أنصح كل مسلم معاصر بأن يستصحب معه هذا التفسير المعين وهو يتلو آيات القرآن يوميا، وأنصح المكتبات في الأردن باستيراد هذا التفسير، وأطلب من إخواننا وأخواتنا أن يدعو الله لمؤلفه العالم المفسر الشيخ مجد مكي، بأن يجزيه عن خدمة كتابه خير الجزاء ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Sep 2008, 10:21 م]ـ
أين اجد الكتاب؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 10:27 م]ـ
يمكن الاتصال بالناشر في مدينة جدة وسؤالهم على
0096626838051
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jan 2009, 12:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المعين على تدبُّر الكتاب المبين
الحمد لله الرحمن، علَّم القرآن، خلق الإنسان، علَّمه البيان، وصلاة الله وسلامه الأتمَّان الأكملان على نبيِّنا محمد الذي أنزل عليه الكتاب ولم يجعل له عوجاً، قيِّماً لينذر بأساً شديداً من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً، ورضي الله عن آله وأصحابه والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنَّ تدبُّر آيات الله في كتابه من أعظم العبادات، وأشرف الأعمال والطاعات.
وقد أنزل الله كتابه الكريم لنتدبَّر آياته، لا لنعرض عنه ونهجره، وبعد التدبُّر والفهم يكون التأثر والعمل بموجب العلم.
أهمية تدبُّر القرآن:
وتدبُّر القرآن أوْلى وأوَّل ما يًشمِّر له أصحاب الهمم العالية، إذ هو مفتاح سائر علوم الإسلام، ولا يحسن بطالب العلم أن يقدم عليها سواها.
قال ابن القيم ـ (ت: 751) رحمه الله تعالى ـ: "فليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبُّر القرآن، وإطالة التأمل فيه، وجمع الفكر في معاني آياته" ([1]).
التدبُّر في اللغة والاصطلاح:
والتدبُّر لغة: مأخوذ من مادة (د ب ر) وهي آخر الشيء وخلفه، يقال: دبَّر الأمر وتدبَّره: نظر في عاقبته. واستدبره: رأى في عاقبته مالم يَرَ في صدره. والتَّدبُّر في الأمر: التفكُّر فيه ([2]). قال العلامة الآلوسي: (وأصْلُ التدبُّر: التأمُّل في أدْبار الأمور وعواقبها، ثمَّ استعمل في كلِّ تأمُّل سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سَوابِقِه وأسبابه، أو لواحقه وأعقابه) ([3]).
والتدبُّر اصطلاحاً: هو تحديق ناظر القلب إلى معاني القرآن، وجمع الفكر على تأمُّله وتعقُّله، وهو المقصود بإنزاله لا مجرَّد تلاوته بلا فهم ولا تدبُّر ([4]).
أو: هو التفكُّر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الألفاظ والكلمات والآيات والسور القرآنية ومراميها البعيدة ([5]).
ومن الكلمات التي بينها وبين التدبُّر تقارب وتداخل في المعاني: التفكُّر والتأمُّل.
والتفكُّر: تصرُّف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب ([6]). والتأمل: تدقيق النظر في الآيات بغرض الاتِّعاظ والتذكُّر.
فالتدبر يعني النظر العقليَّ إلى عواقب الأمور، أي أنه يتجاوز الحاضر إلى المستقبل، والتفكُّر جولان الفكر في الأمر الذي تكون له صورة عقليَّة عن طريق الدليل، وأما التأمُّل فقد رُوعي فيه إدامة النظر والتثبُّت، ومن ثمَّ فلا تكون النظرة الواحدة تاملاً، وإن كان يمكن أن تكون من قبيل التفكُّر ([7]).
فهذه المعاني الثلاثة ـ وإن كانت متقاربة ـ إلا أنَّها ليست واحدةً، وإذا ذكر بعض أهل العلم أنها مترادفةٌ، فإنما يقصد فقط الترادف الجزئي الذي قد يُوجد في بعض الأحيان دون بعضها الآخر.
الآيات التي تؤكد على أهمية تدبر القرآن الكريم:
1ـ وفي التأكيد على أهمية التدبر أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في مكة قوله في سورة (ص): {كتاب أنزلناه إليكَ مُبَارَكٌ ليدبَّروا آياتِهِ وليتذكَّر أولو الألباب [29]} فهذا الكتاب العظيم، قد أنزله الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مبارك لا تنضب فيوض معانيه، ولكن هذه المعاني الثرَّة لا ينتفع بها إلا الذين يتدبَّرون آياته، ويتذكَّرون معانيه ويتَّعظون به، وهذا التذكُّر المقصود لا يتحقق به إلا أصحاب العقول الحصيفة الدرَّاكة.
2ـ ثم أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في مكة قوله في سورة (المؤمنون): {أفلم يَدَّبَّروا القَوْلَ أم جَاءَهُم مالم يَأِت آباءَهم الأولين [68]}.
¥