تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شكر الله لكم وبارك فيكم، وأنتظر ملحوظاتكم على بريدي الإلكتروني:

[email protected]

ـ[الخطيب]ــــــــ[09 Apr 2010, 07:25 ص]ـ

افتتاحية ومنهج

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب، تبصرة وذكرى لأولى الألباب حيث خص به خير أمة، وخصها بأفضل كتاب، هو الكتاب العزيز المحفوظ بحفظ الله له صدرا وسطرا، المحفوف بعناية المؤمنين بتكاليفه نهيا وأمرا، جلّ من أنزله، وعز من جمّله وحسّنه. وعن أيدي العابثين صانه وحصّنه.

أما بعد

فقد أنزل الله هذا الكتاب هداية للخلق، ومفتاحاً للرزق، وإعجازًا مستمراً وبرهانَ صدق، تعبد المسلمون ربهم بتلاوته وتدبره والعمل بما فيه، فإليه توجهت الهمم، ونصبت العزائم قياماً بحق خدمته ورعايته ودراسة آياته، واستخراج حِكَمِه، واستنباط أحكامه وغير ذلك الكثير والكثير.

هذا، وإن علم التفسير يعتبر من أوفر علوم القرآن حظاً من حيث التصنيف والتأليف، حيث نال العناية والاهتمام على مر العصور والقرون المتعاقبة من لدن عصر النبوة حتى عصرنا الحاضر، وكل من له صلة بكتب التفسير يعرف أنها متعددة المشارب، متنوعة الأذواق حسب اختلاف ثقافات المفسرين أنفسهم، فمن معتن بدراسة غريبة أو نحوه، أو بلاغته، أو إعرابه ومن مفسر له على طريقه الفقهاء والمجتهدين، أو على طريقة المتكلمين والمنطقيين، أو على طريقة العِلْمِيّين الذين أوردوا كثيراً من المصطلحات العلمية كتفسيرٍ لآياتٍ من القرآن الكريم أقول: هذه المشارب المتعددة والأذواق المتنوعة جعلت من كتب التفسير في مجموعها موسوعات علمية في مختلف الفنون والعلوم، ولأجل ذلك فإن القارئ فيها قد يقف مرارًا عند كثير من مصطلحات هذه العلوم يريد معرفتها، ليفهم كلام المفسرين الذين أدرجوها في تفاسيرهم ولما كانت هذه المصطلحات هي لعلوم كثيرة، الأمر الذي يتطلب من الباحث أو الدارس أن يجعل أمامه مائدة متنوعة من كتب هذه العلوم، ليفهم من خلالها المراد بمصطلحاتها الواردة في كتب التفسير، وهذا أمر جد عسير من جهة ومستهلك للوقت والجهد من جهة أخرى أقول: لما كان الأمر ما ذكرت فقد رأيت بعد توفيق الله ونتيجةً لاستخارته أن أجمع هذه المصطلحات وأُعَرِّف بها تعريفاً ميسراً يعين القارئ والدارس والباحث - على حد سواء - على فهمها فكانت من هذه الجهة مفتاحاً أمام الدارسين والباحثين يفتح لهم ماعساه أن يكون مغلقا من كلام المفسرين، ثم إن هذه المصطلحات أيضاً هي مفاتيح لمن يقرأها ابتداءً حيث تفتح له أفاقا واسعة لدراسة كتاب الله من زوايا متعددة، لذلك ولغيره هُدِيت إلى أن يكون عنوان هذه الدراسة " مفاتيح التفسير " وكانت هذه التسمية إلهاما أجراه الله عز وجل على لسان ابنتي "منة الله" – وهي يومئذ لم تتجاوز الخامسة من عمرها - ثم إنني قد أضفت إلى شرح المصطلحات وبيان معناها جملة من قواعد التفسير وأصوله، يهتدي بها من يريد أن يمضي في تفسيره على طريق العلماء ونهج الأسلاف ممن بنوا تفاسيرهم على قواعد رصينة وأعمدة متينة إضافة إلى أن هذه القواعد المبثوثة في ثنايا هذا المعجم إثر المادة المعنون بها تصلح للرجوع إليها عند الترجيح بين الآراء المتعددة في التفسير وكذلك أيضا يُرجع إليها عند الالتباس في أمرٍ ما.

وقد رأيت أن أضيف إليه ما أظنه معينا للمفسر وللدارس من مصطلحات مقتصرا على الأهم فالمهم من وجهة نظري، ولسوف يقف الباحث بإذن الله على ما يفيده من مصطلحات أصيلة في بابها مما هو وثيق الصلة بالتفسير وعلوم القرآن ولا يستغني عنه كل مشتغل بالتفسير وغيره من الدراسات القرآنية، ومصطلحات أخرى مساعدة قد يُحتاج إليها، لأن التفسير ولأنه يعني الكشف عن معاني القرآن وتوضيحها فإن هذا التوضيح يقتضي الوقوف على عدد من العلوم المعينة على الوصول إليه. ولذلك فإن كل علم يساعد على الكشف عن المعنى القرآني ويجليه هو من علوم التفسير، وكان هذا دأب الأسلاف فعلماء القرآن عندما صنفوا كتبا خاصة بفن علوم القرآن ذكروا علوم العربية كعلم النحو والصرف والبيان والبديع والمعاني والاشتقاق واللغة إلخ، وكذا العلوم الشرعية قاطبة كالحديث والفقه وأصوله واصول الدين والسيرة ...... إلخ ذكروا هذه العلوم جميعها على أنها من علوم القرآن والتفسير بل صرح السيوطي بذلك حين صنف كتابا سماه " التحبير في علوم التفسير " ضمنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير