[دع عنك لومي فلوم الصب مردود]
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 03:04 ص]ـ
من القديم النديم ..
أرجو أن يحوز على الرضى، ويناله نصيب من الاستحسان
والله ولي التوفيق،،،
أبو يحيى
دَعْ عنكَ لوميْ، فَلَوْمُ الصَبِّ مردود = وعنك سمعيْ - وإن حاولتَ - مسدود
يا عاذليْ فِيْمَ عذليْ، في رَشاً غَيِدٍ! = لعمرك الله إني فيه محسود
لمَّا رأونيْ وشمليْ بات مجتمعاً = بمن أحبُّ تبدَّتْ أوجهٌ سُود
لمَّا رأونيَ أخطو للعلا قَدَماً = واللهُ يكلؤني، والعزُّ ممدود
سَلُّوا عليَّ من الأضغان سيفهُمُ =فَمُغمَدُ الضغن أضحى وهو مجرود
واللهِ ما ساءنيْ ما قال قائلهم =إذْ إنَّ ما قال مكذوبٌ ومردود
لكنَّ خوفيْ على ظبي ٍ كَلِفْتُ به =له لواء الهوى مُذْ كان معقود
إنيْ لأذكره ما لاح ليْ قمرٌ =وما اسْتَمَالَ من الأغصان أُمْلُود
وما تَبَسَّمَ ثغرُ الصبحِ عن شَنَبٍ =واحْمَرَّ وجهُ ذُكَا والخدُّ مورود
ما زِلْتُ أذكرُ يومَ افْتَرَّ عن دُرَرٍ =فَلامعٌ مِنْ لآليها ومنضود
ناظرتُهُ فاتَّقَى لَحْظِيْ بمعصمه =ولاحَ لَمَّا انزوى - يا حُسْنَهُ - جِيْد
باحَتْ بأسرارِ ما تخفيه أعيُنُنا =والفَمُّ أبكمُ مختومٌ ومسدود
وأشْهَدَا عن عهود الحبِّ قلبهما =فَشاهِدٌ ليس مَكْذُوباً ومَشْهود
ورُبَّ ليلٍ بِسُودِ الدُّهْمِ مُعْتَجِرٌ =كأنه الدهرُ مَمْلولُ وممدود
كَتَّمْتُ جَهْدِيَ أشواقيْ فَنَمَّ بها =طوفانُ دمعٍ على الخدَّينِ مَسْرود
للهِ ما أشتكيْ لو كان يرحمنيْ =وَجْدٌ ألَمَّ فقلبيْ منهُ مَعْمُود
لو أنَّ ما بيْ بِصَلْدِ الصخرِ لانفلَقَتْ =أجزاؤهُ وتَشَكَّى وهْوَ جلمود
قد يصبرُ المرءُ مِنْ بؤسٍ يُلِمُّ بهِ =إلا المحبّ، فإنَّ الحبَّ صِنْدِيد
يَذِلُّ بالحبِّ مَنْ قد عَزَّ جانبُهُ =وفارسُ البِيْدِ عندَ الحبٍّ رِعْدِيد
أشكو إليك إلهيْ ما علمتَ به =يا مَنْ إليه جميعُ الخَلْقِ مردود
أشكو إليك حسوداً قَصْدُهُ عَدَميْ =فِعْلِيْ لديه - وإنْ أحسنتُ - مجحود
كَمْ ذا أحاولُ أن أُصْفِيهِ كُلَّ صَفا =لكنه حاسدٌ، والدَّاءُ موجود
أشكو إليك صديقاً ضَنَّ بعد وَفَا =وكان ظَنِّيْ به يمشيْ به الجُود
هل خان عهد صداقاتٍ لنا سَلَفَتْ =فَلْتَجْرِ يا دمعُ، إنَّ الخِلَّ مفقود
أشكو إليك عَدُوّاً صار يشمتُ بيْ =لمَّا كَبَوتُ، أمَا في الناسِ محمود!
كَبَا جواديْ، وهذيْ سُنَّةٌ سَلَفَتْ =يكبو الأصيلُ، وتكبو الضُمَّرُ القُود
لولا غزالٌ هنا في القلبِ مَرتَعُهُ =لَمَا بقيتُ هنا والفضلُ مَوْءُود
وفي الرحيلِ عن الحُسَّاد تسليةٌ =وفي الرحيل لِحُلْوِ العيشِ تجديد
لكنْ حبيبيَ لا أرضى به بَدَلاً =بِيْضُ الليالي إذا لم ألْقَهُ سُود
ولستُ أقوى على فرقاه يقتُلُنيْ =شوقيْ إليه وتدعوني المواعيد
تا اللهِ أفتأ أبكي عند فُرقتِهِ =فالدمعُ جار ٍ، وفكريْ فيه مكدود
لأجلٍ عينيهِ شِعْرِيْ ساحرٌ عَبِقٌ =رَقَّتْ حواشيهِ، عَذْبٌ، فيهِ تجويد
لآلئٌ من بحورِ الشعرِ ينظمها =مُتَيَّمٌ في هوى ليلاهُ مَعْمُود
يهديْ لِلَيلاهُ عِقداً من جواهرها =والعقدُ في عُنُقِ الحسناءِ محمود
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 03:37 ص]ـ
سلمت يا أبا يحي لافض فوك
أين كنت أيها الشاعر المبدع؟ طال انتظارنا لروائعك
لكني أحسب هذا العقد الجوهري الشعري يشفع لك عند من اشتق لإبداعك
دمت شاعرا متألقا
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 06:14 ص]ـ
يا شاعرنا , قصيدتك جميلة , لولا أنها تقليدية إلى حد بعيد
ـ[أخابيط]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 06:15 ص]ـ
أحسنت, لا فض فوك. شعر جزل.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 10:09 ص]ـ
يا شاعرنا , قصيدتك جميلة , لولا أنها تقليدية إلى حد بعيد
أخي الكريم "تأبط شعرا"
لقد سرني حقا استحسانك للقصيدة، وحكمك لها بالجمال.
أما حكمك التالي فقد كدت أشغب عليك فيه لولا أني اطلعت على بعض شعرك في هذا المنتدى؛ فألفيته ذا قيمة وقامة؛ وعلمت مقصدك من قولك، وما ترمي إليه؛ فأمسكت عما أزمعته لمكان أستاذيتك في الشعر.
على أني أتلمس كما تتلمس أنت وغيرك من فضلاء هذا المنتدى مكامن التقليدية في هذه القصيدة، وحسبي بعد ذلك أني أحسب أن ما فيها من صدق وجدان وحرارة عاطفة قد يشفع لها بالحضور ههنا، ويغطي على مكامن تقليديتها.
وتبقى قضية التقليد والتجديد في الشعر من القضايا الشائكة، التي وصل معها أكثر الشعراء المبدعين إلى مفترق الطريق؛ فمنهم من تنكر لأصوله وجذوره، وارتمى في أحضان الحداثة وما بعدها، فأحرقته بلهيبها فاحترق، وتوهته في دهاليزها حتى ضاعت موهبته الصافية.
ومنهم من أوى إلى ظل ظليل، ومنهل عذب؛ حيث شعر العرب الصادق الجميل، الواضح النبيل، الخالي من المواد الحافضة:)؛ فهو اليوم أكرم من أن يتنكر لقديمه، بل هو في مقدمة من يدافع عنه، ويذب عن حياضه.
ذلك أن القضية ليست قضية شعر فحسب؛ وإلا لهان الأمر، ولكنها أكبر من ذلك بكثير. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والحمد لله رب العالمين.
¥