تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:28 م]ـ

الأخت الفاضلة شجرة الطيب، أفحت هنا طيبا، وإني لأسعد بما أوردته من نقد أثلج صدري ..

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

بورك الهم الذي تحمل .. وبورك الهدف النبيل الذي أذكته عاطفة موقدة .. تفتّحت معها أبواب البيان الموصدة ..

لله درك .. ولا فض الله فاك ..

إليك وقفات نقدية أمام هذه الشامخة:

جميل هذا الوصف الذي جعلنا نعيش مع الشاعر جو النص ... ونشهد حال اقتناصه للمعاني، والحروف عصيانا ومطاوعة ... ونشعر بعظم الهم الذي يؤرق الأديب المسلم .. فشرف المقصد يجعله يعد له عدة إذ يستشعر الجهاد في الذب عن رسول الله ..

صلى الله على سيدنا محمد الذي أعجز الأقلام وصفه ..

جميل هنا وصف ذيالك الحدث الهائل الذي ألجم البيان .. فجعل العروق النابضة بالألم تغفو ..

لكن كأنما رأيت المعنى هنا لا يستقيم بمعنى الاستعلاء في (على) إذ العروق هي قلب المحب نفسه .. ربما لو قيل: فغفت من القلب المحب عروقه .. لكان المعنى أوضح ..

أرأيت لو قلنا غفت الطفلة من قلب أمها هل يستقيم المعنى؟ .. ما أوردته مجازا فهذه الصورة بتلك .. وهذا ما قصدته.

كأنما رأيت القافية هنا مجتلبة .. فلم أفهم وصف (صبور) لمن؟

لو عرفنا (صبور) لجلي المعنى. أو قدرنا محذوف (إنسان).

أرى أن وصف انسياب البيان بـ (اعترتني أبحر وطيور) غير مستقيم معنويا فلا يناسب الفعل اعترتني الأبحر والطيور ..

أرى أنها تستقيم إذا كان الاعتراء هو التلبس على حد قول يوسف الثالث:

كاتمتها حتى اعترتني سورة= ظلت تترجم في الهوى عما بي

وقول نصيب بن رباح:

سرى الهم تثنيني إليك طلائعه= بمصر وبالخوف اعترتني روائعه

وغيرها كثير.

وهنا دخل الشاعر في الغرض الأساس من القصيدة:

وجدت الشطر الثاني منه يحتاج إلى إعادة نظر .. فقد أراد وصف موافقة المعاني للحروف فكأنها زُفّت إليها .. فالشعراء دائما يعبرون عن المعاني بعرائس الفكر ..

لكن أرى أن التعبير بـ (تدعى إناثا) غير موفق؟ ولم يحقق المعنى المطلوب، فلا بأس أن تجعل الصورة على نحو آخر يدل على توافق الطرفين نحو: ضاءت بفكري والحروف تمور ..

أبدعت معنى جديدا لم يكن على بالي، وهو معنى أروع من الذي قصدته.

وما قصدت أن القصائد: كلمة مؤنثة وهي في المعنى- عند العرب- أقوى من التذكير. لأن التأنيث عند العرب أقوى من التذكير؟ نحويا.

الصواب في الفعل يَعيا أن يكتب بهذه الصورة ..

وفي صياغة الفعل اللازم من الحيرة يقال: يحار، ليكون وفق المعنى الذي أردته .. لكن لا يصح هذا مع القافية، أما المتعدي منها فيأتي يُحير لكنه لايصح من ناحية المعنى إذ يحتاج مفعولا به ..

فيمكن أن يقال: يعيا فم في وصفه فيحور ... أي يرجع لعجزه ..

صدقت .. وتم النظر بالموضوع

أتفق هنا مع الفاضل أنس عبدالله في أن التعبير بالنمل غيرموفق، فقد أردت به بث معنى الحقارة والصغر .. لكني أحسبه لا يناسب .. فالنمل عظيم وأشيد بعظمته في القرآن وفي الأثر .. فأرى أن التشبيه هنا معيبا إذ لا يأتي النمل في الذم .. ويمكن أن يتضح المعنى لو قيل والجعل ... فجانب الذم فيه واضحا ... شكلا وهمة وحقارة ..

والتشبيه ينبغي أن تراعى فيه الجوانب المعنوية كالمادية ..

لذا عيب على الشاعر حين قال:

بل لو رأتني أخت جيراننا:: إذ أنا في الدار كأني حمار.

فهو هنا أراد القوة وسلامة البدن ... بينما أغفل جانب الحماقة والغباء في الحمار .. فأصبح التشبيه معيبا ولو قيل الحصان لكان المعنى موفقا ... وكذا هنا النمل فيه الصغر بينما الجعل فيه الحقارة والصغر والقماءة وانعدام الهمة ...

الميزان بين النجم والنمل من حيث الحجم يرجح كفة النجم من حيث الوزن. وثقل المصطفى في الكون كثقل الكواكب. أما نقل النمل منعدم. من هنا انطلقت.

أشكرك أيتها الناقدة المبدعة .. ودعيني اسجل إعجابي بما خططت هنا

تحياتي.

ـ[شجرةالطيب]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 03:14 م]ـ

عدت لتوضيح بعض الأمور:

أرأيت لو قلنا غفت الطفلة من قلب أمها هل يستقيم المعنى؟ .. ما أوردته مجازا فهذه الصورة بتلك .. وهذا ما قصدته.

حتما لا يصح المعنى أيها الكريم وشتان بين الأمرين .. فالطفلة جسد وقلب الأم جسد آخر فيمكن فيه الاستعلاء .. أما العروق فهي مكونات القلب فلا يمكن بحال أن تستعلي عليه لا مجازا ولا حقيقة ..

والمجاز والتصوير بعامة -على حد علمي- لا بد له من ضوابط .. وإلا يكون عبثا .. فقد عيب على ابن رشيق قوله مشبها: غيري جنى وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم، لأن طرفي التشبيه لا يتلاءمان .. وقيل في نقده؛ إذ سبابة المتندم جزء منه فلا يتصور أن تنفك عنه، وعقابها عقابه.

وأقول هذا بعد دراسة متخصصة متعمقة في موضوع المجاز والتصوير البياني بعامة في مرحلة الماجستير .. فإن صح غيره فلعلك ترشدني إذ الموضوع يهمني كثيرا ..

لو عرفنا (صبور) لجلي المعنى. أو قدرنا محذوف (إنسان).

الأمر إليك .. لكني لم أر المعنى ملبسا ..

أرى أنها تستقيم إذا كان الاعتراء هو التلبس على حد قول يوسف الثالث:

كاتمتها حتى اعترتني سورة= ظلت تترجم في الهوى عما بي

وقول نصيب بن رباح:

سرى الهم تثنيني إليك طلائعه= بمصر وبالخوف اعترتني روائعه

وغيرها كثير.

أيها الفاضل .. لم أعترض على الفعل اعترتني فهو بمعنى انتابني ويدل على التلبس -كما تفضلت-ويعبر به عن الحالات النفسية .. والأمثلة التي أوردتها كلها لا غبار عليها، لكن مأخذي على استعماله في معناك إذ لا يتصور أن تعتري الأبحر والطيور ..

الميزان بين النجم والنمل من حيث الحجم يرجح كفة النجم من حيث الوزن. وثقل المصطفى في الكون كثقل الكواكب. أما نقل النمل منعدم. من هنا انطلقت.

أقدر نظرتك ..

ينبغي في التشبيه -حفظك الله- النظر إلى الناحية المعنوية لا المادية فقط ... فالبيت الذي أوردته لك أعلاه عابه كبار النقاد؛ إذ نظر إلى جهة واحدة واضحة .. لكن البعد الشاسع بين طرفي التشبيه جعله معيبا .. ومثله قول الشاعر: كأن شقائق النعمان فيه::ثياب قد روين من الدماء .. أيضا معيب إذ ينفصل طرفي التشبيه من الناحية النفسية الانطباعية ويتفقان من الناحية المادية وهي اللون .. وعندك الصغر أمر معتبر لكنك تركت الأهم وهو جانب الهمة ..

دمت مسددا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير