تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا قُدْسُ انعدمت رُؤاي

ـ[عبدالعزيز جويدة]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 03:48 ص]ـ

شعر عبدالعزيز جويدة

(1)

يا قدسُ قد غامتْ رُؤاي

يا قدسُ أنتِ سَجينةٌ

والقيدُ أوَّلُهُ يداي

يا قدسُ أحلُمُ كُلَّ يومٍ

أنْ يضُمَّكِ ساعِداي

يا قدسُ مَثْقوبٌ أنا

كَثُقُوبِ ناي

فَلْتعزِفي حُزني لأبكي

رُبَّما هدَأتْ خُطاي

يا قدسُ جِسمي طَلقَةٌ

فَلْتُطلقيها واعلمي

أنَّ البِدايَةَ منكِ كانتْ مُنتهاي

(2)

يا قدسُ قالوا مِن سِنينْ:

أشجارُ أرضِكِ سوفَ تُزهِرُ ياسَمينْ

عارٌ علينا

كَفِّني عارَ العُروبَةِ وادفِني في الطينْ

كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ

فبأيِّ وجهٍ إنْ سُئلنا مِن صِغارٍ

يَسألونَ عن الوطنْ:

في أيِّ خَارِطَةٍ فَلسطينُ التي

ما عادَ يَذكُرُها الزمنْ؟

ماذا نقولْ ..

والطِفلُ يُولَدُ في فَلسطينِ المَراثي،

في فلسطينِ المحنْ ..

بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ

وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ؟

(3)

يا قدسُ يا حُزناً يُسافرُ في جَوانِحِنا

ويَكْبُرُ كالنَّخيلْ

مِن أرضِ "يافا" "للجَليلْ"

في كلِّ شبرٍ كَمْ قتيلْ

يا قدسُ يا جُرحاً بلونِ الدَّمِّ،

أو لونِ الأصيلْ

أُمِّي على بابِ المُخيَّمِ تُحتَضَرْ

والموتُ يأكُلُ وجهَهَا الرحْبَ الجميلْ

أمي تقولُ وصوتُها مُتقطِّعٌ:

كَفٌ يدُقُ المستحيلْ

جَهِّزْ خُيولَكَ يا بُنيْ

واقتُلْ عدُوَّكَ قبلَ أنْ تغدو

قتيلْ

(4)

يا قدسُ يا وطني الحَنونْ

هل نحنُ حقاً عائدونْ؟

أم أنَّها أُكذُوبَةٌ

كي يستمرَّ الحاكمونْ؟

يا قدسُ مجروحٌ أنا

والجُرحُ ينزِفُ في جنونْ

يا قدسُ مذبوحٌ أنا

والذّبحُ ممتدٌّ مِنَ الشُّريانِ حتى مُهجتي

يا قُدسُ طالتْ غُربتي

قالوا: مُحالٌ عودتي

لكنَّني بعزيمتي

سأشقُّ جسمي خندقًا

منِّي إليكمْ

ثمَّ أعبرُ جُثَّتي

(5)

يا قدسُ يقتُلُني التَّذَكُّرُ، والتفكُّرُ،

والحنينُ إلى رُؤاكِ

يا قدسُ معذورٌ أنا

إنْ كنتُ أسجُدُ رهبةً

لو صادفتْني نَفْحَةٌ فيها شَذَاكِ

فالمسجِدُ الأقصى يعيشُ بداخلي

سُبحانَ مَنْ أسرى وباركَ في ثَراكِ

يا قدسُ" مَرْيَمُ" لا يزالُ بِحضنِها "عيسى "

فَهُزِّي نخلةً

يَسَّاقَطِ الرُّطَبُ الجميلْ

يا قدسُ هذا مستحيلْ

يا قدسُ"حِطينُ" انتهتْ

و"صلاحُ" عادَ مُكبَّلاً في ظُلمةِ الأسرِ الطويلْ

والعُقمُ داءٌ قدْ أصابَ قلوبَنا

وأصابَ أشجارَ النخيلْ

(6)

يا قدسُ أحلُمُ أنْ أعودْ

يا قدسُ ضِقْتُ مِنَ التسكُّعِ في إشاراتِ الحدودْ

يا قدسُ جثَّةُ طفلتي

تطفو بعيني كُلما دمعي يجودْ

يا قدسُ هذا مَوطني

يا قدسُ أحلُمُ أنْ أُصلِّيَ في الرحابِ

ولا أعودْ

وبأن أُطهِّرَ مِن دمائي كُلَّ أرجاسِ اليهودْ

قَسَماً إذا

يوماً دخلنا المسجدَ الأقصى

سأفرشُ جَفْنَ عيني للسجودْ

وأظلُّ أصرُخُ في القيامِ وفي القُعودْ

يا قدسُ يا عربيَّةً

مُنذُ البدايةْ

ولِحينِ ينفَضُّ الوجودْ

ـ[أخابيط]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 05:39 ص]ـ

لا فض فوك.

أرى أن تطهير القدس من اليهود صار أمرا ثانويا. علينا أولا أن نطهر الكراسي في بلادنا من اليهود (أعني كراسي المقاهي طبعا)

ـ[عبير محمَّد الحمَد]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 04:01 م]ـ

ماشاء الله يا شاعر .. قصيدة بديعة متقنة ..

أرأيتَ ذلك الشعر الذي يأخذك حرفُهُ الأول إلى حرفِهِ الأخير ,, منه إلى: ألله!

هذا ما وجدته هنا حين توقفت رحلتي على أعتاب:

يا قدسُ يا عربيَّةً

مُنذُ البدايةْ

ولِحينِ ينفَضُّ الوجودْ

.

.

وستبقى القدس سوسنةً عابقة في تاريخ الجرح .. وهرمًا يقهر زمن الخرائط التي تغيرها الجغرافيات ..

صغارنا يعرفون فلسطين أكثر مما يعرفون مساقِطَ رؤوسهم ..

ربما لأن مساقِطَ الوجع والبكاء لها صوتٌ لا تحجبه جدراننا المعزولة في قصورنا المترفَة!

أو لأن الشموخ يقبع هناك فقط .. ونحن أمةٌ تعشق الشموخ بالوراثة

حتى لو لم تعش زمانه ولم تعرف رائحة بخوره الفاخر!

.

.

لك الشكر أيها الشاعر فهذا حرفٌ مختلف جدًا

بلغته الرصينة, بصوره, بصدقِهِ الذي يلمس الجرحَ الحقيقيّْ بكفِّ بلاغةٍ حقيقية ْ!

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 05:31 م]ـ

عبد العزيز جويدة، اسمح لي أولا وقبل التعليق على جميل كلماتك، أن أرحب بك في منتدى الفصيح، في رحاب العربية، وأتمنى أن يطيب لك المقام بيننا ..

أما عن قصيدتك، فهي منظومة وطنية، عالية المعنى، وتجسيد لواقع مرير نعيشه وتعيشه معنا كل الأمة العربية والإسلامية ..

تحياتي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير