تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الربيع]

ـ[الحسين صلهبي]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 10:02 م]ـ

يَا ربِيعَاً مُخْضَوْضِرَاً يَتَجَلَّى = في فُتُونِ الرُّؤَى، وَحُسْنَاً وَرَوْنَقْ

يَا نَشِيدَ الْحَيَاةِ، يَا نَغْوَةَ الطَّفْلِ، = ـ ويَا نَغْمَةَ الْهَزَارِ الْمُشَوَّقْ

يَا زُهُورَاً نَدِيَّةً وَعُطُورَاً = انْتَشَى الطَّيْرُ مِنْ شَذَاهَا وحَلَّقْ

يَا نَسِيمَاً مُهَفْهَفَاً وَأَرِيِجَاً = الصَّبَابَاتُ نَفْحَةٌ مِنْهُ تُنْشَقْ

جِئْتَ تَكْسُو الْحَيَاةَ ثَوْبَاً قَشِيبَاً = فَارْتَوَى خَاطِرِي وَشَفَّ وَأَطْرَقْ

تَترَاءَى الأَفْرَاحُ فِيكَ عَذَارَى = مُشْرِفَاتٍ عَلَى النَّعِيمِ المُحَقَّقْ

فِتْنَةٌ لِلْجَمَالِ أَنْتَ، وَسِحْرٌ = ونَعِيمٌ مُخَلَّدٌ وَمُرَوَّقْ

وَابْتِسَامُ الْوُجُودِ أَنْتَ، وَطَيْفٌ = ذَرْذَرَ الْحُسْنَ في الْحَيَاةِ وَأَغْدَقْ

أَنتَ مَا أَنتَ؟ أَنتَ ظِلٌ ظَلِيلٌ = وَعُيُونٌ ثَرَّارَةٌ تَتَدَفَّقْ!!

أَنتَ دُنْيَا مِنَ الأَغَارِيدِ والأَنْغَامِ = ـ وَالشِّعْرِ والخَيَالِ المُحَلِّقْ

عَلِقَ الْفَنُّ في سَمَاكَ نَدِيَّا = مَنْ يُبَاهِي صَفْوَ السَّنَاءِ المُرَقْرَقْ؟

في سَمَاءِ الْبَهَاءِ أَنْتَ اجْتَلاءٌ = في مَرَائِي الْعُيُونِ أَنْتَ الْمُرَوْنَقْ

في عُيُونِ الأَنَامِ تَبْدُو خَلُوبَاً = كَيْفَ يَبْدُو الخَلُوبُ عِنْدِي مُرَنَّقْ؟

سَهِدَتْ مُقْلَتي فَنَاجَاكَ قَلْبي = مَا عَلَى الْقَلْبِ إِنْ شَكَا أوْ تَأَرَّقْ؟

شَفَّني الْوَجْدُ فَاصْطَلَيْتُ سِرَاعَاً = وَمِنَ الْوَجْدِ أَنْ نَذُوبَ وَنَفْرَقْ

أيّ رُوحٍ مُذَابَةٍ مِثْلَ رُوحِي؟ = أَيّ نَفْسٍ كَنَفْسِ ذَاتِي تُمَزَّقْ؟

الخَلِيُّونَ في قُدُومِكَ جَذْلى = وَالشَّجِيُّونَ في قُدُومِكَ قُلَّقْ

لَيْتَ شِعْري! أَأَنْتَ فَجْرٌ بَهِيجٌ = عَبْقَرَيُّ الأَنْوارِ طَلْقٌ مُنَمَّقْ؟

لَيْتَ شِعْري! أأنت صُبْحٌ ضَّحُوكٌ = وَرُؤَىً في الجَمَالِ وَالْحُسْنِ تَغْرَقْ؟

كُنْتَ تَأَتي فَتَغْرِسَ الأَرَضَ وَرْدَاً = كَيْفَ بَعْدَ الْوُرُودِ وَادِيكَ أَمْحَقْ؟

فاغْرِس الْوَرْدَ يَا رَبِيعُ لَعَلِّي = أُلْهِمُ الْقَلْبَ أَنْ يُحِبَّ ويَعْشَقْ

أَنْتَ في الدَّهْرِ طَائِرٌ يَتَغَنَّى = وَقُلُوبُ الْعُشَّاقِ كالدَّمْعِ تُهْرَقْ

مَا قُلُوبُ الْعُشَّاقِ إلا دُمُوعٌ = ذَرَفَتْهَا جَوَانِحٌ تَتَحَرَّقْ

يَا رَبِيعَاً! الْقَلْبُ ليْسَ جَمَادَاً = بَلْ شُعُورٌ مُرَنَّحٌ يَتَشَفَّقْ

فَدَع ِالحُبَّ يَزْدَهِي في قُلُوبٍ = كَاسِفَاتٍ نُورَاً إِذَا مَا تَأَلَّقْ

وانْفَحَنْ في جَوَانِحٍ صَادِيَاتٍ = عِطْرَ زَهْرٍ مِنْ يَاسَمِينَ وَزَنْبَقْ

لا تخَفْ أَنْ يَغُصَّ بِالْعِطْرِ قَلْبٌ = كُلُّ قَلْبٍ مِنْ عِطْرِكَ الثَّرِّ يُورِقْ

تَتَرَوَّى بِه الْقُلُوبُ الصَّدِيَّاتُ = ـ وتَنْدَى بِه النُّفُوسُ وَتَعْبَقْ

أَنْتَ عِطْرُ الحيَاةِ في نُضْرَةِ الوَرْدِ = ـ وَقَلْبي بِكَ الْعَمِيدُ تَعَلَّقْ

أَنْتَ مَعْنَى الحَيَاةِ في فَنِّهَا الرَّاقي = ـ وفي لَحْنِهَا الفَرِيدِ المُمَوْسَقْ

لَيْتَني يَا رَبِيعُ مِنْ حُسْنِكَ الرَّائِقِ = ـ فَنٌّ مِنَ الْجَدِيدِ المُؤنَّقْ

ـ[جلمود]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 01:34 ص]ـ

لله أنت يا ربيع!

كم ترنم فيك المترنمون وأنشد لك المنشدون ولا زلت غضا بكرا!

بدءا أرحب بالأستاذ حسن وأتمنى له طيب المقام بيننا!

قصيدة جميلة توحي بسمو روح صاحبها.

أَنتَ دُنْيَا مِنَ الأَغَارِيدِ والأَنْغَامِ

ـ وَالشِّعْرِ والخَيَالِ المُحَلِّقْ

لا تخَفْ أَنْ يَغُصَّ بِالْعِطْرِ قَلْبٌ

كُلُّ قَلْبٍ مِنْ عِطْرِكَ الثَّرِّ يُورِقْ

أظن أن هذا سناد التوجيه وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد.

يَا ربِيعَاً مُخْضَوْضِرَاً يَتَجَلَّى

في فُتُونِ الرُّؤَى، وَحُسْنَاً وَرَوْنَقْ

يَا نَشِيدَ الْحَيَاةِ، يَا نَغْوَةَ الطَّفْلِ،

ـ ويَا نَغْمَةَ الْهَزَارِ الْمُشَوَّقْ

في البيت الأول تفعيلة العروض مخبونة بينما صحت في البيت الثاني وغيره.

ولي عودة بإذن الله تعالى.

ـ[ضاد]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:25 م]ـ

من أجمل ما قرأت اليوم. شلال من المعاني والصور يتدفق من هذه القصيدة ليغمر الوجود حسنا وبهاء كما غمرها الربيع (إلا ربيع أوربا فإنه خريف). كل بيت في هذه القصيدة قصة ورواية. أبدعت أستاذنا. لي ملحوظة فقط وهي أنك عرّفت الربيع ووصفته ثم سألت \أنت ما أنت\, فلو جاء هذا السؤال قبل تلك التعريفات والأوصاف لكان أبلغ في التسلسل.

بوركت وسلمت.

ـ[الحسين صلهبي]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 11:40 م]ـ

جلمود

سلام الله عليك وبعد /

سعيد بك أيها الفاضل،

سعيد بمرورك الرائع،

وترحيبك الكريم،

وملاحظاتك السديدة ..

مع جزيل الشكر

وتشرفني

إشراقتك مرة أخرى

ـ[الحسين صلهبي]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:30 م]ـ

ضاد

شرفتني كثيراً

بمرورك العاطر ..

شاكراً لك تنسيقك الرائع،

وإطرائك الكريم.

وملحوظتك السديدة نتعلم منها

دمت في رعاية الله وحفظه

أخوك

الحسين صلهبي الحازمي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير