تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قلم "برومثيوس"]

ـ[الرياني]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 07:31 م]ـ

السلام عليكم .. هذه مشاركتي الثانية في هذا المنتدى، أتمنى أن تجد قبولا عندكم.

في بلادي لا يكون الشاعر شاعرا إلا إذا انغمس في مستنقعات الحداثة وتوشح بطلاسمها، أو أن يكتب مادحا متزلفا منبطحا ليكون من الشعراء المؤلفة جيوبهم. ولما لم أستطع أن أكون أحد هذين عشت مهمشا مبعدا عن الثقافة وأوساطها.

[قلم "برومثيوس"]

قلمٌ يُحَاوِرُ أحْرُفِي وتُسَاجِلُه

وَيَنُوءُ من ثِقْلٍ .. تَئِنّ مفاصلُه

وقصيدتي الثوب القَشِيبُ كأنّها

وَشْيٌ لنوّال تجودُ مغازِلُه

جاءت فَزَنْبَقَتِ السطورَ وَفَرْدَسَت

تُنْبِيكَ عن حُسن الربيع أوائلُه

في متحف الإبداع نصب قصيدتي

من وَحْيِ فكري طينُهُ ومعاولُهُ

أنا شاعرٌ مُتصعلكٌ مُتأبطٌ

حزنا .. إذا ضاقتْ تزيد مشاكلُه

متسولٌ وطنا له متوسلٌ

أيُرِقُّ قلبَ السامعين توسلُهُ؟

وتطوف بي الآمال يبقى نيلُها

حلما .. تُطَوِّفُ حوله وتماطلُه

فَتَصُدُّ كالبيتِ العصيّ تَمَنّعا

وتلوح كالنص الجديد أُحاولُه

...

الشعرُ يَشْكُونِي الحداثةَ إنّها

هَزَأَتْ به واسْتَسْهَلَتْهُ تُطاوله

وشكاني الحمقى الذين قصيدهم

لا شيء غير الوزن حين تحلله

فيضيع بين مُطلسم ومُباشر

هذا يتفهه وذاك يعطله

كالطفل تفسده القساوة دائما

ويضيع إن كان الجميع يدلله

الشعرُ من عندي تَسيرُ جُمُوعُه

وإليّ تُقفل في الإياب قوافلُه

وتُشد لي – حين انتشيتُ – رحالَه

وتحجّ لي أقوامُهُ وقبائلُه

وَيَجِيءُ مُنقادا إليّ يهابُنِي

لا غَرْوَ .. ! عندي قيدُه وسلاسلُه

أنا خادم الشطرين أهزأ بالغثى

أنا سادن النص القديم وعاهله

تُزجي رياحُ الفكرِ غَيْمَ براعةٍ

فتفيض بالشعرِ البديعِ جداولُه

أنا مهرجان الغيم هَطْلُ قصائدي

كالنور لا يَذَرُ الظلامَ تهاطُلُه

أنا شاعرٌ جعل الدموع مداده

وتَخُطّ آهاتِ القلوب أنامِلُه

كم جاهلٍ ظَنّ القصيدةَ مَرْتَعا

للتَرَهَاتِ .. وكم جَهِدْتُ أعدّلُه

حَتّامَ يا قلمي تُجادِلُ تافِها؟!

ارْبَأ بنفسك تافهٌ وتُجَادِلُه!!

أعْرِضْ عن الحمقى ولا تَحْفَلْ بهم

وَلَخَيْرُ طِبّكَ للغبي تجاهُلُه

قد يُرْفَعُونَ وإنّمَا هُمْ فَضلَةٌ

وطني أيا فعلا يُغَيّبُ فاعلُه!!

أسرجتُ من شعري سَبُوقا ضَامِرا

وَرِمَت من اللّهز الشديد مراكلُه

في القلب يَتّقِدُ اللّهيبُ وفي يدي

خِلّ .. ويَحْدُوني الطريقَ تفاؤلُه

يذكي تَوَقّدَهُ عزيمتُهُ و لا

يدعوه للخَوَرِ البليدِ تَوَاكُلُه

متآكلُ الأطرافِ يَثْنِي عِطْفَهُ

تِيهاً .. ويُوحي بالوقار تآكُلُه

لا تَخْذُلَنّي يا يَرَاعُ أما ترى؟!

حسبُ امرئ وطنٌ كبيرٌ خاذِلُه

وسموتُ مُمْتَشِقا براعةَ أحرفي

وَيُعِزّنِي البيت الذي أنا قائلُه

وركبتُ بحر الشعرِ أُوغِلُ عِزّةً

وتَشُدّني نحو الخضوع سواحلُه

ورفاقيَ اللحنُ الشّجِيّ وريشتي

والحرفُ والليلُ الطويلُ وَكَلْكَلُه

كم أحمقٍ ظَنّ البُروجَ حَصَانَةً

فَأَتَتْهُ أبياتُ القريض تُزَلْزِلُه

وأتييته "مطرا" أُنَغّص عَيْشَهُ

"كمُظفر النواب" حين أُغَازِلُه

وأَنِفْتُ لم أَرِدِ الحِيَاضَ بِأَرْضِهِ

وَرَحَلت لم ترعب خطاي قنابله

وطفقتُ أرميه القصائدَ بُورِكت

كَفِّي .. وراح الشعرُ يَهْطُلُ وَابِلُه

وَتَرَكْتُهُ عَبْرَ المَدَى أُضْحُوكَةً

ويظلّ من غيظٍ تَفُور مَرَاجِلُه

فَيَصِيحُ كالمَجنونِ: شُلّ يراعُهُ

ويثور كالنعمان: إني قاتلُه

ورحلتُ نابغةً بغير مخافةٍ

وشَطَطْتُ لم أطلُبْ "عصام" أُسَائلُه

...

ويقول لي قلمي: عرفتُكَ مُبدِعا

أنا أعرفُ الإبداعَ حين أقابلُه

لا لا تَمُدّ الكَفّ إلاّ من عَل

لا تَسْتَبِيكَ من العطاء سوافلُه

تِلْكَ العَطَايا سُبّةٌ أبديةٌ

دَعْ عنك ما يُعْطون .. قُبّحَ آكلُه!!

...

صِنْوانِ قلبي والقصيدة، واحد

فيظل يسرق شَكْلَهَا وتُشَاكِلُه

أقسو على قلبي أُطَبّبُ جرحَه

حينا .. وبالصّبْرِ الجميل أُعَلّلُه

قلب أُحَمّلُهُ الأمانةَ مِشْعَلا

واسْتَثْقَلَتْ حملَ الضياءِ كَوَاهِلُه

إني سرقتُ النار ثُمّ نَثَرْتُها

للناس إصْبَاحا تَرِفُّ بَلابلُه

ـ[قافلة النور]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:21 م]ـ

قصيدتك آخذة فعلا

بارك الله في قلمك:)

ـ[الرياني]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 08:48 م]ـ

قافلة النور .. شكرا لمرورك، وشكرا لتعليقك، وفي قلمك بارك الله.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 06:17 ص]ـ

رائع والله أنت،،،

رائع والله أنت،،،

رائع والله أنت،،،

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 06:49 ص]ـ

أنا أعرفُ الإبداعَ حين أقابلُه،،،

ـ[الرياني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 09:48 م]ـ

شكرا أبا سهيل .. كم كنتُ محبطا من تجاهل القوم لنصّي، شكرا لرفعك معنوياتي، وشكرا لكلماتك الرقيقة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير