تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا فيما يتعلق بمصادرِ التفسير، وأما ما يتعلق بمصادرِ الفلسفة فالأمرُ كان أيسرَ، فقد اقتصرتُ على الفلسفة المشائية، حيث كانت هي المعنى المرادَ من كلمة الفلسفة عند المفسِّرين، ومن ثَمَّ فليستْ كلمةُ الفلسفة في عنوان هذه الدراسة على إطلاقها، وإنما هي مقيدةٌ بالفلسفة المشائية. وكذلك كانت مصادرُها كثيرةً أيضاً، ولهذا صنفتُها إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى: وهي بعضُ الكتبِ المترجمة لأفلاطون (ت:347ق. م) وأرسطو (ت:322ق. م) من فلاسفة اليونان، ورسائلُ ومؤلفاتُ فلاسفةِ الإسلام، كالكندي (ت:252ه‍)، والفارابي (ت:339ه‍)، وابن سينا (ت:428ه‍)، وابن رشد (ت:595ه‍). فمصادرُ هؤلاء الفلاسفةِ كانت هي المصادرُ الأولى في البحث.

المجموعة الثانية: وهي مؤلفاتُ بقيةِ الفلاسفة المشائين، فقد رجعتُ في كثيرٍ من المسائلِ إلى رسائلِ إخوان الصفا وخلانِ الوفاء (في القرن الرابع الهجري)، وإلى أبي الحسن العامري (ت:381ه‍)، وابن باجه (ت:533ه‍)، وأبي البركات البَغدادي (ت:547ه‍)، وابن طفيل (ت:581ه‍)، وشهابِ الدين السُّهروردي (ت:587ه‍).

وقد اقتضى عنوانُ البحث أن يكونَ المنهجُ العامُّ لهذه الدراسة هو المنهجُ الوصفيُ، حيث تتبعتُ الأثرَ الفلسفيَ في كثيرٍ من كتب التفسير، فجمعتُ المسائلَ الفلسفيةَ المتفرقة، ورتبتُها الترتيبَ الذي جاء في خِطة البحث كما سنرى، وقدمتُ في كل مسألةٍ عرضاً مُخْتَصَرَاً عن رأي بعض الفلاسفة فيها، ومن ثَمَّ أعرضُ رأيَ المفسِّرين الذين تحدثوا في تلك المسألة حديثاً فلسفياً، سواءٌ كان ردَّاً لرأي الفلاسفة أو قبولاً. وكنتُ أَحْرِصُ ـ غالباً ـ على ذكر الآيات الكريمة التي تحدَّث عند تفسيرها المفسِّرون حديثاً فلسفياً، وذلك لتتضحَ المناسَبَةُ بين كلامه الفلسفي وتفسيرِ الآيات الكريمة.

وهذه الطريقةُ في تناول المسائلِ اقتضتْ المنهجَ المقارَن، وذلك من حيث ذكرُ الرأيِّ الفلسفيِّ من مصدره ومقارنتِه برأي المفسِّر، وبيانِ مدى التوافقِ بينَهُما أو المخالفة. ولم تخلو الدراسةُ من النقد والتقييم لتلك الآراء، وخاصة إذا كان الرأيُّ المذكورُ مخالفاً للقرآن الكريم، أو لجمهور المفسِّرين، وهذا هو المنهجُ النقديُّ الذي جاء متمماً للمنهجين السابقين، وأرجو من الله? أن أكون قد قاربتُ السدادَ والصوابَ في ذلك.

وقد جاءتْ خِطةُ البحث في مدخلٍ، وثلاثةِ أبواب، وخاتمة، فأما المدخل فجاء بعنوان التعريفِ بمصطلحات البحث، فعرَّفتُ بمصطلح الفلسفة، وبمصطلح التفسير.

وأما الباب الأول فجاء تحت عنوان الإلهيات، ويشتمل على فصلين: الفصلِ الأول: بعنوان وجودِ الله تعالى وأدلتهِ، والفصلِ الثاني: بعنوان الأسماءِ والصفات الإلهية.

وأما الباب الثاني فجاء تحت عنوانِ العالَم، ويشتمل على ثلاثة فصول: الفصلِ الأول: بعنوان خَلْقِ العالَم وفنائهِ، والفصلِ الثاني: بعنوان العالَم ِالعلوي، فتحدثت عن عالَمِ الأفلاك والكواكب، وعن العرش والكرسي والملائكة. والفصلِ الثالث: بعنوان السببيةِ الكونية ودخولِ الشر في القضاء الإلهي.

وأما الباب الثالث فجاء تحت عنوان الإنسان، ويشتمل على أربعة فصول: الفصلِ الأول: بعنوان النفسِ الإنسانية، فتحدثتُ عن حقيقة النفس وقُوَاها، وعن مبدئِها ومَعادِها. والفصلِ الثاني: بعنوان المعرفةِ والأخلاق. والفصلِ الثالث: بعنوان الحريةِ الإنسانية. والفصلِ الرابع: بعنوان النبوة.

ثم جاءتْ الخاتمة وتتضمن أهمَ نتائجِ البحث، وقد لاحظتُ من خلال جمع المادة العلمية لهذه الدراسة أن للكلام والتصوف أثراً واضحاً في التفسير أيضاً، قد يفوق الأثرَ الفلسفيَ بكثير، فأوصي الباحثين بدراسة أثر الكلام والتصوف في التفسير، لتكتمل بذلك جوانب التأثيرات الفكرية في التفسير.

شكر وتقدير

أولاً: أشكر الله? ?الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ? [سورة الأعراف: 43]. ومن ثَمَّ أشكر مَنْ أوجب الله تعالى عليَّ شكرهما، وهما والدَيَّ الكريمان، وأسأل الله تعالى أن يجعلَ ثوابَ هذا العملِ في صحيفتيهما.

ثانياً: وانطلاقًا من قول النبي?: (مَنْ لا يشكرُ النَّاسَ لا يشكرُ الله).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير