تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و هذا التفسير غير جامع للايات، و انما تعرض لايات جا في ذيلها حديث، و لو في شطر كلمة و من ثم فهو تفسير غيركامل، فضلا عن ضعف الاسانيد و ارسالها، و وهن غالبية الكتب التي اعتمدها، كما هو خال عن اى ترجيح او تاويل، عندمختلف الروايات، ولدى تعارض بعضها مع بعض.

منهجه في التفسير.

بدا المؤلف بمقدمة يذكر فيها فضل العلم و المتعلم، و فضل القرآن، و حديث الثقلين، و النهي عن تفسير القرآن بالراي،و ان للقرآن ظاهرا و باطنا، و انه مشتمل على اقسام من الكلام، و ما الى ذلك.

و يبدا التفسير بعد المقدمات بمطلع جا في مقدمة التفسير المنسوب الى علي بن ابراهيم القمي، من ذكر انواع الايات و صنوفها، حسبما جا في التفسير المنسوب الى محمد بن ابراهيم النعماني، و هى رسالة مجهولة النسب لم يعرف مؤلفها لحدالان.

و بعد ذلك يرد في تفسير الايات حسب ترتيب السور فيذكر الاية اولا ثم يعقبها بما ورد في شانها من حديث ماثور عن احد الائمة المعصومين، من غير ملاحظة ضعف السند او قوته، او صحة المتن او سقمه.

نعم لا يعني ذلك ان الكتاب ساقط كله، بل فيه من الاحاديث الغرر و الكلمات الدرر، الصادرة عن اهل بيت الهدى و مصابيح الدجى، مايروي الغليل و يشفي العليل و الكتاب بحاجة الى تمحيص و نقد و تحقيق، ليمتاز سليمه عن السقيم،و الصحيح المقبول عن الضعيف الموهون.

فالكتاب بمجموعته موسوعة فريدة، جمعت في طيها الاثار الكريمة التي زخرت بها ينابيع العلم و الهدى، يجدها الباحث اللبيب عند البحث و التنقيب، في هذا التاليف الذي جمع بين الغث و السمين.

========

- تفسير الصافي

المصدر: (التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب) - محمد هادي معرفة

للمولى محسن محمد بن المرتضى المعروف بالفيض الكاشاني، المتوفى (1091) هو المحدث الفقيه و الفيلسوف العارف، ولد بكاشان و نشا بها نشاة علمية راقية له تفسير كبير و متوسط و موجز، و سميت على الترتيب ب ((الصافي و الاصفى و المصفى)).

يعتبر تفسيره هذا مزجا من الرواية و الدراية، تفسيرا شاملا لجميع آي القرآن، و قد اعتمد المؤلف في نقل عباراته على تفسير البيضاوي، ثم على نصوص الاحاديث المروية عن ائمة اهل البيت.

و قدم لتفسيره مقدمة تشتمل على اثني عشر فصلا، بحث فيها عن مختلف شؤون القرآن وفضله و تلاوته و تفسيره و تاويله.

و تعتبر هذه المقدمة من احسن المقدمات التفسيرية، التي اوضح فيها المولف مواضع اهل التفسير في النقل و الاعتمادعلى الراي، و ما يجب توفره لدى المفسر عند تفسيره للقرآن، من مؤهلات ضرورية.

و هذه الفصول سماهن مقدمات: كانت المقدمة الاولى ـ بعد الديباجة ـ في نقل ما جا في فضل القرآن، و الوصية بالتمسك به و الثانية في ان علم القرآن كله عند اهل البيت (ع)، هم يعلمون ظاهر القرآن و باطنه، علما شاملا لجميع آي القرآن الكريم و الثالثة في ان جل القرآن وارد بشان اوليا اللّه و معاداة اعدا اللّه و الرابعة في بيان وجوه معاني الايات من التفسيرو التاويل، و الظهر و البطن، و المحكم و المتشابه، و الناسخ و المنسوخ، و غير ذلك و الخامسة في المنع من التفسير بالراي و بيان المراد منه و السادسة في صيانة القرآن من التحريف و السابعة في ان القران تبيان لكل شي، فيه اصول معارف الدين،و قواعد الشرع المبين و الثامنة في القرآات و اعتبارها و التاسعة في نزول القرآن الدفعي و التدريجي و العاشرة في شفاعة القرآن و ثواب تلاوته و حفظه و الحادية عشرة في التلاوة و آدابها و الثانية عشرة في بيان مصطلحات تفسيرية اعتمدهاالمؤلف في الكتاب.

و هذا التفسير ـ على جملته ـ من نفائس التفاسير الجامعة لجل المرويات عن ائمة اهل البيت ان تفسيرا او تاويلا و ان كان فيه بعض الخلط بين الغث و السمين.

منهجه في التفسير.

يعتمد اللغة اولا، ثم الاعاريب احيانا، و بعد ذلك يتعرض للماثور من روايات اهل البيت (ع)، معتمدا على تفسير القمي و العياشي، و غيرها من كتب الحديث المعروفة لكنه لايتحرى الصحة في النقل، و يتخلى بنفسه لمجرد ذكر مصدر الحديث،الامر الذي يؤخذ عليه، حيث في بعض الاحيان نراه يذكر الحديث، و كان ظاهره الاعتماد عليه، مما يوجب اغرا الجاهل،فيظنه تفسيرا قطعيا للاية الكريمة، و فيه من الاسرائيليات و الروايات الضعاف الشي الكثير.

و له في بعض الاحيان بيانات عرفانية قد تشبه تاويلات غير متلائمة مع ظاهر النص، بل و مع دليل العقل و الفطرة.

مثلا نراه عندما يذكر قصة هاروت و ماروت ـ حسب الروايات الاسرائيلية ـ و تبعا لما ذكره البيضاوي في تفسيره: انهماشربا الخمر و سجدا للصنم و زنيا، نراه يؤول ذلك تاويلا غريبا، يقول: لعل المراد بالملكين: الروح و القلب، فانهما من العالم الروحاني، اهبطا الى العالم الجسماني، لاقامة الحق، فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا، و وقعا في شبكة الشهوة، فشربا خمر الغفلة،و عبدا صنم الهوى، و قتلا عقلهما الناصح لهما، بمنع تغذيته بالعلم و التقوى، و محو اثر نصحه عن انفسهما، و تهي للزنى ببغي الدنيا الدنية التي تلي تربية النشاط و الطرب فيها الكوكب المسمى بزهرة، فهربت الدنيا منهما و فاتتهما، لما كان من عاداتها ان تهرب من طالبيها، لانها متاع الغرور، و بقي اشراق حسنها في موضع مرتفع، بحيث لاتنالها ايدي طلا بها، مادامت الزهرة باقية في السما و حملهما حبها في قلبهما الى ان وضعا طرائق من السحر، و هو ما لطف ماخذه و دق، فخيرا للتخلص منهما، فاختارا بعد التنبه و عود العقل اليهما اهون العذابين، ثم رفعا الى البرزخ معذبين، و راسهما بعدالى اسفل،الى يوم القيامة ((661)).

و لقد كان الاجدر به ـ و هو الفقيه النابه المحقق ـ ان ينبذ تلكم الروايات الاسرائيلية المشوهة، حتى و لو كانت بصورة الرواية عن اهل البيت افترا عليهم، كان الاجدر به ان يتركها دون ارتكاب التاويل.

============

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير