقى بها في بيتهم جثة هامدة
وترك العمل عندهم ليبحث عن فريسة أخرى يفتك بها
ترك المسكينة تعاني من ويلات الفراق .. وحرقة المعصية
ولسان حالها يقول إذا زارها طيفه:
يا زائر الليل إن القلب منكسرٌ
ما لي وللعشق في حمئة الألم
ضاعت هذه الزهرة وأصبحت أشلاء مبعثرة فأخذت تتصل عليه وتتوسله أن يتزوجها
فقال لها وهو مكشر عن أنيابه: أنا مستحيل أتزوج بفتاة فاجرة .. زانية
هنا كانت طعنة الخنجر المميته
هنا استفاقت من سكر العشق
هنا قالت: وآ عفتاه
ولكن بعد فوات الأوان
نسأل الله السلامة والعافية من الفتن وسوء المآل
لكم التحية والتقدير
أختكم ضياء الأمل
¥