الدكتور أنمارـ حفظه الله ـ قولك ( ... وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو) هل صلي وقلي وج ... الخ ذكرها السلف من الصحابة والتابعين بهذه الألفاظ أم بمعناها كالجائز أو مجوَز أو الكافي أو ... الخ، لأن الذي أعرفه أن صلي وقلي ذكره المتأخرون بمعنى ما ذكره المتقدمون. بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Apr 2006, 05:30 م]ـ
الأخ الموفق د/أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما العلماء رحمنا الله وإياهم الذين تخاف أن قول الشيخ إبراهيم يشملهم وربما ظننتَ أن في ذلك استنقاصا أو حطًّا من أقدارهم العالية - وحاشا -الشيخ إبراهيم أو غيره أن يقصد ذلك.
فالمراد من الكلام أنه لم ينقل أنهم كتبوا المصاحف بأيديهم بطريقة النساخ الذين وضعوا فيها تلك العلامة وغيرها بل كانت كتابة العلماء للمصاحف مجردة مما عدا القرآن ولو كنتَ وقفت على ذلك فنرجو ألا تحرمنا الفائدة. وكون الرازي هو أول من نبه للتعانق لا يعني ذلك سوى استحسانه له واجتهاده في ذلك كما سبق
فالوقف والابتداء وغيره من العلوم وكيفيات الأداء لا يمكن العلم بها بمطالعة المصاحف وهذا غير خافٍ على مثلك.
ووجدتُّ لابن تيمية رحمه الله كلاما فيما يتعلق بكتابة المصاحف فأحببت إحالتكم إليه علكم تجدون فيه جوابا شافياً قال رحمه الله في الفتاوى (ولهذا أمر الصحابة والعلماء بتجريد القرآن وألاَّ يُكتب في المصحف غير القرآن فلا يكتب أسماء السور ولا التخميس والتعشيرولا آمين ولاغير ذلك والمصاحف القديمة كتبها أهل العلم على هذه الصفة.
وفي المصاحف من قد كتب ناسخها أسماء السور والتخميس والتعشير والوقف والابتداء وكتب في آخر المصحف تصديقه ودعا وكتب اسمه ونحو ذلك وليس هذا من القرآن) 13/ 105
وهاك بعض كلام السلف الدالَّ على عنايتهم بتجريد المصاحف مما عدا القرآن وأن ما ورد من غير القرآن ولو كان مستحسنا لديهم فهو من وضع كتاب المصاحف ولو كانوا مستحسنين له أو كارهين.
قال الإمام النسفي رحمه الله في معرض الحديث عن إثبات أن البسملة آية وخلاف الفقهاء في ذلك (وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله ولذا يجهرون بها في الصلاة وقالوا قد أثبتها السلف في المصاحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه) 1/ 4
ويقول السرخسي رحمه الله في المبسوط وهو يسوق أدلة الشافعية في عد البسملة آية (ولأنها مكتوبة في المصاحف بقلم الوحي لمبدأ الفاتحة وكل سورة وقدأمرنا بتجريد القرآن في المصاحف من النقط والتعاشير ... ) 1/ 14
وعلامة التعانق ليست إلا النقط المأمور بتجريد المصحف منه.
وجاء في كتاب توجيه النظر لطاهر الجزائري بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة (روي عن النخعي أنه أتي بمصحف فيه سورة كذا وهي كذا فقال: امحُ هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه, وروي عن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم, وروي عنه وعن الحسن أنهما قالا لا بأس بنقط المصاحف) 2/ 854
فالذي يظهر من هذه النصوص وغيرها أن علماء السلف الذين كتبوا المصاحف لم يضيفوا إليها غير القرآن.
وهذا يحتمل أن ابتداء وقف التعانق كان من لدن الكتاب ثم استحسنه ونبه عليه الإمام الرازي وغيره, كما يحتمل غير ذلك ...
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 May 2006, 11:04 ص]ـ
أستاذ محمود الشنقيطي حفظه الله ووقاه من كل مكروه:
ما نفتقره هنا هو نص عن أحد المتقدمين أن الكتاب هم من وضع ما زعمه الشيخ الأخضر سدده الله.
فكيف نترك نصا واضحا لاحتمال مظنون لا يستند إلى نص.
بل وما نقلته من الفتاوي يستدل به على عكس ما تظن، فالنساخ حين ينقلون أسماء السور والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء، فالمتبادر أنهم ينقلون ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم فينزلونها أماكنها في المصحف الشريف لا انهم يخترعونها، فهم نساخ وحسب، بارك الله فيكم.
فالظاهر أنهم نقلوها من أمثال أبي الفضل الرازي، أما من حيث اختلاف العلماء ومن قبلهم الصحابة في جواز كتابتها في المصحف أو حاشيته فهي قضية أخرى.
وسلمكم الله من كل مكروه.