تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصحابة المفسرون

ومن الصحابة المفسرين: زيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير، وهم في المرتبة دون من سبق ذكرهم، والتفسير عنهم قليل، وجاء عن عائشة وابن عمر وغيرهم شيء يسير.

طبقات المفسرين التابعين

النوع الثالث: التفسير عن التابعين وأتباعهم:

وهم على طبقات: طبقة المكيين، وطبقة المدنيين وطبقة العراقيين. وأعلم أهل التفسير أهلُ مكة، خاصة أصحاب ابن عباس منهم؛ كسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح؛ لسلامة لسانهم وتأخر ورود العُجْمَة إليهم، ثم أصحاب ابن مسعود في الكوفة، وأهل المدينة.

يقول سفيان الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء. وهم مَكِّيُّون.

المفسرون المكيون كمجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء

وأعلم المكيين مجاهد، وتقدم الإشارة إلى الطرق عنه، وإلى حديثه عن ابن عباس.

وأكثر تفسيره عناية بالمفردات، وله اجتهاداتٌ في التفسير يخالف فيها، بل شذَّ في مواضعَ، وهي - مع كثرة ما يروى عنه - قليلة.

وأُخذ عليه النقل عن بني إسرائيل ما يُستنكَر، كما في قصة يوسف مَعَ امرأة العزيز، قال: حلَّ السروايل حتى إليتيه واستلقت له.

وكان في بعض تفسيره مُستمسَك لبعض أهل البدع، كالمعتزلة وغيرهم.

قال الذهبي في "السير": لمجاهد أقوالٌ وغرائبُ في العلم والتفسير تُستنكر.

وقال في "الميزان": ومن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، قال: يجلسه معه على العرش.

وما أنكره الذهبي قال به غير واحد من أئمة السنة، وصححوا الأثر واعتمدوا عليه كأبي داود وأحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب، وإسحاق بن راهويه وعبد الوهاب الوراق، وإبراهيم الحربي، وعبد الله ابن الإمام أحمد، والمروزي وبشر الحافي وابن جرير الطبري، وأبي الحسن الدارقطني، بل قال أحمد بن حنبل: قد تلقته العلماء بالقبول نسلِّمُ الخبر كما جاء.

ومن المكيين: سعيد بن جبير:

وتقدم الكلام على ذكر الرواة عنه وبيان جلالته وإمامته.

ومن المكيين: عكرمة مولى ابن عباس:

وتقدم الكلام عليه أيضاً، في حديثه عن ابن عباس.

ومنهم أيضاً: عطاء بن أبي رباح، وقد تقدم.

المفسرون المدنيون كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب

ويليهم في التفسير طبقة المدنيين، منهم:

زيد بن أسلم تابعي كبير القدر، وعنه ابنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويروي تفسيرَ عبدالرحمن: عبد الله بن وهب وغيرُه، وأخذ تفسيرَه عن أبيه " زيد بن أسلم "، لكنه لا يعزوه إلى أبيه إلا في القليل، وإذا قال المفسرون: " قال: ابن زيد "، فالمراد به عبد الرحمن.

وعبد الرحمن، وإن كان ضعيف الحديث، إلا أنه إمامٌ في التفسير.

وممن أخذ التفسير عن زيد: مالك بن أنس.

ومن المدنيين: أبو العالية رُفيع بن مِهْران:

وهو مدنيٌّ، ثمَّ بصري، وقد أخذ التفسير عن ابن عباس، وهو من رواة أبي بن كعب، وراوية تفسيره الربيع بن أنس، وعن الربيع أبو جعفر، وتقدم الكلام حول هذا الإسناد.

ثم إن الربيع ليس من المفسرين، بل من النَّقَلَة، والرُّواة، وجل ما يرويه هو عن أبي العالية.

ومن المدنيين: محمد بن كعب القرظي، وأكثر تفسيره هو من طريق أبي مَعْشَر، ومن طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب، وكلاهما – موسى وأبو معشر – ضعيف، ونحو شطر تفسير القُرظي من طريقهما.

لكن يقول يحيى بن معين: " اكتبوا عن أبي مَعشر عن محمد بن كعب خاصة "؛ لأنه يروي عنه التفسير، وهي نسخة، ويُغتفر في التفسير ما لا يُغتفر في غيره، ثم إن أبا معشر مختصٌّ بمحمد بن كعب، والاختصاص قرينةٌ على المعرفة والضبط، هذا مع أن أبا معشر ضعيف الحديث.

المفسرون العراقيون كمسروق وقتادة والحسن وعطاء الخراساني ومرة

ويليهم طبقة المفسرين العراقيين:

منهم: مسروق بن الأجدع، روى عنه الشعبي وأبو وائل، وهو من الرواة عن ابن مسعود.

ومنهم: قتادة بن دِعامة السَّدوسي: أكثر التابعين تفسيراً بعد مجاهد، بل أكثر من نصف تفسير التابعين بالإطلاق عنهما، وتفسيره جُلُّه صحيح، أكثره يرويه عنه سعيد بن أبي عروبة، والبقية يرويه عنه معمر بن راشد الأزدي، وهم ثقات حُفَّاظ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير