الكلام عن هذه العلوم المذكورة.
وهذا القول مني أمهِّد به لاتجاهي في هذا المعجم الذي ضم مصطلحات كثير من العلوم الشرعية والعربية فلعل معترضا أن يقول: إن هذه مصطلحات بلاغية أو أصولية أو فقهية ....... إلخ فنقول جوابا عن اعتراضه: هذه علوم تفسير الكتاب العزيز أيضا، وقد وُضعت أصلا لخدمة الكتاب العزيز كشفا عن معانيه وتوضيحا لمراميه، وإبرازا لوجوه إعجازه، واستنباطا لأحكامه وتقعيدا لأصوله.
هذا وإنني قد سرت في هذه الدراسة على منهج ثابت الخُطَا في طريق بيِّنٍ واضح في ضوء المبادئ الآتية:
1 - التزام الترتيب المعجمي " الألف بائي " في سرد وتنظيم المواد المختارة مع اعتماد الكلمة كما هي وليس بالرجوع إلى أصلها أو جَذْرها.
2 - لا أعتبر الألف واللام التعريفية في ترتيب المواد إن كانت المادة كلمة واحدة ولا أجعل لها أثراً في ذلك بل العبرة عندي بالحرف الذي هو من بنية الكلمة، ولذلك ستجد أن ترتيب كل من: "ال" الجنسية والعهدية والموصولية في موقعها بعد مادة "الإكمال" لكون اللام بعد الكاف في الترتيب. لكنني أراعي ذلك في المواد المشتملة على كلمتين فأكثر، فأعتمد "أل" التعريفية في الكلمة الثانية واعتبرها في الترتيب ولذا فإن مادة "التفسير النبوي للقرآن الكريم" تتقدم مادة "التفسير بالرأي"
3 - لا أذكر كلمة " علم " عند الحديث عن أي علم من علوم القرآن ولا كلمة " حد " عند التعرض للتعريف بجد من الحدود الشرعية فأقول مثلاً: أسباب النزول، وكذا أقول: النحو، الفقه، غريب القرآن، ونحو ذلك ولذا فإن مواقع التعريف بهذه العلوم إنما هي موجودة في الحروف التي يبتدئ بها كل علم منها أي اسم العلم نفسه. وكذلك لا أقول: حد الزنا ولا حد السرقة وإنما أقول: الزنا، السرقة، القذف ونحو ذلك.
4 - اعتبر التاء المربوطة هاء في الترتيب المعجمي لأنني ابني المادة الاصطلاحية على الوقف والتاء المربوطة تبدل هاءً في الوقف بغض النظر عن أصلها.
5 - اعتبر الهمزة الممدودة همزتين رجوعاً إلى الأصل، ولذا فإني أقدم في الترتيب كلمة " آية " على كلمة " إبدال " وهكذا.
6 - لا أعتبر الإدغام في الحروف قائما مقام حرفين، وإنما أعتبر الحرف المدغم حرفاً واحداً من حيث الترتيب وعليه فإن كلمة "النِّدّ " تأتي قبل كلمة " النداء "
7 - أذكر المصطلحات المستخدمة في كتب التفسير وعلوم القرآن مع جملة من مفردات كل علم مما يغلب على الظن حاجة الدارس أو الباحث إليها أكثر من غيرها وسترى هذا واضحاً في مصطلحات النحو والصرف، والفقه والأصول، والحديث وعلومه، والبلاغة وعلومها وإن كانت مصطلحات البلاغة أوفر حظا من غيرها لعلاقتها الوطيدة بالنص القرآني.
8 - أنقل تعريف كل مصطلح من الكتب المعتمدة عند أهل فنه وأذكر المرجع غالبا وذلك في الأصل لا في الحاشية كي لا يطول الكتاب بأن أقول مثلا: عرّفه فلان في كتابه كذا ونحو هذا وسوف يدرك القارئ أن هنالك مصطلحات عديدة لم أعثر لها على تعريف فاجتهدت في تعريفها والكشف عنها.
9 - لا أتقيد بالأمثلة التي يذكرها العلماء عند حديثهم عن مصطلحٍ ما بل أعمد إلى كتب التفسير كثيرا لأستخرج منها أمثلة لم ينص عليها في الكتب الأصول.
10 - أَنشُد الاختصار مع عدم الإخلال ما استطعت فأحاول أثناء كلامي عن المادة الاقتصار على الأهم فالمهم، لعدم إملال الباحث بما يمكن أن يجده في مراجعه الأصلية بتوسع و بسط , لأن طبيعة هذا المعجم هو فتح الباب من خلال التعريف الميسر بالمواد المذكورة، ولذا فإنني اكتفي بالقليل من الأمثلة من باب "يكفيك من الزاد ما قل " وعلى من يريد المزيد أن يرجع إلي الكتب الأصلية التي تكون المادة المذكورة تابعة لها.
وقد أتجاوز عن منهج الاختصار حين أرى المقام يحتاج إلي شيء من الإسهاب والإطالة كما في مادة " اختلاف المفسرين "، "التدرج التشريعي"،" اللحن "، "مرجع الضمير" وغيرها0
9 – أرشد في كثير من الأحيان إلي مصادر تفصيل المسألة التي أتكلم عنها من خلال المادة الاصطلاحية وذلك حين أرى أنها في حاجة إلي البسط و التفصيل، أو لقصد إرشاد الباحثين إليها وهدايتهم إلي مصادرها.
¥