تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دموع تضيء في ليل العراق]

ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 06:59 م]ـ

الشعرُ يهمي وغيثُ الحرفِ ينهمرُ=ولي يراعٌ به أسمو وأفتخرُ

ولي فضاءٌ بهِ تختالُ أجنحتي=وفيهِ ترحلُ آمالي وتزدهرُ

ولي غيومٌ غداةَ البرقِ أعرفها=ولي رياحٌ ولي رعدٌ ولي مطرُ

ولي سفوحٌ بها ترتاحُ قافلتي=إذا تعبتُ , ومنها يبدأ السفرُ

درجتُ فوقَ ضفاف الشعرِ منتشياً=ومن قوافيه أجّتْ هذه الصورُ

وقد أضجّ كموجِ البحر إن لمحتْ=عيناي طيفَ ذليلٍ مسّهُ الكِبَرُ

وأمةً في احتدام الشر ليس لها=عند الملماتِ لا سعدٌ ولا عمرُ

يا أيها الشرقُ إنّ الدهرَ ذو غيَرٍ=يشتت الشملَ لا يبقي ولا يذرُ

كأنّ نعماءهُ حُبلى بأبؤسهِ=من ساعة الصفو يأتي بعدها الكدرُ

أأكتبُ الحرفَ عن حزني وعن ألمي=عن احتراقِ دمائي وهي تنتحرُ؟

لحنٌ على شفةِ الفجرِ الحزين أنا=مضرّجٌ بدمِ المأساة منصهرُ

كلي بكاء .. وتاريخي عليهِ رؤىً=كئيبةٌ بُمدى الآلام تُحتضرُ

لم تبق أغنيةٌ تجدي ولا وترُ=على العراقِ ولا نوحٌ ولا ضجَرُ

ولا سلامٌ يعيدُ الأرضَ ناصعةً=من غاصبٍ طبعهُ العدوانُ والبطرُ

يا أيها القاعدون الآنَ في دعةٍ=يغشاكم العجز والخذلانُ والخوَرُ

أين الفداء الذي كانت طلائعهُ=يوماً على البغي والطغيان تنتصرُ؟

وأين أسلحة الحرب التي صدئتْ=تحت السراديب لا نارٌ ولا شررُ؟

ما زلتمُ جثثاً شوهى محنطةً=يغولكم في الظلام الجنسُ والخدرُ

تبدد الفجرُ والشعبُ الذي احترقتْ=بغدادُ من أجلهِ مازالَ ينتظرُ

يا أيها المطفئون الشمسَ هل نسيتْ=فلولكم فارساً ما خانهُ الكِبَرُ

سعى إلى الموت ليس الخوفُ يمنعهُ=يقدم الروحَ لا وانٍ ولا حذرُ

تقدّم الليثُ يفدي عزّ أمتهِ="للحبل" في كفهِ الآياتُ والسورُ

صدامُ في العيد ضمّ الموتَ مبتسماً=والشرقُ منذهلٌ والغربُ منبهرُ

ما سالَ من جرحهِ إلا الدمُ العطرُ=فدىً لبغدادَ والعقبى لمن صبروا

ومن أرادَ حياةَ العز جادَ لها=بالروح والقلبُ بالإقدام يأتزرُ

أما اليهود فما كانت عزائمهم=يوماً ترومُ لنا داراً وما قدِروا

كانوا الأذلَ من الأعداءِ منزلةً=ولا كيانَ لهم مهما سعى البشرُ

واليومَ يجمعهم إغراءُ فرقتنا=مازالَ ينقصنا رأيٌ به الظفرُ

تبقى الجريمة يشتط الطغامُ بها=حتى يمصّ دماءَ المجرم القدَرُ

وللدياجر أقمارٌ مجاوبةٌ=إذا دجا أفُقٌ جلّى له قمرُ

وقد يعودُ زمانٌ خابَ آملهُ=والنبعُ حتى من الجلمود ينفجرُ

ما نبَّ شرٌ فإنّ الخيرَ يسحقهُ=وما سجا الليلُ إلا غالهُ السَحَرُ ______

تأبط شعراً = عبدالعزيز الحميضي

ـ[مرمر محمود]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 07:18 م]ـ

بجد بارك الله فيك ده احلى شعر انا قراته فى حياتى

ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 01:51 ص]ـ

أشكرك يا مرمر ,, هذا لطف منك

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 03:36 ص]ـ

ولي يراعٌ به أسمو وأفتخرُ

إي والله لك الحق أن تسمو وتفتخر فقل من يملك مثل يراعك

يراع يملك موهبة شعرية مبدعة

يراع يبكي لآلام أمته بكاء الجريح الصابر لا المريض اليائس

يراع يرقب دياجير ظلام الهزيمة فجر النصر

يراع تنساق له الألفاظ راغبة لا مكرهة

يراع يرسم بالحروف صور فنية عالية

يراعٌ تأبط شعرا

سلمت وسلم يراعك

أسأل الله أن يفرج كرب أمتنا

ـ[صريعُ الغواني]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 01:54 م]ـ

ياعبدالعزيز

كلنا نسموا ونفتخر بهذه الشاعرية الفذة

أنصهرت في كل بيتٍ قرأتهُ هنا

وما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

دمت

ـ[براهمه]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 01:46 ص]ـ

ما شاء الله

والله ان قولك لجميل

وقد أعجبني كتيرا قولك

كأنّ نعماءهُ حُبلى بأبؤسهِ

من ساعة الصفو يأتي بعدها الكدرُ

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 09:50 م]ـ

شكرا لك على هذه الرائعة

يا أيها الشرقُ إنّ الدهرَ ذو غيَرٍ ...

يشتت الشملَ لا يبقي ولا يذرُ

أكثر الأبيات تأثيرا لي

ـ[جلمود]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 03:12 ص]ـ

سلام الله عليكم،

وبارك فيكم،

قصيدة رائعة حقا! وحُق لك أيها الفتى أن تتأبط الشعر بييتك هذا:

كأنّ نعماءهُ حُبلى بأبؤسهِ ** من ساعة الصفو يأتي بعدها الكدرُ

وتلك كلمات وظنون حول القصيد أبديها، وبعض الظن ـ إن لم يكن أكثره ـ إثم.

درجتُ فوقَ ضفاف الشعرِ منتشياً **ومن قوافيه أجّتْ هذه الصورُ

قال ابن فارس " (أجّ) وأما الهمزة والجيم فلها أصلان: الحَفيف، والشدّة إمّا حرّاً وإمّا ملوحة. "، فأي هذه المعاني تقصد؟، وما معنى (من) هنا؟ هل السببية كما هو المتبادر إلى الذهن لصحبتها الفعل (أج)؟ أم ماذا؟

وقد أضجّ كموجِ البحر إن لمحتْ ** عيناي طيفَ ذليلٍ مسّهُ الكِبَرُ

أظن أن استخدام (قد) هنا فيه ضعف؛ لما توحيه من دلالات الشك والتوقع في حدوث الفعل، لاسيما وقد رشح لهذا المعنى حرف الشرط (إن) الذي يفيد الشك غالبا، وكان من الممكن أن يستخدم الشاعر (إذ) فيخرج من إيحاءات الشك إلى ظلال اليقين والاستمرار، لاسيما إذا اعتبرناها ظرفية.

وأظن أن هذا البيت هو المخلص من تلك المقدمة الفخرية إلى غرض القصيد، وذلك إذا اعتبرنا أن لفظة (أمة) منصوبة على العطف على (طيف)، وإنني أتساءل ما العلاقة بين هذه المقدمة وغرض القصيدة؟

ما سالَ من جرحهِ إلا الدمُ العطرُ**فدىً لبغدادَ والعقبى لمن صبروا

أظن أن انتهاء العروض بحركة غير منونة ليس جائزا إلا في التصريع.

تقدّم الليثُ يفدي عزّ أمتهِ **"للحبل" في كفهِ الآياتُ والسورُ

أظن أن معنى (الآيات) هنا المعجزات، فما وجه (السور) هنا؟ أم أن أصلها الصور بالصاد؟

ما زلتمُ جثثاً شوهى محنطةً ** يغولكم في الظلام الجنسُ والخدرُ

أظن أن هذه الكلمة تحتاج إلى ضبط حركة الدال؛ ليتميز المعنى.

أأكتبُ الحرفَ عن حزني وعن ألمي ** عن احتراقِ دمائي وهي تنتحرُ؟

أظن أن هذه الجملة في محل نصب حال من (دمائي)، فكيف يكون المعنى إذن! هل الدماء تحترق انتحارا؟ أم إنها تحترق من أجل الحزن والأسى، فالأمر ليس بيدها، بل ولا تريد أن تنتحر.

والسلام!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير