ولا شك أنه من المحققين في فن القراءات، ومن ا لمجتهدين في تحريراتها، كما أنه يحلي علمه الواسع بأخلاق أهل القرآن، وهو من أشد الناس حياء، ويتحمل في سبيل ذلك ما يرجى له به عظيم الأجر من الحيي الكريم سبحانه وتعالى.
والخلاصة أني ـ أحسبه ولا أزكي على الله أحدا ـ من أهل القرآن الذين اصطفاهم الله وشرفهم بكتابه العظيم
ومن الذين يتقرب إلى الله بحبهم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Apr 2008, 01:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقدمة كتاب تقريب الطيبة لشيخنا الحبيب د / إيهاب فكري (حفظه الله) ونفع بعلمه.
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فهذا مؤلف أقرب فيه ما أورده الإمام ابن الجزري في منظومته (طيبة النشر) التي تضمنت القراءات العشر الكبرى.
ومنهاجي فيه ما يلي:
ـ بدأت فيه بذكر نظم الطيبة وشرحه، ورجعت في شرحي لشروح الطيبة وكتاب النشر والتحريرات التي ألفت على كتاب النشر وغير ذلك، وكان جل ما اخترته في شرحي مأخوذ من شرح ابن الناظم لأن الإمام ابن الجزري قد استحسن شرحه بقوله: فأحسن فيه ما شاء اهـ () كما هو مذكور في ترجمة ابن الناظم أحمد بن محمد بن الجزري في كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري.
ـ كان أكثر اعتمادي في ضبط متن الطيبة على النظم الذي ضبطه الإمام الضباع، وكذلك على شرح ابن الناظم بتحقيق الإمام الضباع, أما سبب اعتمادي على شرح ابن الناظم فلأنه قرأ الطيبة مرارًا على والده وكذلك عرض شرح هذا على والده فاستحسنه، وأما سبب اعتمادي على تحقيق الإمام الضباع فلأنه من أشهر المحققين وله السبق في التلقي والضبط، ثم إن ضبطه للمتن والشرح المذكور قد توافر على دراسته جهابذة القراء من الأساتذة والطلاب بالمعاهد الأزهرية وتلقوه بالقبول والرضا.
ولم أخالف ضبط الإمام الضباع إلا عند الضرورة نحو ضبطه للبيت في سورة الصافات:
أللهُ رَبُّ رَبُّ غَيْرُ صَحْبِ ظَنْ
إِلْيَاسَ وَصْلُ الْهَمْزِ لَفْظُ خُلْفُ مَنْ
فضبطته (خلف لفظ من) لأن هذا الضبط يثبت الخلاف لابن ذكوان أما ضبط الإمام الضباع (لفظ خلف من) فلا يثبته إلا لهشام، والخلاف لابن ذكوان ثابت من الشاطبية وغيرها, وكذلك خالفته فيما يؤدي إلى كسر الوزن العروضي لأبيات النظم نحو ضبطه للبيت في المقدمة:
وَاللهُ حَسْبِي وَهْوَ اعْتِمَادِي
وَالآنَ حِينُ الْأَخْذِ فِي المُرَادِ
وضبطه عند الشيخ الضباع بإسكان الهاء في وهو، فضبطته (وَهُوَ اعْتِمَادِي) بضم الهاء لكيلا ينكسر وزن البيت.
وهذه مواضع في نسخ متن الطيبة المتداولة بين يدي القراء أدى ضبطها بالحركات لكسر الوزن العروضي، أحببت أن أنبه عليها حتى ينضبط حفظ المتن وهي ما يلي:
1ـ سبق ذكر (وهو اعتمادي).
2ـ
وَسَهَّلَ الأُخْرَى رُوَيْسٌ قُنْبُلُ
في بعض المتون بتحريك لام الأخرى بالضم والصواب الإسكان حتى يستقيم وزن البيت.
3ـ
بَنَاتِ أَنْصَارِي مَعًا لِلْمَدَنِي
في بعض المتون بإثبات ياء في بناتي والصواب حذفها حتى يستقيم وزن البيت.
4 -
أَهَانَنِي هَدَا مَدًا وَالْخُلْفُ حَنْ
في بعض المتون بحذف الياء في أهانن والصواب إثباتها حتى يستقيم وزن البيت.
5 -
شَفَاعَةٌ لاَ بَيْعَ لاَ خِلاَلَ لاَ
في بعض المتون بفتح شَفَاعَةٌ بدون تنوين والصواب الرفع والتنوين حتى يستقيم وزن البيت.
6 -
نُونَ تُحَاجُونِي مَدًا مَنْ لِي اخْتُلِفْ
في بعض المتون بتشديد الجيم في تحاجوني والصواب التخفيف حتى يستقيم وزن البيت.
7 -
مَتَاعُ لاَ حَفْصٌ وَقِطْعًا ظُفَرُ
في بعض المتون بتحريك الطاء في قطعًا والصواب الإسكان حتى يستقيم وزن البيت.
8 -
يُثْبِتُ خَفِّفْ نَصُّ حَقٍّ وَاضْمُمِ
في بعض المتون بتشديد يثبت والصواب التخفيف حتى يستقيم وزن البيت.
9 -
شَفَا وَسَكِّنْ كَسْرَ وَلْ شَفَا بَلاَ
لَنُثْوِيَنَّ الْبَاءَ ثَلِّثْ مُبْدِلاَ
في بعض المتون مضبوطة لنبوين في أحد الوجهين والصواب لنثوين فقط حتى يستقيم وزن البيت.
10 -
وَيُحْشَرُ النُّوْنُ وَسَمِّ اتْلُ ظُبَا
نَحْسَاتِنَ اسْكِنْ كَسْرَهُ حَقًّا أبا
¥