تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2008, 05:00 م]ـ

هذه مقالة كتبها الأستاذ الدكتور المحقق بشار عواد معروف. الأستاذ البغدادي المعروف. نشرتها جريدة الدستور الأردنية.


اطلعنا على كتاب التفسير الكبير المنسوب الى ابي القاسم الطبراني 260 «- 360هـ» تحقيق الشيخ هشام البدراني والمطبوع بدار الكتاب الثقافي في الاردن سنة م2008 في ستة مجلدات، فتبين لنا بعد الدراسة المستقصية المتأنية ان هذا التفسير لا يمكن ان يكون لابي القاسم الطبراني، وهو تفسير لاحد الحنفية المتأخرين، وذلك للاسباب الآتية:

أولا: اقام المحقق بأن هذا التفسير للامام الطبراني استنادا الى ما جاء في النسخة الخطية الفريدة التي وقف عليها. ويلاحظ ان هذه الكتابة التي نسبت الكتاب الى الطبراني كتبت بخط حديث ربما لا يتجاوز المئة سنة الاخيرة، وهو امر ظاهر لمن عرف الخطوط وطرائق رسم الحروف وعانى قراءة المخطوطات، فهذا لا يقوم دليلا على صحة نسبة الكتاب، فكثير من النسخ الخطية قد نُسبت غلطا الى مؤلفين معينين ثم تبين بعد البحث والتقصي خطأ تلك النسبة.

ثانيا: من المعروف ان ابا القاسم الطبراني من كبار المحدثين الملتزمين بذكر الاحاديث والاخبار بأسانيده، وهو امر ظاهر في جميع كتبه التي وصلت إلينا ومنها معاجمه الثلاثة: الكبير والاوسط والصغير، ومسند الشاميين والاحاديث الطوال والدعاء ونحوها، ولم يُعرف عنه اي كتاب خالف فيه هذا المنهج، فلماذا يخالف منهجه في هذا الكتاب فيذكر الاحاديث بغير اسناد؟ يضاف الى ذلك اننا لم نجد محدثا مرموقا قد ألف تفسيرا بغير اسناد، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211هـ، والطبريب المتوفى سنة 310هـ، وابن ابي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ، وابن كثير المتوفى سنة 774هـ، والسيوطي المتوفى سنة 911هـ وكتبهم مطبوعة منتشرة مشهورة، فلماذا يشذ الطبراني عنهم فيورد الاحاديث من غير اسناد او تعليق وفيها عشرات الاحاديث التالفة والموضوعة؟،

ثالثا: من المعلوم ان الطبراني محدث مكثر، وقد استوعب في كتبه الحديثية جل الاحاديث التي رواها بإسناده، وفي هذا التفسير احاديث كثيرة جدا لا تُعرف من رواية الطبراني، ولم يشر احد ممن جاء بعده ان الطبراني رواها، ولا سيما تلك الاحاديث التي ساقها الثعلبي المتوفى سنة 427هـ في تفسيره، فضلا عن بعض المخالفات الظاهرة في نسبة الحديث بين صحابي وآخر كما في «ج1 ص» 306 حيث اورد الطبراني هذا الحديث في معجميه الكبير والاوسط عن واثلة بن الاسقع في حين ورد في هذا التفسير عن ابي ذر، كما أشار المحقق نفسه.

رابعا: ان صاحب هذا التفسير حنفي المذهب وقد فَسر جميع آيات الاحكام الواردة فيه تفسيرا يتناغم مع الذهب الحنفي، كما أيد ذلك العلامة الشيخ سعيد حجاوي حفظه الله تعالى، وهو يسير في تفسيره على منهج اسلافه من علماء الحنفية، والمعروف عن الطبراني انه حنبلي المذهب، وقد ذكره المؤلفون لتراجم الحنابلة في كتبهم ومنهم ابن ابي يعلي في طبقات الحنابلة «ج2 49ص -» 51، وقد ألف الطبراني كتابا في مناقب الامام احمد بن حنبل، ذكره الذهبي في سير اعلام النبلاء «ج16 ص128»، فضلا عن ان الذين ألفوا في تراجم الحنفية لم يذكروه في كتبهم، ومنهم القرشي في الجواهر المضيئة، والتميمي في الطبقات السنية، واللكنوي في الفوائد البهية، وطاش كبري زاده، وعلي القاري وغيرهم من كونه من العلماء المعمرين المشهورين الذين يتفاخر بهم أصحاب كل مذهب فينسبونه إليهم، فإذا كان الامر كذلك فكيف يقلب المحقق الحقائق ظهرا لبطن ويزعم ان الطبراني كان حنفيا ليتوافق قوله مع ما وجده في الكتاب من كون المؤلف حنيفا، وهو صنيع لا يقول به من عنده ادنى علم بسير العلماء.

ومع كل ذلك فلو اردنا متابعة المحقق في ادعائه بحنفية الطبراني، فهل يجوز ان يُبنى ذلك على كتاب واحد من كتبه هو هذا التفسير المزعوم، وأين نذهب بكتبه الاخرى التي تظهر فيها حنبلية واضحة جلية لا سيما في العقائد؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير